سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمم المتحدة تعتبر بيان السيستاني مؤشراً إلى قبول توصيات الابراهيمي ... والانتقالي يلغي القرار 137 : هزيمة للإسلاميين في مجلس الحكم ومقتدى الصدر يجدد التهديد بالعصيان
مني ممثلو التيارات الإسلامية في مجلس الحكم العراقي بهزيمة سياسية أمس عندما ألغى المجلس القرار 137 الذي أصدره سابقاً ويخول قضايا الأحوال الشخصية الى المحاكم المذهبية، بعدما كانت من اختصاص القضاء المدني في العهد السابق. وجدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تهديداته ب"العصيان" إذا أصر الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر على موقفه الرافض اعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع في الدستور الجديد، وقال انه سيسير على "هذا النهج حتى لو قتلت أو اعتقلت". في غضون ذلك، رحبت الأممالمتحدة ببيان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي أعلن فيه أنه مع اجراء الانتخابات نهاية هذه السنة، واعتبرته خطوة في "اتجاه الموافقة" على توصيات المبعوث الخاص للمنظمة الدولية الأخضر الابراهيمي. وللمرة الأولى خسر الإسلاميون في مجلس الحكم العراقي أمس معركة بالغة الأهمية بعدما عاود المجلس مناقشة القرار 137 الذي كان أصدره، وقضى بربط قوانين الأحوال الشخصية بالقضاء الشرعي المذهبي بعدما كان القضاء المدني في العهد السابق يبت هذه القضايا. وقالت مصادر مطلعة ان عضو مجلس الحكم الدكتورة رجاء الخزاعي هي التي طلبت مناقشة ثانية للقرار، آخذة في الاعتبار ردود الفعل الشعبية الغاضبة على صدوره. ودار نقاش حاد حسم بالتصويت، فسقط القرار بأكثرية 15 صوتاً مقابل 9 أصوات. وكان القرار مرّ في جلسة سابقة بأكثرية 11 صوتاً ضد 10 أصوات، وكانت الخزاعي بين الذين صوتوا لمصلحة القرار الذي رفض الحاكم الأميركي بول بريمر مصادقته. واعتبرت أوساط مجلس الحكم أن اخفاق الاسلاميين في هذه المعركة سيكون "تأسيساً لتوازنات جديدة داخل المجلس"، ومن شأنه أن ينعكس على قضايا ستطرح في اطار كتابة الدستور، ومنها موقع الشريعة كمصدر للتشريع. وأشارت المصادر نفسها الى أن الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الحكم أمس كان مخصصاً للدستور، لكن الأعضاء اعتبروا أن القرار 137 أثار الكثير من الانقسامات والاحتجاجات في المجتمع العراقي، وكان لا بد من إعادة النظر فيه. وقالت ان الأعضاء الاسلاميين غادروا الاجتماع غاضبين، وأن بريمر أخذ على عاتقه أمر تهدئتهم. في الكوفة، جدد مقتدى الصدر أمس تهديداته باعلان "العصيان" إذا أصر بريمر على موقفه الرافض لأن يكون الاسلام المصدر الأساسي للتشريع. وقال في خطبة الجمعة ان "أميركا لم تأت إلا للاضرار بالاسلام، لكن المحتلين لن يستطيعوا محو الاسلام". وأضاف: "أدعو المؤمنين الى أن يكونوا على أهبة الاستعداد متى تأتي أوامر الحوزة بالتصدي للاحتلال". وأضاف: "أطلب من مجلس الحكم أن يعلن العصيان احتجاجاً على القرار، وأطلب من بريمر شخصياً التراجع عما صرح به ضد الاسلام". وزاد: "سأسير على هذا النهج حتى لو قتلت أو اعتقلت". في نيويورك، اعتبر الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرد اكهارت، بيان السيستاني الداعي الى عقد انتخابات عامة نهاية هذه السنة "خطوة في اتجاه" الموافقة على توصيات المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي. لكنه زاد: "ما زلنا في انتظارهم العراقيين ليتخذوا القرار جماعياً". وقال: "يبدو لي ان على العراقيين البدء فوراً وبالتعاون مع سلطة التحالف الموقتة لوضع آلية لتنظيم الانتخابات"، اذا أرادوا اجراءها نهاية السنة الجارية. وتابع ان الأممالمتحدة، لا سيما رئيسة شعبة الانتخابات كارينا بيريلي جاهزة للمساعدة. وزاد: "ما زلنا في انتظار مؤشر من العراقيين يؤكد قبولهم توصيات الابراهيمي".