دان الكثير من الحكومات والمنظمات الدولية بشدة التفجيرات التي وقعت في مدريد. ونكست الاعلام في مقار المفوضية والبرلمان الاوروبيين. ووقف النواب الاوروبيون دقيقة صمت على ارواح ضحايا الاعتداءات، فيما شارك عدد من المسؤولين الاوروبيين بينهم رئيس المفوضية رومانو برودي في مسيرة صامتة في بروكسيل. ورأى المستشار الالماني غيرهارد شرودر ان الارهاب في اوروبا "لم يشهد مثل هذا الاتساع في الفترة الاخيرة". وراى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من جهته ان على الاسرة الدولية ان تواصل حربها على الارهاب. وتحدث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن اعتداء "مقيت" على "مبادئ الديموقراطية الاوروبية". ووضع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الاسبانية انا بلاثيو، امكانات فرنسا في تصرف اسبانيا. وقال ان الامر يتعلق ب"اعتداء لا سابق له من حيث حجمه وعدد الضحايا، انه اعتداء من تدبير محترفين". وأضاف: "لا يمكن للديموقراطية ان تخضع لمثل هذه الاعمال". واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "هذا العمل الوحشي اثبت مجدداً ان على الاسرة الدولية ان تزداد تصميماً على مكافحة الارهاب". واجرى الرئيس الاميركي جورج بوش مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار، اعرب فيها عن تعازيه بضحايا التفجيرات "الفظيعة". وقال السفير الاميركي لدى الاتحاد الاوروبي روكويل شنابل: "اليوم، نقف الى جانب كل شعوب اوروبا الحزينة، ولكننا مصممون على محاربة الارهاب في كل مكان وبكل اشكاله". وفي اسرائيل، نقل بيان صادر عن رئاسة الحكومة عن رئيس الوزراء آرييل شارون "صدمته العميقة" ازاء الاعتداءات الدامية التي وقعت في مدريد. وجاء في البيان ان شارون "مصدوم للغاية". كما قدم الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف تعازيه الى الملك الاسباني، بحسب ما افاد مكتبه. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية افي بازنر من جهته: "اننا نشعر بصدمة كبيرة من هذا العمل الارهابي الوحشي والمأساة التي ضربت اسبانيا". وأضاف ان "اوروبا لم تشهد بعد اعتداء بحجم هذا الاعتداء الرهيب. والارهاب هو اليوم وباء على المستوى الدولي. وقد اصبح للاسف، جزءاً من يومياتنا، سواء في اسرائيل ام في اوروبا". ردود فعل عربية وفي اطار ردود الفعل العربية، بعث الرئيس السوري بشار الاسد ببرقية تعزية ومواساة الى الملك الاسباني خوان كارلوس بضحايا "الاعمال الارهابية" التي وقعت في العاصمة الاسبانية. وقال الاسد في برقيته: "آلمنا اشد الالم ما ورد من أنباء عن الاعمال الاجرامية التي حدثت في عدد من محطات القطار في مدريد وأودت بحياة عشرات الابرياء وتسببت بسقوط عشرات الجرحى". ودان "هذه الاعمال الارهابية"، مقدماً تعازيه "القلبية" الى الملك والحكومة الاسبانية واهالي الضحايا. كما بعث العاهل الاردني، الملك عبدالله الثاني ببرقية تعزية الى الملك خوان كارلوس اعرب فيها عن "تعازيه الحارة ومواساته بوفاة وجرح العديد من الابرياء في حواث التفجير". وشجب العاهل الاردني "مثل هذه الاعمال الارهابية"، داعياً الى بذل "جهود جماعية لمكافحة كل اشكال الارهاب والتطرف والعنف". ودان لبنان بشدة التفجيرات. وأبرق الرئيس اميل لحود الى العاهل الاسباني، معزياً ومتمنياً ان "يجنب الله اسبانيا كل اذى". وقال رئيس الحكومة رفيق الحريري ان "عبارات الشجب والاستنكار لا تكفي لمواجهة مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تتنافى مع كل القيم الاخلاقية والدينية"، داعياً الى "تحرك سريع مع كل الدول للقضاء على هذه الظاهرة التي ضربت دولاً عدة وهي لا تفرق بين دولة وأخرى او دين وآخر، بل تهدف الى اثارة حال من الذعر والهلع في المجتمع الدولي من خلال قتل أكبر عدد من الابرياء والحاق أشد الضرر والخراب". وندد الرئيس الموريتاني معاوية ولد طايع ب"الاعتداءات الارهابية" التي ضربت مدريد. ووجه برقية الى رئيس الوزراء الاسباني وصف فيها التفجيرات ب"المجازر غير الانسانية"، معبراً عن "التعازي الصادقة والتعاطف" مع اسبانيا. وأعربت الحكومة الفلسطينية عن "استنكارها وادانتها الشديدين للتفجيرات الارهابية التي وقعت في مدريد هذا اليوم وأودت بحياة العشرات من المدنيين الابرياء". ودعت الى "تكاتف المجتمع الدولي بكل هيئاته ومؤسساته لوضع حد للعنف والارهاب الذي يستهدف المدنيين الابرياء في جميع انحاء العالم سواء كان ارهاب الافراد او الجماعات او ارهاب الدولة المنظم". وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة أجرى اتصالاً هاتفياً مع الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا أعرب خلاله عن خالص تعازيه وتعاطفه في شأن ضحايا تفجيرات القطارات في مدريد. وأكد الملك حمد إدانة البحرين الكاملة للاعمال الاجرامية التي تستهدف المدنيين الابرياء. وذكرت وكالة الانباء الكويتية أن الامير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أرسل برقية تعزية إلى الملك خوان كارلوس، فيما أكد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء الكويتي لنظيره الاسباني خوسيه ماريا أثنار عن إدانة الكويت لمثل هذه الاعمال الاجرامية. ودان الناطق باسم الخارجية الايرانية بقوة الاعتداءات. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عنه قوله ان "الارهاب آفة كارثية في حقبتنا ويتعين على المجموعة الدولية استئصالها بكل الوسائل"، من غير ان تستخدم مكافحة الارهاب لغايات سياسية.