اكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان بلاده "لن تفتح النقاش مرة اخرى" في شأن بنود اتفاق الشراكة السورية - الاوروبية التي توصل اليها الطرفان في نهاية العام الماضي، آملا بأن تعيد بريطانيا، من دون ان يسميها، النظر في موقفها الداعي الى إدراج بنود اضافية في مسودة الاتفاق تتعلق بأسلحة الدمار الشامل. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الشرع مع نظيره الدنماركي بيير ستيغ مولر الذي زار دمشق حيث التقى الرئيس بشار الاسد. وافاد بيان رئاسي ان اللقاء تناول "الاوضاع في الشرق الاوسط، خصوصاً العراق والأراضي الفلسطينية وموضوع الشراكة السورية - الاوروبية وعملية السلام في الشرق الاوسط". وكانت سورية والمفوضية الاوروبية توصلتا في 9 كانون الاول ديسمبر الماضي الى النص النهائي لمسودة اتفاق الشراكة بينهما. لكن "فوجئت" دمشق بالتزامن مع اعلان ليبيا التخلي عن برنامجها النووي، بطلب لندن تعديل بنود تتعلق باسلحة الدمار الشامل. وعلمت "الحياة" ان هولندا انضمت الى هذا الموقف ثم المانيا، في مقابل تأييد اسباني للموقف السوري و"حياد" فرنسي. وقال الشرع: "لا نعتقد بوجود مشكلة او عثرة امام توقيع اتفاق الشراكة. هناك افتعال مشكلة من قبل دولة اوروبية ثم انضمت اليها دولة او دولتان" من دون ان يحدد اسم أي دولة من هذه الدول، وتساءل: "هل لاسرائيل يد في تعطيل اتفاق الشراكة السورية - الاوروبية؟ من جانبنا سنستمر في السعي لتوقيع الاتفاق، لكن لن يفتح للمناقشة مرة اخرى. ما توصلنا اليه هو الاساس الذي بني عليه التفاهم بين الجانبين، ونأمل بأن تعيد هذه الدولة النظر في موقفها. هناك مصالح مشتركة سورية - اوروبية وعربية - اوروبية" لدى انجاز اتفاق كهذا. وسئل عن مبادرة الرئيس الاميركي جورج بوش والمبادرات الاوروبية في شأن الشرق الاوسط، فأجاب الوزير الشرع ان هذه "الأفكار لا تزال في بدايتها ولم تنضج بعد. آمل بأن تنطلق هذه الافكار من نيات حسنة وثقة متبادلة بين العرب والاوروبيين والعالم عموماً"، ذلك ان الحوار يؤدي الى تعاون أوسع. واكد الوزير السوري وجوب ان يأخذ أي تعاون جديد في الاعتبار "موضوع الحدود والاحتلال. وتجاهل ذلك يؤدي الى عدم الاتفاق"، مشيراً الى ان عملية برشلونة التي انطلقت العام 1995 "لم تقلع لهذا السبب"، لذلك تأمل سورية بأن تأخذ الأفكار الجديدة في الاعتبار "انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية". لكن الوزير الدنماركي، دعا من جانبه، الى "السير في مبادرات كهذه" من دون انتظار ايجاد حل للصراع العربي - الاسرائيلي، لافتا الى ان "مبادرة التطوير والاصلاح" الاوروبية مهمة، "اذ ان الشارع العربي جزء من استراتيجية الاستقرار الاوروبي". الى ذلك، جدد الشرع موقف بلاده من موضوع العراق و"التمسك بوحدته أرضا وشعباً"، والمطالبة ب"استقلال العراق واستعادته سيادته"، لافتا الى امتلاك الشعب العراقي "القدرة على تقرير مصيره من دون تدخل خارجي". وقال: "ان الحديث عن تدخلات خارجية ومتسللين يعطي انطباعاً ليس في مصلحة من يقول هذا الاتهام" لان شعب العراق يضم 25 مليونا وقديم في التاريخ وقادر على قيادة نفسه بنفسه. لافتا الى "مساعدات سورية الى العراق ليست فقط في الجانب الامني، بل في الجانب الاقتصادي والخدمي".