عمت الفوضى عاصمة هايتي بور أو برنس صباح امس بعد أن شنت العصابات المسلحة المؤيدة للحكومة عمليات سلب ونهب وقتل كما أغلقت كافة المطارات التجارية ووسائل المواصلات، اضافة الى انقطاع الكهرباء عن المدينة التي عاشت في ظلام دامس وسمع أصوات إطلاق رصاص في أنحاء المدينة حسب قول شهود العيان. وقال جاي فيليب أحد زعماء المتمردين على شاشة التلفزيون امس السبت: نحن نضيق الخناق على المدينة، حيث حاول المتمردون اسقاط الرئيس برتران آرستيد وتعهدوا بفرض حصار على المدينة ولكنهم لن يغزوها. من جانبها حذرت الولاياتالمتحدة التي أرسلت 200ر2 من قوات البحرية الامريكية إلى هايتي تحسبا لاصدار أوامر بالانتشار على السواحل من تدهور خطير للوضع الامني في البلاد. وذكرت وزارة الخارجية الامريكية أن الوضع الامني في هايتي تدهور بشكل خطير.. كما أن الخروج الامن من البلاد عن طريق وسائل النقل التجارية أصبح مستحيلا في الوقت الحالي. وحثت واشنطن كل المواطنين الامريكيين الذين بقوا في هايتي على التوجه إلى أكثر الاماكن أمنا والبقاء فيها حتى تحسن الوضع أو تأمين وسيلة للخروج من البلاد. وأغلقت شركات خطوط الطيران الدولية مكاتبها في هايتي ومن بينها آير فرانس والخطوط الامريكية (أمريكان أيرلاينز)، كما تدافع العديد من سكان هايتي والاجانب إلى مطار العاصمة أملا في مغادرة البلاد ولكنهم لم يجدوا أي طائرات. مما دفع بعض الاجانب الذين كانوا ينشدون الفرار من هايتي إلى البكاء والانهيار في المطار. وقررت عدد من الفنادق الدولية استئجار حراسة مسلحة بعد أن هدد مؤيدو آرستيد الصحفيين الاجانب في البلاد، بعد بث شبكة سي إن إن الاخبارية الامريكية لقطات لعدد من القتلى في الشوارع، وقال مراسلها إن هناك جرائم قتل تشبه الاعدام حيث يقيد الاشخاص ويطلق الرصاص عليهم في الرأس. وهدد مؤيدو آرستيد بالانتقام من الاجانب في البلاد إذا ما أجبر الرئيس على الاستقالة. بينما أعربت الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا عدم رغبتهم في دعم آرستيد الذي وجهت له تهم بالسماح بانتشار الفساد وزيادة الفقر وتسييس الشرطة. ولم يظهر أي تواجد للشرطة في العاصمة اذ هربت امام المتمردين،حيث لم يتضح بعد الموقف العسكري. وبعد أن استولى المتمردون على مدينة ليس كاييس في الجنوب الغربي وهي ثالث أكبر مدن البلاد مساء الخميس الماضي حاولت قوات الشرطة ومؤيدو آرستيد استعادة السيطرة على البلاد. كما دار قتال بين المتمردين والقوات الحكومية صباح امس للاستيلاء على مدينة جاكميل الساحلية التي تبعد 120 كم جنوب شرق العاصمة.