كشف مسؤولون أميركيون أن اللقاءات السرية التي كانت تجري بين مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ومعارضين إيرانيين، كانت تتم بمعرفة كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس جورج بوش، الذين أبلغوا بدورهم مدير وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إي جورج تينيت، ونائب وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج بالخطوط. وكانت إدارة بوش حاولت أن تبعد نفسها عن هذه اللقاءات والتقليل من شأنها. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن اللجنة الخاصة بشؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ تحقق حاليا في الاجتماعات التي أجراها المسؤولون الأميركيون في العامين 2001 و2002، مع المعارضين الإيرانيين عن طريق منوشهر غوربانيفار، الوسيط الإيراني في "ايران غيت" التي أثارت في نهاية الثمانينات ضجة واسعة. وقالت الصحيفة ان اللجنة تسعى الى معرفة كون أحد كبار المسؤولين في الإدارة متورطاً في اللقاءات. وأشارت إلى أن نائب مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي لم يعترض أبداً عندما أبلغه مسؤولون من البنتاغون رغبتهم بلقاء الإيرانيين في نهاية العام 2001. ويعكس الجدل في هذا الشأن الصراع الدائر بين أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة بين جناحي المعتدلين والصقور. وتركز لجنة مجلس الشيوخ في تحقيقها على الدور الذي لعبته في تلك اللقاءات مجموعة صغيرة بقيادة دوغلاس فيث نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية والتخطيط، أحد رموز جناح الصقور في الإدارة. وتخشى أوساط من داخل الحكومة الأميركية أن تكون لعلاقة غوربانيفار بهذه اللقاءات ذيول شبيهة بفضيحة "إيران غيت" تعتبر إدارة بوش انها في غنى عنها في هذه الفترة الحرجة بالذات قبيل الحملة لانتخابات الرئاسة. وتعبر تلك الأوساط عن مخاوف من أن يكون البنتاغون متورط في عمليات سرية خارجية أشبه ب"ايران غيت". وقالت الصحيفة أن غوربانيفار أقنع البنتاغون هذه المرة بإجراء اتصالات مع المعارضين الإيرانيين الذين صوّرهم بأنهم يملكون معلومات مهمة عن علاقة إيران بأفغانستان وشبكات الإرهاب هناك. وتمت اللقاءات في روما وباريس بشكل سري من دون إبلاغ سفارتي أميركا في البلدين بالأمر.