جدد رئيس هايتي جان برتران اريستيد أمس رفضه التخلي عن السلطة رغم تزايد الضغوط التي تمارس عليه لتقديم استقالته، فيما أعلن المتمردون انهم ضيقوا الخناق على العاصمة بور أو برنس التي غرقت في فوضى عارمة. وقال جاي فيليب أحد زعماء المتمردين على شاشة التلفزيون أمس: "نضيق الخناق على المدينة". ورفض اريستيد في خطاب متلفز الاستقالة التي دعته كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا الى التفكير بها واعتبر ذلك "امرا مرفوضا". واضاف ان "دولا افريقية ومناصريه في الولاياتالمتحدة حضوه على التمسك" بمنصبه. وناشد مناصريه التزام الهدوء وطالب رجال الشرطة ب"تولي مسؤولياتها". وفيما أعلن ان المتمردين باتوا يسيطرون على نصف البلاد، لم يتضح الموقف العسكري تماماً. وبعدما استولى المتمردون على مدينة ليس كاييس، ثالث أكبر مدن البلاد، في الجنوب الغربي مساء الخميس الماضي حاولت قوات الشرطة ومؤيدو اريستيد استعادة السيطرة عليها. كما دار قتال بين المتمردين والقوات الحكومية أمس للاستيلاء على مدينة جاكميل التي تبعد 120 كلم جنوب شرقي العاصمة. وعمت الفوضى بور أو برنس بعدما شنت العصابات المسلحة المؤيدة للحكومة عمليات سلب ونهب وقتل، كما أغلقت المطارات التجارية وتوقفت وسائل المواصلات. وغرقت المدينة في ظلام دامس بعدما انقطعت الكهرباء وسمع إطلاق رصاص في أنحائها. وأغلقت شركات خطوط الطيران الدولية مكاتبها في هايتي ومن بينها "آير فرانس" و"أميركان أيرلاينز". وتدافع عدد من سكان هايتي والاجانب إلى مطار العاصمة أملاً في مغادرة البلاد، لكنهم لم يجدوا أي طائرات. وبثت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الاميركية لقطات لعدد من القتلى في الشوارع. وقال مراسلها إن هناك جرائم قتل تشبه الاعدام حيث يقيد الاشخاص ويطلق الرصاص عليهم في الرأس. وهدد مؤيدو اريستيد بالانتقام من الاجانب في البلاد إذا ما أجبر الرئيس على الاستقالة، بعدما أعربت الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا عن عدم رغبتها في دعم اريستيد الذي وجهت اليه اتهامات بالسماح بانتشار الفساد وزيادة الفقر. ووجهت الحكومة الاميركية "نداءات رسمية" الى اريستيد كي يعمل من اجل وقف اعمال العنف التي يقوم بها انصاره والى المتمردين كي "يوقفوا تقدمهم". وفي اعلان نشرته مساء السفارة الاميركية في العاصمة الهايتية وجهت الحكومة الاميركية "نداء رسمياً الى الرئيس اريستيد لاعطاء الاوامر الضرورية لانصاره كي يوقفوا هذا العنف الاعمى تجاه السكان المدنيين والممتلكات العامة والمصالح الاقتصادية في البلاد". وأضاف الاعلان: "نريد ان نفهم اريستيد ان شرفه وإرثه وسمعته في خطر ... واننا نوجه في المناسبة ايضاً نداء رسمياً الى القوات المسلحة في الشمال لتوقف تقدمها كي توفر على العاصمة اعمال عنف تضاف الى تلك التي تقوم بها حالياً في بور او برنس العصابات المسلحة الموالية للحكومة". وحذرت الولاياتالمتحدة التي أرسلت 2200 من قوات البحرية الاميركية إلى هايتي تحسباً لاصدار أوامر بالانتشار على السواحل من تدهور "خطير" للوضع الامني. وذكرت الخارجية الاميركية أن "الوضع الامني في هايتي تدهور في شكل خطير... كما ان الخروج الآمن من البلاد من طريق وسائل النقل التجارية أصبح مستحيلاً في الوقت الراهن". وحضت واشنطن كل المواطنين الاميركيين الذين بقوا في هايتي على "التوجه إلى أكثر الاماكن أمناً والبقاء فيها حتى تحسن الوضع أو تأمين وسيلة للخروج من البلاد". وأعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن قلقه البالغ في شأن "التدهور الخطير" في الاوضاع الامنية والانسانية في هايتي. ودعا في بيان رسمي الأطراف كافة الى "التخلي عن العنف وحل خلافاتها بالطرق السلمية". وتدرس الاممالمتحدة طلب منظمة دول الكاريبي التدخل الفوري في هايتي. كما طالب الرئيس جورج بوش أمس بوجود دولي للحفاظ على السلام في البلاد في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام في وقت قصير بين الاطراف المتنازعة.