أثار رفض الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر أي صيغة للدستور الجديد تنص على أن الاسلام هو المصدر الأساسي للتشريع ردود فعل غاضبة، فأكد "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" ان "السلطة ملك الشعب"، رافضاً فرض رؤية مختلفة عما يريده العراقيون. راجع ص 3 و4 وفيما يستعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لابلاغ سلطة "التحالف" ومجلس الحكم توصياته الخميس، في شأن الانتخابات ونقل السيادة، أعلن مسؤول في "المجلس الأعلى" انه إذا رفضت الانتخابات يجب احترام التوازنات الحالية. وصعّد معظم اعضاء مجلس الحكم موقفهم المعارض للخطة الأميركية لنقل السيادة، مطالبين بتسليمها الى المجلس في صيغته الحالية. وفيما أمضى بريمر يومين كاملين في شمال العراق لإقناع الأكراد ب"تخفيف" مطالبتهم بالفيديرالية، أفادت وكالة "اب" ان المنطقة تشهد نزوحاً عربياً جماعياً أشبه بحالة التطهير العرقي. الى ذلك قتل ثلاثة جنود أميركيين، وأعلن اغتيال عالم نووي ومدير في وزارة التجارة. ووقعت سلسلة انفجارات قرب مبنى وزارة الدفاع اليابانية في طوكيو، يعتقد أنها من تدبير معارضين لارسال قوات الى العراق. وصرح مصدر في وزارة الداخلية العراقية انه عثر على جثة عالم الذرة الدكتور مجيد حسن علي، الأستاذ في جامعة بغداد في منطقة راغبة خاتون، بوسط بغداد. وقال ان "الكشف الطبي على الجثة أوضح ان القتيل أصيب بعيار ناري في الظهر باتجاه القلب". وأضاف ان عائلة العالم أفادت خلال التحقيق بأنه لم يعد الى منزله منذ اسبوع، وأكدت ان لا عداء له مع أحد. وطالب المصدر بتوفير الحماية للعلماء الذين يتعرضون لحملة تصفية. ولم يستبعد المصدر العراقي تورط استخبارات أجنبية في حادث الاغتيال، خصوصاً "الاستخبارات الاسرائيلية" الموساد. وانتقد رجال دين شيعة بشدة أمس تهديد بريمر بمعارضة قرار مجلس الحكم الانتقالي في العراق جعل الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع. وقال الشيخ صدر الدين القبانجي ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في النجف: "السلطة ملك للشعب وهذا يعني اننا غير ملزمين بالمفاهيم المستوردة من الخارج". وقال عادل عبد المهدي المسؤول الكبير في "المجلس الأعلى" ان "هناك خيارين: اما الانتخابات أو تسويات تحترم التوازنات الحالية". وأضاف انه "لا يمكن وضع خيار في مواجهة الآخر"، موضحاً انه "إذا رفضت الانتخابات فلا بد من قبول التوازنات". من جهة أخرى، تعتبر معارضة السنة في مجلس الحكم الذي عينته واشنطن لخطة نقل السلطة معضلة بالنسبة الى الأميركيين . وقال سمير الصميدعي، وهو من الأعضاء السنة في المجلس ان "تسليم السيادة لمجلس الحكم بصورته الحالية أسهل طريق للمضي قدماً". ويرى بعض أحزاب السنة ان الفترة المتبقية على الانتخابات واحتمال تحويل مجلس الحكم الى حكومة موقتة فرصة لمعالجة ما يرون انه عدم توازن في السلطة. وقال هاشم الحسني الناطق باسم الحزب "الاسلامي العراقي" الذي يتولى رئيسه محسن عبدالحميد رئاسة المجلس الانتقالي، ان هذا الاقتراح يجب أن يوفر تمثيلاً متساوياً بين السنة، سواء من العرب أو الأكراد أو التركمان، وبين الشيعة. ويتوقع أن يقترح رئيس بعثة الأممالمتحدة الى العراق الأخضر الابراهيمي موعداً للانتخابات آخر آذار مارس عام 2005، ويعتقد بأن هذا الاقتراح يلقى قبولاً لدى بريطانيا، وأنه "يبسط" الاتفاق المبرم بين سلطة "التحالف" ومجلس الحكم الانتقالي في العراق، وفقاً لما أوردته صحيفة "ذي فايننشال تايمز" البريطانية أمس. وسيؤدي الاقتراح الى تزامن اختيار أعضاء المجلس التأسيسي والبرلمان، بدلاً من عملية على مرحلتين، وتصرّ الادارة الأميركية على أن تسلم السلطة الى حكومة عراقية موقتة نهاية حزيران يونيو المقبل، قبل موعد الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.