اطلقت القوات الباكستانية حملة في مناطق القبائل قوامها عشرة آلاف جندي، على اثر تقارير عن رصد المطلوبين الثلاثة: زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري، وزعيم "طالبان" الملا محمد عمر في منطقتين مختلفتين قرب الحدود الباكستانية -الافغانية. وتوقع مراقبون ان تعمد واشنطن الى نشر قوات على الجانب الافغاني من الحدود، لمحاصرة المطلوبين وانصارهم بين فكي كماشة، فيما بدا ان الرهان الاكبر للادارة الاميركية هو النجاح في اعتقال بن لادن في سنة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، لذا لم توفر جهوداً في هذا السبيل ومن بينها اغداق الوعود بمكافآت ضخمة لاقناع المسلحين القبليين بتسليم المطلوبين. اطلقت السلطات الأميركية والباكستانية حملة في مناطق القبائل الباكستانية امس، لاعتقال زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن ونائبه الدكتور أيمن الظواهري، بعد رصدهما في منطقتين مختلفتين: الاول شمال مدينة كويتا الباكستانية قرب معبر تشامان المؤدي الى قندهار عاصمة الجنوب الافغاني، والثاني في محيط بنو القريبة من الحدود المحاذية لولاية خوست الافغانية. ووزعت السلطات الأميركية في مناطق أنغور أده جنوب وزيرستان منطقة الشريط القبلي المحاذي للحدود الباكستانية -الافغانية، علب كبريت عليها صورتي بن لادن والظواهري وكتابة تدعو السكان إلى تسليمهما في مقابل مبالغ مالية ضخمة وتأشيرات سفر وإقامة خارج باكستان. ودفعت القوات الباكستانية بثمانية آلاف من قواتها إلى مناطق القبائل لتعزز بذلك أربعة آلاف جندي موجودين هناك، من أجل إحباط أي تسلل ل"عناصر إرهابية من داخل أفغانستان"، بحسبما صرح وزير الإعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد، في حين توقعت مصادر ديبلوماسية تحدثت الى "الحياة" في إسلام آباد أمس، ان تعمد القوات الاميركية الى نشر ما بين ثلاثين وأربعين ألف من جنودها في الجانب الافغاني المحاذي لمناطق القبائل الباكستانية. وقال ممثل الحكومة إلى مناطق جنوب وزيرستان محمد أعظم أمس، أن القوات الباكستانية تستعد لشن عملية خاطفة ضد اماكن يشتبه بانها تؤوي عناصر ل"القاعدة"، لكنه امتنع عن تأكيد او نفي ما اذا كانت تلك العملية تستهدف بن لادن او الظواهري. وأوضح الممثل أن الموعد الذي حدد لزعماء القبائل لتسليم المطلوبين انتهى ولا يمكن تمديده. رصد بن لادن ونشرت صحيفة "صنداي اكسبرس" البريطانية امس، ان القوات الخاصة الاميركية والبريطانية رصدت زعيم "القاعدة" في منطقة جبلية قرب الحدود الافغانية. ونقلت عن "مصدر في الاستخبارات الاميركية" ان بن لادن ونحو خمسين من انصاره كانوا في منطقة الى شمال بلدة خونوزاي ومدينة كويتا الباكستانيتين. وأوضح المصدر الذي لم تكشف الصحيفة هويته ان بن لادن "محاصر"، مضيفاً ان القوات الخاصة الاميركية "متأكدة تماماً من انه لن يتمكن من الهرب". واشار المصدر الى ان زعيم "طالبان" الملا محمد عمر رصد برفقة بن لادن. واوضحت الصحيفة ان المنطقة "تخضع لرقابة بواسطة قمر اصطناعي للتجسس، في حين ان القوات الخاصة الاميركية والبريطانية تنتظر الاوامر للتدخل". وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصدر "قريب من عائلة الرئيس الاميركي جورج بوش" انه تم تحديد المنطقة التي يوجد فيها بن لادن واسمها توبا كابار، بفضل تحديد تضاريسها من جانب علماء في الطوبوغرافيا درسوا شريطاً مصوراً بث في قناة "الجزيرة" وظهر فيه بن لادن يتمشى وسط الجبال. وافاد شهود في وانا عاصمة وزيرستان ان وحدات امنية بدأت حفر خنادق بجوار الطريق الرئيسي المؤدي الى عمق المناطق القبلية، استعداداً للمعركة، في حين اقيمت أيضاً نقاط تفتيش على طرق رئيسية لمنع فرار المطلوبين. ورأى مراقبون في باكستان أن قبائل موالية للملا عمر نافذة في تلك المنطقة وبالتالي يتعذر على أهلها تسليمه وبن لادن، في حين ان المنطقة التي رصد فيها الظواهري تشكل مشكلة كبيرة للقوات الباكستانية، ذلك ان قبائلها معروفة بولائها للقائد البشتوني جلال الدين حقاني الذي يتخذ من مدينة خوست على الجانب الآخر من الحدود، معقلاً له. وكان رجال القبائل في تلك المنطقة رفضوا اوامر الحكومة قبل أكثر من سنتين بتسليم مطلوبين مختبئين في تلك المنطقة. ويأتي تعزيز القوات الباكستانية بعد ثلاثة أيام من مطالبة الرئيس الباكستاني برويز مشرف زعماء القبائل بتسليم المشتبه بهم الذين يؤونهم، محذراً من احتمال تعرض مناطقهم لقصف اميركي. وكثفت باكستان جهود تعقب أفراد "القاعدة" و"طالبان" اخيراً، تجاوباً مع مخاوف اميركية من احتمال أن يستغل هؤلاء الاراضي الباكستانية منطلقاً لشن هجمات داخل أفغانستان. اسقاط طائرة خاصة أميركية ومقتل طيارها البريطاني في غضون ذلك، اعلنت القيادة الاميركية في افغانستان إن أربعة أشخاص على الاقل قتلوا امس، عندما سقطت مروحية تجارية بعد تعرضها لإطلاق نار في ولاية قندهار جنوبأفغانستان. وقال مصدر أمني في قندهار إن قائد المروحية البريطاني قتل واصيب اميركيان رجل وإمرأة بجروح خطرة، مؤكداً ان سقوط المروحية ناجم عن نيران أسلحة خفيفة. وكانت المروحية تقل موظفين من شركة "لويس برغر" وهي شركة هندسية أميركية تعمل بالتعاون مع شركات اجنبية أخرى في إعادة إعمار أفغانستان، خصوصاً تأهيل طريق كابول - قندهار. وأعلن مقاتلو "طالبان" مسؤوليتهم عن الهجوم. واتهموا طاقم المروحية بالتجسس على مواقعهم.