وسط استمرار أجواء التوتر في كركوك اجتمع ممثلون عن العرب والاكراد والتركمان في مجلس المحافظة مساء الخميس بحضور مسؤولين من "سلطة التحالف" لتخفيف التوتر في المدينة حيث قتل الاربعاء ثلاثة اشخاص. وعثر مساء على جثتي كرديين في وسط المدينة قتلا طعناً فيما قتلت الشرطة عربياً وجرحت آخرين في اشتباكات ليل أول من أمس. وأبدى رئيس مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجه جي استعداد المجلس للاجتماع بالاطراف المتنازعة في كركوك ل"ازالة مسببات التأزم والاحتقان". وذكر مسؤول بارز في "الاتحاد الوطني الكردستاني" رافضاً الكشف عن اسمه ان "مسؤولين عرباً واكراداً وتركماناً اجتمعوا مساء الخميس بحضور مسؤولين في سلطة التحالف من اجل البحث في الاوضاع المتوترة في المدينة في محاولة منهم لوضع حد للفتن التي يحاول البعض خلقها". واضاف ان "الاكراد ابلغوا محاوريهم من العرب والتركمان ان هناك جماعة بعثية من فلول النظام المؤيدة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كانت مستفيدة في السابق، وتركماناً متطرفين يحاولون خلق الفتن بين الطوائف في المدينة وخصوصاً مع الاكراد". واوضح ان "المسؤولين اتفقوا في نهاية الاجتماع على ضرورة محاسبة كل من له علاقة في هذه المصادمات والمشاكل والفتن وتقديمهم للعدالة والعمل من اجل تهدئة الاوضاع في المدينة". واشار المسؤول الى "مهاجمة بعض المتظاهرين حراس المكاتب والمقرات التابعة للاحزاب الكردية بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية ورفعهم شعارات شوفينية متطرفة منها "تسقط كردستان" و"لا اله الا الله كردستان عدو الله" و"ستبقى كركوك عربية للأبد"، ولافتات باللغة التركمانية تقول "تسقط كردستان" وصور للرئيس العراقي المخلوع ما أدى الى حصول مصادمات ومواجهات مؤسفة". واضاف ان "هذه اللافتات هي فتن ونعرات طائفية واهانة للشعب الكردي الذي عانى الأمرين على يد النظام البعثي السابق ويتطلع للتعايش بسلام وامان مع جميع العراقيين عربا كانوا ام تركماناً". واعلنت الشرطة العراقية في كركوك العثور مساء الخميس على جثتي كرديين في وسط كركوك قتلا طعناً، وانها قتلت عربياً وجرحت اثنين آخرين من بين المهاجمين الذين كانوا يحاولون الاعتداء على الاكراد. وأوضح قائد الشرطة العراقية في كركوك العميد تورهان يوسف ان "مجهولين قتلوا طعناً اثنين من الاكراد ورموا جثتيهما قرب جسر في وسط المدينة". ومن ناحيته، قال مساعد قائد الشرطة سيرزاد رفعت قادر ان عربياً سنياً قتل وجرح اثنان آخران برصاص قوات الامن في جنوبالمدينة حيث تجمع عرب وتركمان مسلحون وحاولوا الاعتداء على اهداف كردية. واوضح ان "الجريحين نقلا تحت حراسة مشددة الى المستشفى العام في كركوك للمعالجة"، واضاف ان عددا كبيرا من الجرحى الآخرين لجأوا الى المنازل في حي العروبة، 9 كلم الى الجنوب من وسط المدينة، حيث تتركز المواجهات المسلحة. واعلن جلال جوهر المسؤول في "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني ان مسلحين حاولوا مهاجمة مقر الحزب في كركوك وان عناصر من الشرطة العراقية والقوات الاميركية منعوهم من ذلك. واتهم جوهر انصار النظام السابق بالوقوف وراء اطلاق النار الاربعاء الذي ادى الى مقتل ثلاثة متظاهرين من العرب والتركمان. الا ان الشرطة العراقية اعلنت ان مقاتلين اكراداً اطلقوا النار على متظاهرين عرب وتركمان ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم واصابة اكثر من ثلاثين آخرين بجروح. واعلن مصدر في الشرطة العراقية وفاة شخص أمس متأثراً بجروح اصيب بها خلال تظاهرة الاربعاء ما يرفع عدد قتلى هذه الحادثة الى اربعة اشخاص. وقال شيركو شاكير رئيس شرطة كركوك ان تبادلاً للنار حصل في ساعة متأخرة الخميس وان الشرطة احتجزت مسلحاً عربياً جريحاً. وحمل شاكير محرضين موالين لصدام مسؤولية العنف. وقال: "على ذراعي هذا الرجل الجريح ويديه وشم لصدام. وفي المنطقة جيوب من المرتزقة وفدائيي صدام". ويعارض التركمان والعرب في كركوك بشدة خطة اقترحها الأعضاء الأكراد الخمسة في مجلس الحكم لمنح الاكراد حكماً فيديرالياً في شمال البلاد على ان تكون كركوك جزءاً منها. الى ذلك، اعلن رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق عدنان الباجه جي استعداد مجلس الحكم للاجتماع بالاطراف المتنازعة في كركوك من اجل "ازالة مسببات التأزم والاحتقان" التي تشهدها المدينة. وحذر الباجه جي من ان "قوى الماضي تسعى الى استثمار هذه الاحداث بهدف اذكاء نيران الفتن القومية والطائفية ودفع بلادنا الى هوة الصراع والاحتراب وعرقلة مسيرتنا نحو الديموقراطية واعادة الاعمار". ودعا كل العراقيين خصوصاً ابناء مدينة كركوك الى "الامتناع تماما عن الاحتكام الى القوة وعدم اللجوء الى العنف لحل الخلافات مهما كانت معقدة ومتشابكة". وقال ان "الحفاظ على وحدة هذه المدينة وتركيبتها المنوعة ينبغي ان يكون نموذجا للتعايش والوحدة الوطنية في عراق المستقبل". وبدت المدينة هادئة صباح أمس بعد حصول تبادل كثيف لاطلاق النار ليل أول من أمس في وسط المدينة التي غرقت في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقام الجنود الاميركيون، الذين يعمل الاكراد معهم عن كثب في كركوك، بدوريات في المدينة وأقاموا نقاط تفتيش على طول طرقها الرئيسية وأمام البنوك.