تتوقع القيادة العسكرية الاميركية والاحزاب الرئيسة وقوات الامن العراقية تصعيداً أمنياً في الفترة المقبلة، وسط معلومات تشير الى لوائح أعدت للاغتيالات والتصفيات في الفترة التي ستعقب انسحاب القوات الاميركية من المدن في الأشهر المقبلة، مع بدء تسليم قوات الامن والجيش العراقي مسؤولية حفظ النظام. جاء ذلك فيما اشارت الأنباء الواردة من الناصرية إلى أن عملية انتشال الجثث من مستودع الذخائر الذي انفجر أول من أمس سمحت باستخراج أكثر من 50 جثة حتى الآن. وقالت المصادر ان عدد ضحايا الانفجار في أحد مخازن الأعتدة تجاوز 50 مواطناً عراقياً، في حين جرح اكثر من سبعة أشخاص آخرين، من دون أن يتسنى تأكيد النبأ من قيادة القوات الايطالية. وتواصلت أمس عملية انتشال الجثث من تحت أنقاض حطام المخزن الذي انفجرت فيه شحنات من المواد المتفجرة على مقربة من "قاعدة علي الجوية" على بعد عشرة كلم جنوب مركز مدينة الناصرية. وذكرت أن عدداً كبيراً من الجثث لا يزال تحت الانقاض بعدما تفحم وأن عملية الاخلاء متواصلة بعدما منعت القوات الايطالية رجال الدفاع المدني العراقي من الدخول الى منطقة الحادث، وفرضت طوقاً أمنياً حولها لمنع وقوع مزيد من الضحايا. وأنحى عدد من المواطنين باللائمة على قوات "التحالف" لعدم اتخاذها الاجراءات الصحيحة واللازمة لدفن مخلفات الاعتدة بعد تفكيكها. وفي سامراء تواصلت الهجمات المتفرقة على القوات الاميركية لا سيما على الطريق السريع الذي يربط المدينة بالشمال، وجنوباًببغداد. وأدت وشاية إلى إلقاء القوات الاميركية القبض على ثلاثة أشخاص كانوا أخفوا مجموعة من قاذفات صواريخ "ار بي جي" وعتادها، في دكان بقالة في سوق شعبية وسط سامراء. وفي الفلوجة يعقد اليوم أول اجتماع لمجلس حكم الانبار الذي أنهى أمس الجولة الأخيرة من عمليات انتخاب الممثلين فيه والتي تضمنت اختيار ممثلين عن العسكريين بعد الاطباء ورجال الدين والمعلمين وشيوخ العشائر. وبرزت خلال الانتخابات سيطرة واضحة لمرشحي "الحزب الاسلامي العراقي" الاخوان المسلمون، بعدما قاطع التيار السلفي والصوفي المعتدل الانتخابات التي شهدت أيضاً رفضاً شعبياً لمرشحي "تجمع الوحدة الوطنية" وهو حزب يعبر عن طائفة الصوفية، ويتهم بأنه قريب للغاية من طروحات القيادة العسكرية الاميركية. كما تم السماح للبعثيين بدرجة عضو فرقة بالترشح شرط ألا يكون هناك اعتراض من الناخبين. ومنع المشاركون في جلسة أمس حضور مندوب عن قوات الاحتلال الاميركية، التي بادرت الى تنظيم انتخابات مجلس الحكم المحلي. وشهدت النتائج التي سجلت في المجلس استبعاد الاحزاب العلمانية والشيوعية. كما تميزت الانتخابات العسكرية بترشي ضابط أمن واستخبارات ومسؤولين بعثيين سابقين، في بادرة هي الاولى من نوعها في العراق. وفي بغداد، حذرت مصادر أمنية مطلعة من أن لوائح جاهزة أعدتها تجمعات للبعثيين السابقين، لاغتيال المتعاونين مع سلطات الاحتلال فور انسحاب القوات الاميركية من المدن لدى تسليم السلطة الى العراقيين. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" إن اللوائح تضم عدداً كبيراً من البعثيين السابقين الذين انحازوا إلى النظام الجديد، كما أنها تشمل أهدافاً عدة منها مكاتب "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" و"حزب الدعوة" و"منظمة بدر"، علاوة على الحزبين الكرديين الرئيسيين. إلى ذلك علمت "الحياة" أن القوات الاميركية ضاعفت إجراءاتها الامنية داخل المربع الاخضر في بغداد تحسباً لوقوع هجمات انتحارية جديدة. وقالت المصادر إن القوات الاميركية قبضت اول من أمس على اربعة عراقيين كانوا يستقلون سيارة "باجيرو" سوداء اثناء خروجهم من "المربع الأخضر". كما علمت "الحياة" أن القوات الاميركية منعت حركة السير ليل السبت - الاحد عند أحد مداخل القصر بعدما تمكنت الكلاب البوليسية المدربة من اكتشاف عبوات ناسفة في إحدى السيارات. وعلى الفور طوق الجنود السيارة واعتقلوا سائقها واقتادوه إلى جهة مجهولة للتحقيق معه. أما السيارة وهي من طراز "سوبر كراون" موديل 1982 فسحبت الى مكان جانبي وضربت بصاروخ موجه ما أدى الى تفجير العبوات المتفجرة داخلها.