قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اليوم الجمعة إن مكتبه على "اتصال غير رسمي" مع سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، من خلال وسطاء لتسليم نفسه وتحذيره من أنه يخاطر باعتراضه في الجو إذا حاول الفرار جواً إلى ملاذ إفريقي آمن. وفي تأكيد لتقارير من القيادة الليبية الجديدة ل"رويترز"، أن النجل الهارب للزعيم الليبي المقتول يتفاوض بشأن إمكانية تسليم نفسه، قالت المحكمة الجنائية الدولية في بيان "من خلال وسطاء، نجري اتصالات غير رسمية مع سيف". وقال أوكامبو في بيانه: "إذا سلم "سيف" نفسه للمحكمة الجنائية الدولية فسيكون لديه الحق في أن تسمعه المحكمة وهو بريء حتى تثبت إدانته. والقضاة سيتخذون القرار". ولم تذكر المحكمة أي تفاصيل عن مكان سيف الإسلام، لكنها قالت إنها "تشحذ الجهود" لاعتقاله هو ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، حيث يقول مسؤولون ليبيون إن قبائل الطوارق توفر لهما المأوى في الصحراء في المناطق الحدودية بين ليبيا والنيجر. وقال أوكامبو: "علاوة على ذلك علمنا من خلال قنوات غير رسمية، أن هناك مجموعة من المرتزقة تعرض نقل سيف إلى دولة إفريقية ليست عضواً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما يدرس مكتب المدعي إمكانية اعتراض أي طائرة في أجواء دولة عضو من أجل إلقاء القبض عليه". ويشير بعض المراقبين إلى أن الاستسلام للمحكمة الجنائية الدولية ربما يكون خياراً وحيداً لسيف الاسلام (39 عاماً)، الذي قد يأمل بدلاً من ذلك بالترحيب به في إحدى الدول الإفريقية التي ساعدها والده. ويقول مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن سيف الإسلام ربما يرى أن الاستسلام هو الخيار الآمن بالنسبة له بالنظر إلى مقتل والده. وقال مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي إنهم يعتقدون أن مرتزقة أفارقة منهم أشخاص من جنوب إفريقيا كانوا يتولون حراسة سيف الإسلام عندما لجأ إلى بني وليد، وهي معقل موال للقذافي قرب طرابلس، ثم فر إلى الجنوب بعد أن تعرض والده للاعتقال وإساءة المعاملة والقتل. وذكرت صحيفة في جنوب إفريقيا أمس الخميس إن طائرة تقف على أهبة الاستعداد هناك للتوجه شمالاً وإنقاذ سيف الإسلام مع مجموعة من الجنوب إفريقيين الذين يعملون لحسابه. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وقال فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجناية الدولية في لاهاي اليوم الجمعة: "إذا توصلنا إلى اتفاق فسوف تتخذ إجراءات لنقله". مضيفاً إن الانتقال ما زال "يتطلب بعض الوقت" لترتيبه. وأضاف: "ليس من الممكن مناقشة إجراءات النقل أو القيام بافتراضات بشأن المطلوب في هذه المرحلة. هناك سيناريوهات مختلفة تعتمد على الدولة الموجود فيها". وليس لدى المحكمة الجنائية الدولية قوة شرطة خاصة بها؛ ولذلك فهي تعتمد على تعاون الدول الأعضاء لاعتقال المشتبه بهم. وتقول النيجر التي لجأ إليها أحد أبناء القذافي الآخرين إنها ستفي بالتزاماتها إزاء المحكمة الجنائية الدولية؛ ما يعني أنه يتعين عليها تسليم أي متهم مشتبه به. واتهمت المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام والسنوسي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد مقتل محتجين تظاهروا ضد حكم القذافي الذي دام 42 عاماً في فبراير. ومن بين الدول المجاورة الأخرى التي أغدق عليها ببعض ثروات ليبيا النفطية لانتهاج سياسة إفريقية مناهضة للاستعمار تشاد وبوركينا فاسو ومالي، وهم أيضاً من الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. والأمر كذلك بالنسبة لجنوب إفريقيا وتونس. ومن بين الدول غير الأعضاء التي قد تكون في وضع يتيح لها تجاهل مطالب التسليم الجزائر وأنجولا وغينيا الاستوائية والسودان وزيمبابوي. ولم يتضح ما إذا كانت أي من هذه الدول سترحب بنجل القذافي. واستقبلت الجزائر زوجة القذافي وثلاثة من أبنائه؛ ما أثار غضب جيرانها في ليبيا. وفي فرنسا التي تعد من الداعمين الأساسيين للثورة ضد القذافي، سأل الصحفيون المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو عن الأنباء التي أفادت بأن سيف الإسلام ربما عبر الحدود إلى الجزائر أو النيجر إلى مالي، وهي مستعمرة فرنسية سابقة؛ فقال إن باريس ليس لديها الكثير من المعلومات، لكنه أضاف: "هذا الرجل مكانه أمام المحكمة الجنائية الدولية...لا يهمنا إذا ذهب سيراً على الأقدام أو بالطائرة أو بالمركب أو بالسيارة أو على ظهر جمل.. الشيء الوحيد المهم هو أنه "سيف" يخص المحكمة الجنائية الدولية. ليست لدينا أي تفاصيل، لكن كلما أسرعنا كان أفضل".