تضاربت الانباء عن اعتقال سعد وحمزة بن لادن نجلي زعيم تنظيم "القاعدة" بعد اصابتهما بجروح في معارك وقعت في منطقة الرباط الافغانية المتاخمة للحدود مع ايران واقليم بلوشستان غرب باكستان. وسارع المسؤولون الاميركيون والباكستانيون الى نفي النبأ الذي اعلنه وزير في حكومة بلوشستان المحلية. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي في افغانستان ان قواته لم تجر اي عملية كبيرة في المناطق الحدودية. وجاء ذلك في اعقاب اعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بن لادن لا يزال حياً، وانه في بحث دائم عن ملاذ آمن، مستبعداً ان يكون في باكستان. اعلن سردار صنع الله زهري وزير الداخلية في اقليم بلوشستان غرب باكستان، ان اثنين من ابناء زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن جرحا واعتقلا في هجوم اميركي- افغاني على منطقة الرباط الواقعة في المثلث الحدودي بين افغانستانوباكستانوايران. واضاف الوزير ان تسعة اشخاص على الاقل يشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" قتلوا في الهجوم الذي وقع اول من امس. واكد ان "القوات الباكستانية لم تشترك في العملية". وفي المقابل، اعتبر مسؤولون في واشنطن ان المعلومات عن توقيف اثنين من ابناء بن لادن غير صحيحة. وقالوا: "لا معلومات تدعم ذلك". كذلك نفى وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة نبأ اعتقال نجلي بن لادن. واعتبرت اجهزة الاستخبارات الباكستانية ان زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن لن يتمكن من البقاء مختبئاً لفترة طويلة، خصوصاً بعدما كثفت عملية اقتفاء اثره في منطقتين منفصلتين شمال غربي باكستان على امتداد الحدود الافغانية. وقال مسؤول كبير في جهاز الامن الباكستاني طلب عدم كشف هويته: "اذا كانت معلوماتنا صحيحة، فلن يتمكن من البقاء مختبئاً لفترة طويلة". وكانت تقارير افادت ان معلومات تم الحصول عليها من مسؤول العمليات في "القاعدة" خالد الشيخ محمد الذي اعتقل في راولبندي السبت الماضي، ادت الى تركيز عمليات البحث عن بن لادن في منطقة شيترال الجبلية النائية في شمال غربي البلاد وفي اقليم بالوشستان الباكستاني المحاذي للحدود مع افغانستان. وتمتد المنطقة المذكورة على الحدود الباكستانية - الافغانية مسافة 1250 كلم، وتحاذي في طرفها الحدود الايرانية. وقالت اجهزة الاستخبارات الباكستانية ان خالد الشيخ اعترف على ما يبدو بأنه التقى بن لادن في تشرين الثاني نوفمبر او كانون الاول ديسمبر الماضيين "في منطقة جبلية" غرب باكستان. وقال مسؤول قريب من ملف التحقيق ان "خالد يقول انه التقاه في نهاية العام الماضي في منطقة جبلية لا يعرفها جيداً". واضاف المسؤول نفسه "لا يمكنني القول اننا قريبون منه بن لادن لكننا نملك معلومات مهمة جداً". وتابع: "هناك احتمال ان يكون بن لان مختبئاً في بالوشستان قرب الحدود الافغانية او في شيترال ونحن نفتش المنطقتين". وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بن لادن تنقل كثيراً بين جانبي الحدود الافغانية - الباكستانية. وأوضح في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" امس، ان بن لادن "محاط على ما يبدو بعدد كبير من الحراس الشخصيين وهو بحاجة الى ملاذ في مساحة واسعة، لذلك لا يمكنه البقاء في المدن". ومنذ اعتقال خالد الشيخ كثفت طائرات اميركية إلقاء منشورات فوق اقليم بالوشستان تدعو فيها السكان الى تقديم معلومات عن اسامة بن لادن ومساعده المصري ايمن الظواهري. واضاف مشرف ان بن لادن لا يزال على قيد الحياة على ما يبدو لكنه استبعد ان يكون الاخير يعيش في باكستان. الهجوم على بن لادن وقال ضابط في حرس الحدود الباكستاني ان عدداً "قليلاً جداً من الاميركيين" شاركوا في الهجوم على منطقة الرباط. واضاف ان "العملية بدأت في الرابعة من فجر الخميس ولا تزال مستمرة". لكن الكولونيل روجر كينغ الناطق باسم الجيش الاميركي في افغانستان قال ان القوات الاميركية المتمركزة هناك، لم تكن مشاركة في اي عملية كبيرة على الحدود الباكستانية. واضاف: "نقوم بمهامنا العادية وبدوريات منتظمة، لكن لم تكن هناك عملية كبيرة خاصة على الحدود". ونفى وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد احمد تقارير اشارت الى عملية عسكرية كبيرة لمطاردة بن لادن في المنطقة. وقال للصحافيين ان هذه التقارير "عارية تماماً من الصحة، لا نعرف مكانه وهو ليس في باكستان". أسرة عبدالرحمن تشكك في اعتقال "أسد الله" شككت اسرة زعيم "الجماعة الاسلامية" المصرية عمر عبدالرحمن المعتقل في اميركا، بصحة معلومات عن القاء القبض على نجله محمد الملقب "أسد الله". وكشف عبدالله عبدالرحمن شقيق "أسد الله" ان الاخير اجرى اتصالاً هاتفياً في القاهرة قبل نحو شهرين، واطمأن فيه على احوالهم. لم يذكر "اسد الله" مكانه لكنه طمأن الاسرة الى أنه في أمان مع افراد اسرته التي تتكون من زوجته وابنيه ابراهيم وعمر. كما شكك في تقارير اميركية وبريطانية ذكرت ان "اسد الله" اوقف على الحدود الباكستانية - الافغانية قبل ثلاثة اسابيع وأدلى بمعلومات عن مكان خالد الشيخ محمد، في مقابل مكافأة مالية كبيرة وتسهيل لجوئه الى مدينة ليستر البريطانية. ويذكر ان "أسد الله" غادر مصر عام 1989 مع شقيقه أحمد المعروف باسم "سيف الله" وتنقل ما بين باكستان وأفغانستان. واعتقل جنود اميركيون "سيف الله" في كابول في تشرين الثاني نوفمبر 2001، ويعتقد انه معتقل حالياً في غوانتانامو. وقال مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن هاني السباعي في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة، ان "أسد الله" لم يكن له اي دور تنظيمي في "القاعدة".