توترت الأجواء في شمال العراق أمس حيث قتل ثلاثة اشخاص على الأقل، في مواجهات بين العرب والأكراد في مدينة كركوك، استخدمت فيها السكاكين، وأرسلت القوات الاميركية تعزيزات الى بغداد من تسعة آلاف عسكري، بعدما تفاقمت الأوضاع الأمنية، وطالبت الأممالمتحدة "سلطة الاحتلال" ببذل مزيد من الجهود لإحلال الأمن في العاصمة. وفيما أعلنت القيادة الاميركية اعتقال اللواء كمال مصطفى عبدالله سلطان التكريتي، وهو أحد قادة "الحرس الجمهوري"، واصلت حملتها ل"استئصال البعثيين" من الوظائف العامة، ونظمت انتخابات لاختيار عمداء في جامعة بغداد، وقررت اعادة الانتخاب بعدما فاز أحد البعثيين. في غضون ذلك، وافقت "مجموعة الثماني" على منح العراق مهلة حتى نهاية عام 2004 للبدء بتسديد ديونه، وأعلن أحد المسؤولين الاميركيين ان بغداد قد "تأخذ مسافة من أوبك لاستئناف وتيرة الانتاج بحسب حاجتها". راجع ص4 و5 و13. وأفادت وكالة "فرانس برس" امس عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص وجرح آخرين في تبادل لإطلاق نار واشتباكات بين عرب وأكراد في مدينة كركوك، استخدمت خلالها السكاكين. وأفاد شهود ان المواجهات بدأت اثر نزاع على ملكية منازل وأراض، وقالوا انهم شاهدوا ثلاث جثث لأكراد قتلوا في حي الشهداء في كركوك. وارسل الحزب "الديموقراطي" الكردستاني وفداً الى المدينة النفطية العراقية لتهدئة الوضع. وذكر شهود ومصادر كردية ان ثلاثة مسؤولين في حزب "البعث" قتلوا في كركوك خلال اليومين الماضيين، ويرجح ان يكون القتلة أكراداً. الى ذلك، أعلنت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان اللواء كمال مصطفى عبدالله سلطان التكريتي السكرتير في قوات "الحرس الجمهوري" السابق، والذي يعد من دائرة المقربين الى الرئيس المخلوع صدام حسين، استسلم صباح امس للقوات الاميركية، وهو من العناصر البارزة في لائحة المسؤولين العراقيين السابقين المطلوبين، ويحتل المرتبة الثامنة. وفي خطوة قد تؤجج الخلافات بين الشيعة، اعتبر نجل آية الله محمد صادق الصدر اول من امس انه زعيم الشيعة في العراق. وقال مقتدى الصدر في خطبة الجمعة في مسجد الكوفة في النجف 150 كلم جنوببغداد ان "قوات التحالف لا تتمتع بأي سلطة شرعية. انا الناطق باسم الشعب الشيعي، انا الوحيد المؤهل شرعاً لقيادة الشيعة". واضاف: "بعض المدارس الدينية فتح ابوابه من دون اذننا ونحن وحدنا لنا الحق في اتخاذ القرار بالنسبة للموعد الذي يجب ان تفتح فيه" هذه المدارس. ودعا الصدر الى وحدة الشيعة الذين يشكلون اكثر من 55 في المئة من الشعب العراقي. وقال: "نحن جميعاً مسلمون واشقاء نتبع الرسالة ذاتها ووحدتنا هي قوتنا، الوحدة هي اكثر من كلمة ويجب ان نحولها الى واقع". وشدد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيستاني خلال استقباله السيد محمد بحر العلوم امس على "اهمية الاسلام ومبادئه في قيادة المجتمع" محذراً من "محاولات ابعاد الاسلام عن مناحي حياة عراق المستقبل". وفي بغداد ادلى اساتذة عراقيون امس بأصواتهم لاختيار عمداء لجامعات العاصمة في اطار حملة تقودها الولاياتالمتحدة لاستئصال نفوذ حزب "البعث" من البلاد. وطوق جنود اميركيون جامعة بغداد ودخلوا حرمها، حيث جرت الانتخابات، وتنافس تسعة مرشحين على منصب العميد، واعلنوا انهم لم يكونوا بعثيين. لكن زملاء لهم قالوا انهم "بعثيون لكنهم جيدون". واعلن مستشار التعليم العالي، الاميركي اندرو ايردمان انه سيعيد عملية الانتخابات بعدما فاز بعثي بمنصب العميد. وفي تطور لافت اعلن ويزر الخزانة الاميركي جون سنو امس عقب اجتماع في مدينة دوفيل، لوزراء المال في الدول الصناعية الثماني انه تم "التوافق على منح العراق مهلة حتى نهاية عام 2004 للبدء في تسديد ديونه". واكد ان مجموعة الثماني طلبت من صندوق النقد الدولي تقويم ديون العراق للدول التي هي خارج نادي باريس. واضاف انه ركز على اهمية بدء عدد من الدول تقديم مساعدات لاعادة الاعمار، وكشف انه طلب من نظرائه الوزراء تحرير الاموال العراقية المجمدة، وان يستمروا في ملاحقة اموال المرتبطين بنظام صدام.