سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر الأمن يبدأ أعماله في ميونيخ ... والآلاف يتظاهرون ضد "مجرمي الحرب". لندن تدافع عن القوة العسكرية الأميركية وبرلين لاستئصال الإرهاب بالتنمية والديموقراطية
ميونيخ ألمانيا - أ ف ب، رويترز - افتتح أمس المؤتمر الدولي الأربعون حول الأمن في ميونيخ الألمانية في حضور نحو 250 وزيراً وشخصية من أوساط الدفاع بينهم وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، ووسط تدابير أمنية مشددة تولاها أكثر من 3500 شرطي لضمان أمن المؤتمر. وعلى رغم الطوق الامني الشديد الذي فرض داخل دائرة واسعة تحيط بموقع المؤتمر سار آلاف المتظاهرين في شوارع ميونيخ الداخلية منددين بالمؤتمر والمشاركين فيه ومطالبين حكومتهم بالانسحاب من حلف الناتو. ووصف كريستيان شرير، احد منظمي التظاهرة، في كلمة ألقاها المشاركين في المؤتمر ب"مجرمي حرب". واعتقلت الشرطة اربعة متظاهرين بتهمة حيازتهم أسلحة غير مرخصة. وكانت الشرطة الالمانية لجأت مساء الجمعة الى استخدام العنف ضد عدة مئات من المتظاهرين واعتقلت نحو 175 منهم لفترة من الوقت وأحالت ثمانية منهم الى التحقيق. وذكر مصدر امني ان رصاصة طائشة لم يشر الى مصدرها ادت الى جرح عدة اشخاص. وقال المدير التنفيذي للمؤتمر هورست تيلتشيك لدى افتتاحه أعمال اللقاء أن "المؤتمر يشكل منصة لحوار مفتوح. السنة الماضية شهدت اضطرابات وخلفت جروحاً عميقة بخصوص العراق، والأمر اليوم لا يتعلق بإيجاد مبررات ... ولكن يتعلق بالنظر إلى التهديدات التي تواجهنا". واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن من "الضروري أن تنجح جهودنا" في أفغانستانوالعراق، ودافع بشدة عن التدخل في العراقوأفغانستان، مؤكداً أن نجاح الجهود الحالية في البلدين "ينعكس" إيجاباً في كل المنطقة كما كانت الحال في أوروبا عام 1945 بعد انهيار ألمانيا النازية. كما دافع وزير الدفاع البريطاني جيف هون عن التدخل الأميركي - البريطاني في العراق، واعتبر أنه "لولا القوة العسكرية للولايات المتحدة لكان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وحركة طالبان لا يزالان" في الحكم، مؤكداً أن "العالم سيكون أخطر بكثير لو اختارت الولاياتالمتحدة النزعة الانعزالية". وطرح وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر مبادرة جديدة تشارك فيها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول حوض البحر المتوسط لتعزيز الازدهار في الشرق الأوسط واستئصال الإرهاب من جذوره. وقال: "من مصلحتنا أن تكون شعوب الشرق الأوسط قادرة على الإفادة من العولمة ... إذا ما أخفقنا في ذلك سندفع جميعاً ثمناً غالياً"، لأن "الأصوليين يحاولون استفزاز الغرب في أفغانستانوالعراق وغيرها من بلدان المنطقة واستنفاد دفاعات الشعب". إلا أنه أكد أن الأمن "يجب أن يتحقق بطرق تتعدى القوة". وأوضح أن "الأمن مفهوم أوسع والتنمية الاجتماعية والديموقراطية ... هي بالأهمية نفسها". ودعا الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وكندا إلى تجميع مواردها للخروج بتطلع جديد للشرق الأوسط من خلال إطلاق عملية يشارك فيها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط وإصدار إعلان حول مستقبل مشترك يشمل المنطقة بأكملها. كما حض على تحسين اقتصادات الشرق الأوسط ومساعدة التنمية الاجتماعية وتحسين الأمن والتحول إلى الديموقراطية والمساعدة على إرساء ثقافة مشتركة. وخلال مؤتمر غير رسمي أول من أمس لوزراء دفاع الحلف الأطلسي، شجع رامسفيلد بشدة دول الحلف على الالتزام عسكرياً في أفغانستانوالعراق. لكن بعض الدول مثل فرنسا تريد تهدئة الحماسة الأميركية. وقال الأمين العام الجديد للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر إن إشاعة الاستقرار في أفغانستان تمثل أهم أولويات المؤتمر. وبالفعل تحرك الحلف نحو إضفاء الصدقية على خطط توسيع مهمة حفظ السلام التي يقوم بها في أفغانستان إذ بدأت الدول تعرض المساهمة بقوات لتوسيع المهمة إلى الأقاليم الافغانية التي تعاني من الفوضى قبيل إجراء انتخابات حاسمة في حزيران يونيو المقبل. لكن الحلف لم يتخذ أي خطوات نحو القيام بدور في العراق على رغم تشجيع واشنطن المتكرر وذلك لتخوفه من أن ينكأ ذلك الجراح التي أحدثتها الحرب التي قادتها واشنطن لغزو العراق العام الماضي في جسد الحلف. وقال شيفر إن "أولى أولويات حلف شمال الأطلسي هي وضع الأمور في نصابها في أفغانستان... وليس لدينا خيار آخر". وتولى حلف الأطلسي قيادة قوة المعاونة الأمنية الدولية إيساف التي تضم 5700 جندي في كابول العام الماضي مبدياً تصميماً على مواجهة التهديدات الجديدة في ما وراء الحدود الأوروبية إبان الحرب الباردة التي أنشئ للدفاع عنها قبل 55 عاماً. ووافق وزراء دفاع الحلف على أن تتولى قوات "إيساف" الاضطلاع بقيادة خمس فرق جديدة من فرق إعادة الإعمار وعرضت كل من فنلندا والسويد وبريطانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا تولي قيادة تلك الفرق.