قتل جندي من قوات "التحالف" وشرطي ورئيس تحرير صحيفة عراقية مناهضة للاحتلال، في حوادث متفرقة في العراق الذي شهدت مناطق فيه مواجهات مع قوات الاحتلال أمس. وعاشت مدينة كركوك يوماً متوتراً الأحد، وجرح شخصان واعتقل خمسة في مواجهات بين التركمان والاكراد، على خلفية ابلاغ التركمان ان مجلس الحكم يعتزم اعتبارهم القومية الثالثة في الدولة العراقية. قتل محمود عواد الدليمي رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" التي كانت تصدر في مدينة الفلوجة العراقية، إثر احتراق سيارته أثناء وجوده داخلها. وذكر شهود لوكالة الانباء الألمانية د ب أ أن مجموعة من القوات الاميركية تعرضت لهجوم بالأسلحة الخفيفة والصاروخية في المنطقة التي قتل فيها الدليمي، فردت على النار بالمثل، مما يحتمل معه أن تكون قذيفة أصابت السيارة فأشعلت النار فيها. وكانت القوات الاميركية في الفلوجة أمرت بإغلاق الصحيفة قبل نحو أسبوع، بسبب ما تنشره من تقارير ومقالات مناهضة للاحتلال الاميركي للعراق. إلى ذلك، أعلن ناطق باسم القوات المسلحة في استونيا أمس، ان جندياً من قوات بلاده قتل بانفجار قنبلة زرعت في احد الطرق، وهو أول ضحية من الكتيبة الاستونية في العراق. وقال الناطق ان الجندي 21 سنة كان ضمن دورية راجلة تضم 12 فرداً حين انفجرت القنبلة. وأكد عدم صحة تقارير عسكرية اميركية تحدثت عن اطلاق النار عليه أثناء محاولة ابطال مفعول قنبلة. كركوك وساد وضع متوتر مدينة كركوك أمس، اثر صدامات بين التركمان والاكراد ادت الى جرح شخصين وتوقيف خمسة آخرين كما افادت الشرطة. واوضح مراسل وكالة "فرانس برس" ان الصدامات وقعت على خلفية قيام آلاف من التركمان باحتفالات واطلاق عيارات نارية في الهواء لدى استقبالهم 92 تركمانياً كانوا يعتصمون في بغداد، احتجاجاً على "تهميش" دور التركمان في البلاد. ورفع هؤلاء الأسلحة والاعلام التركمانية وصوراً لرئيس الجبهة التركمانية. وما ان وصل المعتصمون الى منطقة تازة عند مدخل المدينة حتى بدأوا باطلاق النار في الهواء، ما أثار توتراً في المدينة. وأوضح قائد الشرطة في المدينة تورهان يوسف لوكالة "فرانس برس" ان "إطلاق التركمان النار ورفع الاعلام التركمانية وصور قائد الجبهة أثار حالاً من الذعر والفوضى في المدينة التي يعيش فيها كل انواع القوميات". وزاد: "سجل بعض الصدامات بين التركمان والاكراد، ما أدى إلى اصابة شخصين واعتقال خمسة من التركمان، ولم تتمكن عناصر الشرطة من التدخل لوضع حد لهذه الصدامات". واضاف ان "ممثلين عن الحزبين الكرديين الرئيسيين الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قدما طلباً الى نائب المحافظ من أجل التدخل لوضع حد للفوضى التي تسود المدينة". وأكد قائد الشرطة ان "المحافظة قدمت طلباً الى القوات الأميركية للمساعدة وتسيير دوريات في المدينة، كما ان حظراً للتجول سيفرض في المدينة اعتباراً من المساء" أمس. وقال سعد الدين محمد اركج رئيس "مجلس الشورى التركماني"، وهو مجلس محلي يتولى شؤون التركمان في العراق: "قتلت المواطنة بخشان محمد 42 سنة فيما جرح عشرة آخرون أمس باطلاق نار عشوائي كثيف في الهواء من التركمان للتعبير عن فرحهم بتصريحات أدلى بها الناطق باسم مجلس الحكم الانتقالي حميد كفائي". واضاف ان "الناطق ابلغ معتصمين امام مقر سلطة الائتلاف ان التركمان ستضمن حقوقهم في قانون ادارة الدولة، وسيحتلون المرتبة الثالثة بعد العرب والأكراد، لذلك عليهم ألا يخشوا أي عملية تهميش". وأوضح اركج ان "التركمان، ونتيجة لهذه التصريحات، خرجوا فرحين وبدأوا باطلاق النار في الهواء، ما أدى إلى هذه الاصابات". وكان 92 تركمانياً بدأوا اعتصاماً في بغداد احتجاجاً على "تهميش" التركمان في العراق. وقتل عراقي وجرح عشرة آخرون في مدينة كركوك مساء السبت عندما اطلق بعض التركمان النار ابتهاجاً بوعود من مجلس الحكم في شأن حقوق التركمان. وللتركمان ممثلة في مجلس الحكم هي الشيعية صون كول جابوك، كما ان لهم وزيراً في مجلس الوزراء هو بيان باقر صولاغ وزير الاسكان والتعمير، وكذلك ثلاثة اعضاء في لجنة صوغ الدستور. وفي تطور آخر، أعلنت الشرطة العراقية في كركوك امس، ان احد عناصرها قتل خلال هجوم استهدف دورية للشرطة في شرق المدينة. وأعلن في عمان أمس، أن جندياً أردنياً يعمل في المستشفى الميداني الاردني في الفلوجة اصيب بالرصاص. وقالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة اسماء خضر: "تعرض الوكيل بسام صدقي سليمان الزعارير العامل في المستشفى الاردني في الفلوجة الى اطلاق نار من سيارتين مدنيتين عراقيتين على طريق الفلوجة - بغداد". وفي الموصل، أكد مسؤول في الشرطة المحلية أن امرأتين اصيبتا مساء السبت عندما اخطأت قذيفة "آر بي جي" اطلقها مجهولون هدفها واصابت أحد المنازل شمال المدينة. وفي سامراء، بدأ حوالى ألفين من رجال الشرطة العراقية حملة دهم واسعة النطاق تهدف الى "البحث عن أسلحة ومتفجرات وأشخاص ارتكبوا جرائم بحق آخرين". وقال العقيد حسن احمد من الشرطة العراقية في تكريت ان العملية "تشمل مساكن ومحلات تجارية ومعامل ومزارع".