تجنب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لليوم الثاني على التوالي أمس، مواجهة الصحافة لئلا يُجرّ الى التعليق على ادعاءات تجسس الحكومة البريطانية على مكتبه واتصالاته، مكتفياً بترك مهمة التعليق على الناطق باسمه فرد اكهارت. وقال إكهارت أن انان "يود ان يتسلم شرحاً وافراً" لما حدث، "من الحكومة البريطانية"، وليس من الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت. وقال اكهارت ان انان "لا يتخذ اجراءات احترازية اضافية عدا اجراءات تأمين اجهزة الهاتف واجهزة الفاكس اذا كان لدى الطرف الآخر اجهزة قادرة على تأمين المكالمات". اما محادثاته الهاتفية من حديقة نيويورك الكبرى، سنترال بارك فإنها "ليست لتجنب التنصت"، حسب اكهارت الذي زاد ان "انان لم يلجأ الى الحدائق إلا من أجل تنشق الهواء النقي". واكد اكهارت ان الرأي القانوني للأمانة العامة للأمم المتحدة ان اتفاقية العام 1946 التي تمنع التدخل في عمل الأممالمتحدة والتجسس والتنصت عليها لا تنطبق فقط على مبنى الأممالمتحدة وانما تشمل الاقمار الاصطناعية ايضاً. وتواصلت في الوقت ذاته تداعيات اعلان وزيرة التنمية الدولية البريطانية السابقة كلير شورت اطلاعها شخصياً على محادثات للامين العام كوفي انان مع شخصيات، ما يؤكد انها سجلت عن طريق التنصت على اتصالاته. وطالب زعيم حزب الاحرار الليبراليين البريطاني المعارض تشارلز كينيدي بلير بالادلاء ببيان امام البرلمان في القضية، معتبراً "أننا نواجه موقفاً غريباً، إذ أن دولة مؤسسة في الأممالمتحدة هي عضو دائم في المجلس الأمن تلقت اتهامات من وزيرة سابقة بالقيام بمثل هذه الأنشطة". ودخلت قضية التجسس على الاممالمتحدة مرحلة جديدة من التعقيد أمس، بعد اعلان الامين العام السابق للمنظمة الدولية بطرس غالي وكبيري المفتشين الدوليين عن اسلحة الدمار الشامل في العراق هانز بليكس وسلفه ريتشارد باتلر تعرضهم لعمليات تجسس اثناء عملهم في المنظمة الدولية. واعتبر غالي ان التجسس على مقر الاممالمتحدة يمثل انتهاكاً لميثاقها، وطالب بحماية من يتولى هذا المنصب الحساس من التجسس. وكشف انه ابلغ لدى توليه منصبه انه "يجري التجسس على مكتبك وعلى محل اقامتك وسيارتك وهاتفك. من اليوم الاول الذي دخلت فيه مكتبي قالوا لي كن حذراً لأن مكتبك ومكان اقامتك فيهما اجهزة تنصت". أما الرئيس السابق لفرق المفتشين ريتشارد باتلر فأكد أمس، أن اربع دول على الاقل تنصتت على اتصالاته بينما كان يجري مفاوضات حساسة لازالة اسلحة العراق. واضاف: "كنت أضطر للذهاب الى مقهى في الطابق السفلي في الاممالمتحدة حيث كان يوجد قدر كبير من الضوضاء أو اذهب في نزهة مشي في الحديقة المركزية واستمر في المشي" لتجنب اجهزة التنصت. وبثت اذاعة "اي بي سي" الاسترالية ان مسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاسترالية رأوا نصوصاً لاتصالات اجريت من الهاتف النقال لهانس بليكس، سلمتها عناصر في الاستخبارات البريطانية او الاميركية.