"يافا بيّارة العطر والشعر" كتاب صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للكاتب الفلسطيني سمير فوزي حاج. والكتاب "توثيق انتولوجي" يضم مختارات شعرية تدور حول المدينة الفلسطينية البحرية العريقة. ومن الشعراء الذين وردت لهم قصائد: معين بسيسو، عبدالوهاب البياتي، جبرا ابراهيم جبرا، الجواهري، محمود درويش، الاخوان رحباني، هارون هاشم رشيد، أدونيس، أمين شنار، أسمى طوبي، فدوى طوقان، كلثوم عرابي، نزار قباني، أبو سلمى، نازك الملائكة، كمال ناصر وسواهم. وجاء في مقدمة الكتاب: "يافا عروس البحر وكعبة الأدب ومنارة الصحافة سابقاً، يرحل اليها الشعراء وفي نفسهم ثمالة ورُواء من عبق برتقالها، ورائحة بحرها، وغناء صيّاديها وبليل نسيمها، وسحر أماسيها. ليافا وجه آخر في سفر الشعراء. تطلّ فيه وهي ترفل زُهواً، قبالة الصخور السود المشروخة أمام الشاطئ، بحلّة من الليمون والبرتقال. ويافا الحاضر، تطلّ من وراء الأكواخ، والأزقة وحطام البيوت والركام، بوجه سيزيف المعاصرة. يافا الضارية جذورها عميقاً في رحم التاريخ، والتي كانت "واحة أفلتت من الجنة"، غاب قمرها، وخبا نُوّار برتقالها، وسكت كنارها. في هذه "الأرض الطيّبة"، ولد أساطين وروّاد الفن، وفياهق الفكر. ومن بيّاراتها ومغارسها الخضيلة أثقلت عنابر السفن بصناديق البرتقال، وأقلعت من مينائها العتيق، ومخرت عباب البحر، لتنقل هدية يافا العطرة وكنزها السندباديّ. والى يافا ترحل نوارس الشعر، واضمامات الأغاني، بعد أن غادر الشعراء. هل غادر الشعراء؟! لقد قيل للشعراء: لماذا أيها الشعراء تغنون الوردة؟ دعوها تُزهر في قصيدتكم. وفي غياب البيارات، وشميم الورود في شارع "جمال باشا"، تبقى الأزاهير وفراشات الربيع ونوارس البحر، وبراعم البرتقال، وأغصان الليمون، و"برج الساعة" و"الميناء"، تغطّي المساحة الكبرى من مخيّلة، الشعراء، وقصائدهم المُحَبّرة بالدمع وعصير الشوّق والحنين. يافا العابقة أنسامها بنتف عبير بياراتها الآفلة، غدت مَهيَع الذكريات لمسارح الطفولة وملاعب الصِّبا".