دبي، كانبيرا، نيويورك - رويترز - دافع وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس عن مواطنيه الذين شاركوا في فرق التفتيش عن الاسلحة في العراق في مواجهة اتهامات جديدة بالتجسس قائلاً ان الاتهامات "احياء لمزاعم قديمة". وجاءت تصريحات داونر بعد تأكيد المفتش الاميركي المستقيل سكوت ريتر الذي عمل للجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل "اونسكوم" ان واشنطن "سيطرت فعلياً على نشاط الاممالمتحدة في العراق لجمع معلومات استخباراتية". وقال داونر في مؤتمر صحافي خلال زيارة لدبي ان "مزاعم" ريتر هي بمثابة "احياء لمزاعم قديمة بأن اللجنة استغلت في التجسس لحساب الولاياتالمتحدة. ونظراً الى وجود استراليين يعملون في اللجنة، حاول التركيز على انهم استغلوا". واضاف الوزير ان رئيس اللجنة ريتشارد بتلر والامين العام للامم المتحدة كوفي انان "رفضا هذه المزاعم، وليس هناك المزيد الذي يمكننا قوله". وعلّق بتلر امس على الاتهامات قائلاً انها "كاذبة تماماً". واضاف "لا اعرف لماذا يدلي ريتر بمثل هذه التصريحات. اقول بوضوح ان هذه المزاعم كاذبة ولم تحدث". وتابع ان "استراليين انضموا للعمل في اللجنة مثل عاملين آخرين من 40 دولة. كل هؤلاء عملوا في مجال نزع السلاح العراقي وليس التجسس. هذا كل ما في الامر". وابلغ ريتر التلفزيون الاسترالي ان الولاياتالمتحدة مارست ضغوطاً على اللجنة لتزويدها معلومات استخبارية. وقال: "كنت مكلفاً تنفيذ نشاطات حساسة في العراق لحساب اللجنة الخاصة، وفي نيسان ابريل 1998 تدخلت الولاياتالمتحدة في هذا النشاط وأوقفت العملية التي كانت تشرف عليها اللجنة واعادت تشكيلها لتصبح عملية تشرف عليها الولاياتالمتحدة". وزاد: "نصحت بتلر بأن ذلك ليس من الحكمة لاننا قد نصبح معرضين لاتهامات بجمع معلومات استخبارات من جانب واحد. وتجاهل نصيحتي وأمرني بالاستمرار". وكان بتلر استرالي نفى بغضب ان يكون فريقه تجسس على العراق. واستقال ريتر من عمله في اللجنة في آب اغسطس الماضي وبرر ذلك بسلوك مفتشي الاسلحة، وابلغ التلفزيون انه كان "على خلافات كبيرة" مع بتلر، وان ذلك كان احد الخلافات، واضاف: "حين اعدت الولاياتالمتحدة جهاز التنصت لارساله الى العراق كلفت الاتصال بالحكومة الاسترالية لاقناعها بتزويدنا افراداً لتشغيل هذه المعدات". ورفض ريتر استخدام محاوره في المقابلة التلفزيونية كلمة "زعم" لوصف تصريحاته قائلاً: "لا ازعم شيئاً بل اعلن حقائق". وذكر ان المسؤولين الاستراليين "تلقوا تأكيدات بأن موظفيهم لن يُستَغلوا، لكن لم نلبث ان اكتشفنا ان هؤلاء أُسيئ استخدامهم". وكان اكد في وقت سابق ان المعلومات التي جمعت استُخدمت في اختيار اهداف الهجمات الاميركية على العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي.