اخفقت الجهود التي بذلتها القوات الدولية سفور والحكومة البوسنية في الوصول، حتى ساعة متأخرة من الليل الماضي، إلى حطام طائرة الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، التي تحطمت صباح أمس في حقل ألغام في منطقة جبلية وعرة على مسافة 40 كلم من مدينة موستار جنوب شرقي البوسنة. ولم تعلن الحكومة المقدونية رسمياً وفاة الرئيس ترايكوفسكي 48 عاماً، كما لم تتخذ أي اجراء في شأن خلو منصب الرئاسة، بانتظار العثور على جثة الرئيس، وذلك على رغم أن الحكومة البوسنية قررت أن يكون اليوم الجمعة يوم حداد في البوسنة - الهرسك على مصرع ضيفها الرئيس المقدوني. واجتمع مجلس الوزراء المقدوني أمس، بعد عودة رئيسه برانكو تسرفنكوفسكي مباشرة من ايرلندا، قاطعاً زيارته، واتخذ اجراءات بخصوص التشييع ومعالجة الفراغ الرئاسي المفاجئ، لكنه ترك اعلانها حتى الحصول على دليل قاطع في شأن وفاة الرئيس. كما أوعز المجلس إلى أجهزة وزارتي الدفاع والداخلية والقوات المسؤولة عن الأمن الحدودي بأن تكون في حال الاستنفار القصوى وتشديد المراقبة والاستعداد لأي طارئ، كما فرضت اجراءات أمنية مشددة في أنحاء العاصمة سكوبيا. وذكر تلفزيون سكوبيا، أن الأوساط السياسية في مقدونيا تخشى من أن تقع البلاد في مشكلة الفراغ السياسي الموجود منذ أكثر من عام في صربيا، لعدم وجود نائب للرئيس في مقدونيا، ما سيتطلب أن يتولى رئيس البرلمان ليوبتشو يوردانوفسكي منصب الرئاسة وكالة لحين انتخاب رئيس جديد. لكن القانون المقدوني يجعل صلاحيات الرئيس بالوكالة محدودة جداً ومقتصرة على الأمور البروتوكولية من دون البت في القوانين التي يصادق البرلمان عليها. وضاعف من المخاوف ان الرئيس ترايكوفسكي الذي كان يُعتقد أنه سينتخب لدورة ثانية العام المقبل، كان مقبولاً من قبل الألبان ومن الصعب ايجاد شخصية بديلة تحظى بالاحترام نفسه لديهم. وناشد رئيس الحكومة تسرفنكوفسكي المواطنين التمسك بالوحدة لتجاوز المحنة، ودعا زعماء كل الأحزاب السياسية الرئيسية المقدونية والألبانية إلى الاجتماع غداً في مبنى البرلمان للاتفاق على وسيلة تصون الوحدة الوطنية، وتحول دون حصول توترات عرقية وغيرها، ويتوقع أن يصل مسؤول الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اليوم إلى مقدونيا. وعلى رغم ان الحكومة المقدونية رجحت أن يكون سبب الحادث سوء الأحوال الجوية، إلا أنها تركت الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات، وارسلت فريقاً من حوالى 20 خبيراً إلى منطقة موستار البوسنية حيث تحطمت الطائرة، للتحقيق بالاشتراك مع مسؤولين بوسنيين ومن القوات الدولية.