كشفت مجلتان اميركيتان أمس مذكرة لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تفصل الاتصالات التي جرت بين العراق وتنظيم "القاعدة"، بهدف دعم الاتهامات الاميركية الموجهة الى نظام صدام حسين والتي استخدمت لتبرير الحرب. واكدت ملة "ويكلي ستاندرد" السياسية المحافظة ان "قسماً كبيراً من العناصر التي عرضت في المذكرة جاء بشكل مفصل ودامغ ومدعوم من مصادر عدة". والمذكرة السرية صادرة في 23 تشرين الاول اكتوبر 2003، وموجهة من نائب وزير الدفاع دوغلاس فايث الى مسؤولي لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ والذين طالبوا ادارة الرئيس جورج بوش باثبات اتهامها بوجود روابط بين العراق و"القاعدة". نشرت المجلة ان المذكرة استندت الى خمسين وثيقة استخباراتية صادرة عن وكالات في الولاياتالمتحدة والخارج، من ضمنها مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي ووكالة استخبارات وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه ووكالة الامن القومي. وجاء في المذكرة، استناداً الى مسؤول كبير في الاستخبارات العراقية تم استجوابه في ايار مايو 2003، ان اللقاءات الاولى بين عناصر من الاستخبارات العراقية و"القاعدة" جرت بين 1992 و1995 في السودان، مشيرة الى ان "لقاءات اخرى بين الاستخبارات العراقية والقاعدة جرت في باكستان". من جهة اخرى، لمحت مجلة "نيوزويك" في تعليق الى ان البنتاغون سمح بنشر نص هذه المذكرة رداً على الجدل في شأن الثغرات في عمل اجهزة الاستخبارات خلال الفترة السابقة للحرب على العراق. وكتبت "ويكلي ستاندرد" ان "قسماً من المذكرة يتضمن معلومات جديدة تم الحصول عليها لدى استجواب مسؤولين كبار من القاعدة وعراقيين، فيما تضمن قسم آخر معلومات تعود الى اكثر من عشر سنوات". وذكرت وثيقة البنتاغون نقلاً عن "مصدر رفيع المستوى" ان اسامة بن لادن تدرب على صناعة القنابل على يدي اللواء سليم الاحمد، خبير المتفجرات العراقي الذي شوهد في منزل الزعيم الاسلامي في الخرطوم بين 1995 و1996. كما ان ايمن الظواهري المساعد الاول لبن لادن التقى، بحسب الوثيقة نائب الرئيس العراقي في الثالث من شباط فبراير 1998 في بغداد ليبحث معه في التنسيق بين العراق و"القاعدة" واقامة "معسكرات" في الناصرية جنوبالعراق وكردستان العراقية. وتابعت المذكرة انه "بحسب معلومات حساسة، طلب صدام حسين شخصياً من فاروق حجازي مساعد مدير اجهزة الاستخبارات العراقية ثم سفير العراق لدى تركيا، عقد لقاء مع بن لادن مرتين على الاقل، المرة الاولى في السودان، ثم في افغانستان العام 1999". واكدت الوثيقة ان الاتصالات استمرت حتى عشية شن الولاياتالمتحدة الحرب على العراق في آذار مارس الماضي، مع ان المعلومات الاستخباراتية بين منتصف 1999 و2003 كانت "متناقضة" بحسب "ستاندرد ويكلي". وتابعت المذكرة انه في نهاية 2002، قام الاردني "ابو مصعب الزرقاوي" الذي تشتبه الولاياتالمتحدة بأنه وسيط بين العراق وتنظيم بن لادن "بانشاء خلايا ارهابية نائمة في بغداد بهدف تحريكها في حال احتل الاميركيون المدينة".