بين تأكيد تقارير اعلامية ايرانية ونفي أميركي وباكستاني لاعتقال أسامة بن لادن، بدا أمس أن الأمر الوحيد الثابت هو ان الخناق بات يضيق يوماً بعد يوم على زعيم "القاعدة" المتواري على الارجح في مكان ما على الحدود الباكستانية - الأفغانية، استناداً إلى وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة الذي أكد، في حديث الى صحيفة "فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ" الالمانية، ان استجواب عناصر "القاعدة" أكد هذه الشكوك. وأعرب معرباً "عن تفاؤله" بفرص اعتقال بن لادن، مشيراً الى ان "انجاز المهمة" سيكون أسهل كلما كان عدد الجنود الذين يتعقبونه أكبر. وأفادت تقارير إعلامية أن مئات من جنود قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة شنوا أمس عملية بحث واسعة في إقليم خوست شرق أفغانستان. وبثتت "وكالة الانباء الافغانية الاسلامية" ومقرها باكستان، نقلا عن شهود عيان، ان 35 مركبة عسكرية ودبابة تحركت نحو المنطقة الجنوبية الشرقية للبلاد. ونفى مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ما بثته الاذاعة الايرانية في برنامجها الموجه إلى الباشتون، نقلاً عن "مصدر موثوق به جداً" في مدينة بيشاورالباكستانية، ان زعيم "القاعدة" اعتقل في منطقة قبلية في باكستان "قبل فترة، لكن الرئيس جورج بوش ينوي الاعلان عنه خلال الانتخابات الرئاسية". واشارت الى ان زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لباكستان الخميس الماضي مرتبطة بموضوع الاعتقال. ووصف المسؤول الأميركي هذه الأنباء بأنها "مجرد اشاعة اخرى من تلك التي يجرى تداولها". وكذلك نفى وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قسوري هذه الأنباء. وقال الكولونيل بريان هيلفرتي الناطق باسم القوات الاميركية في أفغانستان لوكالة الانباء الالمانية ان لا معلومات لديه عن اعتقال بن لادن. لكنه أكد ان "نوع معلومات الاستخبارات عن الارهابيين البارزين آخذ في التحسن، وقد يسرّع في أسر زعيم تنظيم القاعدة وغيره من قادة التنظيم". وتأتي هذه التقارير بعدما اعتقلت القوات الباكستانية 20 شخصاً الاسبوع الماضي في حملة على "طالبان" و"القاعدة" في اقليم وزيرستان الجنوبي. وتزامنت الأنباء المتضاربة عن اعتقال بن لادن مع قتل القوات الباكستانية عشرة أشخاص على الاقل عندما أطلقت النار على سيارة كان يعتقد بأنها تقل متشددين اسلاميين في منطقة أنغور أده القبلية الجنوبية قرب الحدود الافغانية حيث يجري البحث عن زعيم "القاعدة". وأفيد ان الهجوم وقع بعد وقت قصير من اطلاق الصواريخ على معسكر للجيش. وقال مسؤولون في الاستخبارات ان التحقيقات الاولية تشير الى ان ركاب السيارة ليسوا متشددين وان اطلاق النار كان "بطريق الخطأ". وأثار الحادث حالاً من التوتر في مناطق القبائل الباكستانية. وحذر زعيم "الجماعة الإسلامية" الباكستانية القاضي حسين أحمد من اندلاع حرب أهلية بين الجيش والقبائل اذا لم يوقف الجيش عملياته في مناطق القبائل. وقال في مؤتمر صحافي: "ان ما يتعرض له المدنيون في منطقة القبائل يعد قتلاً بدم بارد"، داعياً إلى محاكمة المتسببين في ذلك. وأبلغ مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي "الحياة"، في اتصال هاتفي من القاهرة أمس أنه حصل على معلومات تفيد أن "القاعدة" تحقق حالياً في أسباب مخالفة عناصر تنتمي إلى التنظيم تعليمات صدرت إليهم منذ فترة طويلة تحظر استخدام أجهزة الاتصال بكل أنواعها على المحيطين بين لادن وأيمن الظواهري، وكذلك منع من يعرفون مكان الاثنين حتى وإن كانوا من المقيمين بعيدا عن افغانستان من الحديث عن مثل تلك الأمور. وأشار الى أن اثنين من العرب كانا تحدثا أخيراً عبر جهاز لاسلكي، وسأل أحدهما الآخر عن أخبار "الشيخ" وحالته الصحية، فرد بأن "الشيخ" بخير. وأضاف السباعي أن المكالمة رصدتها الاستخبارات الباكستانية واعتبرتها أن المقصود هو بن لادن أو الظواهري، فشنت حملة ضخمة لكن الاثنين نجوَا بعدما انتقلا إلى مكان آخر، وانهما يعتمدان أسلوباً يقوم على تغيير محل إقامتهما دورياً.