فقدت الكرة الطائرة السعودية الكثير من بريقها في الاعوام الماضية، وتنازلت عن موقعها المميز في الرياضة المحلية عموماً، بإعتبارها صاحبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم، لحساب كرة السلة وسواها، ما يطرح التساؤل حول العقبات الحقيقية التي وقفت في طريق تطور مستواها وبالتالي تراجعها. وحدد خبراء كثيرون السبب الرئيسي في اختفاء بريق اللعبة الى عدم اهتمام الاندية بها بإستثناء الاهلي والهلال اللذين احتكرا الالقاب في الاعوام الماضية من دون ان يجسر احد على تهديد زعامتهما. ورأى هؤلاء ان تجاهل وسائل الاعلام الاهتمام بشؤون اللعبة وشجونها القى بدلوه في موضوع خسارتها شعبيتشها السابقة غير القليلة. من جهته، اوضح رئيس الاتحاد المحلي محمد مفتي ان احتكار الهلال والاهلي لالقاب المنافسات كافة يجسد منطق احتضان صفوفهما لاعبين مميزين كثيرين، وواقع امتلاكهما الامكانات الفنية والمالية التي تكفل ارتقاء مستواهما على حساب منافسيهما، "لكنني ارى ان تعزيز ناديي الاتحاد والنصر حظوظهما في دخول دائرة المنافسة الجدية عبر سلسلة من المبادرات الايجابية سيرفع مستوى اللعبة في المستقبل". واشار مفتي الى ان عدم توافر الدعم المادي للفرق يمنع رفع مستوى الاثارة في البطولة المحلية، "في حين نتمنى ان تساهم التعديلات الاخيرة التي تبنت الانظمة الجديدة للاتحاد الدولي في تضييق هذه الثغرة، على غرار وضع قيد التنفيذ مشروع خصخصة الاندية، علماً اننا ندرس حالياً خطوات عملية عدة لجذب بعض الشركات الخاصة غير توقيع عقود اعلانية معها نأمل بأن تبصر النور في القريب العاجل". وأكد مفتي ان المباريات لا تزال تجذب الجمهور، "بدليل الحضور الكثيف الذي واكب قبل شهرين في الرياض منافسات كأس الاندية الخليجية، والتي توّج الهلال على عرشها، في حين من الضروري تضحية وسائل الاعلام بجزء من عشقها الفطري لكرة القدم من اجل اعادة تكريس دورها الفاعل المفقود في دعم مسيرة اللعبة". وبالتطرق الى موضع خلو صفوف الفرق المحلية من الاجانب، اعلن مفتي ان الاندية كلها بإستثناء نادٍ وحيد صوتت على قرار استبعادهم بسبب ارتفاع تكاليف الاستعانة بخدماتهم، "علماً انني ارى ان دورهم الحالي محدود في تطوير اللعبة، كما لا بدّ من الاعتراف بأن رحيلهم ادى الى بروز لاعبين ناشئين كثيرين في صفوف الفرق يعدون بمستقبل باهر". وأشاد مفتي بالانجازات الاقليمية والقارية والعالمية الكثيرة التي تحققت على مستوى فرق الفئات العمرية والمنتخبات، وتمنى استمرارها على الايقاع ذاته للنجاحات.