أعلنت بريطانيا امس انها تواصل الاعراب لسورية عن "قلقها" بشأن اسلحة الدمار الشامل، كما قال ناطق باسم الحكومة البريطانية من دون ان يؤكد معلومات صحافية تحدثت عن ضغوط اوروبية ثلاثية تمارس على دمشق. أفادت معلومات بريطانية ان لندن تسعى الى مبادرة ل "الثلاثة الكبار" في أوروبا بريطانيا وفرنسا والمانيا للضغط على سورية في مواضيع اسلحة الدمار الشامل والإرهاب والعراق، في خطوة تأتي بعد أيام من إعلان ليبيا التخلي عن برامج اسلحة الدمار. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دعوته، في مقابلة مع تلفزيون "سي ان ان"، سورية وإيران وكوريا الشمالية الى ان تحذو حذو بلاده في التخلي عن مثل هذه البرامج بهدف تجنيب شعوبها "مأساة". وقال رئيس الوزراء الليبي الدكتور شكري غانم في مقابلة مع "الحياة" ان قرار بلاده التخلص من برامج أسلحة الدمار "جاء بعد دراسة متأنية لمستقبل البلاد على الصعد كافة، وفي مقدمها السعي إلى تحسين الاقتصاد ورفع مستوى معيشة المواطنين وإقامة بنية اجتماعية حديثة وتأسيس قاعدة للملكية الخاصة". وأمل بأن يؤدي القرار الليبي الى ضغط على اسرائيل للتخلص من ترسانتها من اسلحة الدمار. راجع ص 6 وكتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس ان لندن تسعى الى ان تضغط بريطانيا وفرنسا والمانيا على سورية لتوقيع معاهدة منع انتشار الاسلحة الكيماوية. وذكرت ان الخطة البريطانية تنص على "مبادرة مشتركة" تقوم بها الدول الثلاث وتكون مماثلة للمبادرة التي ادت الى قبول ايران بتفتيش على منشآتها النووية. وأضافت ان الخطة، إذا أُقرت، ستؤدي الى زيارة يقوم بها وزراء الخارجية البريطاني جاك سترو والفرنسي دومينيك دوفيلبان والألماني يوشكا فيشر لدمشق. وذكرت ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يخطط لعقد قمة ثلاثة نهاية السنة مع الرئيس جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، يميل في شكل متزايد الى الاعتماد على مثل هذا التحرك الثلاثية". وأوردت "الغارديان" ان لدى سورية برنامجاً كبيراً للسلاح الكيماوي، بما فيه غاز الأعصاب، إضافة الى صواريخ باليستية. وهي ليست موقعة على معاهدة الاسلحة الكيماوية للعام 1993. وقال الناطق باسم الحكومة لوكالة البريطانية ل "فرانس برس": "نحن نتعامل مع سورية على اساس علاقة التزام نقدية تشمل اسلحة الدمار الشامل وانتشارها". وأشار الى ان البارونة اليزابيث سايمنز، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية المكلفة الشرق الاوسط، كانت في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر حيث تحادثت مع مسؤولين سوريين. وسئ الناطق عما اوردته "الغارديان" فقال: "في الوقت الحالي لا يسعنا تأكيد وجود مبادرة مشتركة، وما من تخطيط في المرحلة الحالية للقيام بزيارة مشتركة لوزراء خارجية الدول الثلاث الى دمشق". واضاف ان الاتحاد الاوروبي يتفاوض على اتفاق شراكة مع سورية. و"نتوقع ان يحض هذا الاتفاق سورية على تهدئة مخاوف الاسرة الدولية اذا ارادت تعاوناً وثيقاً مع الاتحاد الاوروبي".