رد الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري على اشاعات عن قرب اعتقاله بشريطين: الاول، بثته قناة "العربية" وصب فيه جام غضبه على الرئيس الفرنسي جاك شيراك، معتبراً ان قرار منع الحجاب "دليل جديد على الحقد الصليبي الذي يكنه للمسلمين الغربيون الذين يتباهون بالحرية وحقوق الإنسان"، كما هاجم شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. وعلى الاثر بثت "الجزيرة" شريطاً ثانياً للظواهري، مهدداً ب"هجمات جديدة على الولاياتالمتحدة"، متهماً الرئيس الاميركي جورج بوش ب"التضليل" و"دعم حكام فاسدين". وابلغ مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن الدكتور هاني السباعي "الحياة" ان الاشاعات عن قرب اعتقال الظواهري سببها ان السلطات الباكستانية اعتقلت قبل ايام، اصولياً مصرياً آخر يدعى خالد الظواهري وسلمته الى الأميركيين، ما ادى الى اختلاط الامر على بعض وسائل الاعلام الاميركية التي وصلت اليها اشاعات عن اعتقال الاخير. أغرق ايمن الظواهري السوق الإعلامية الفضائية بشريطين امس، في تحد واضح للعمليات العسكرية الأميركية والباكستانية الجارية لتعقب عناصر "القاعدة" في مناطق القبائل الباكستانية والشرق الأفغاني. وتحدث الظواهري في الشريط الذي بثته "الجزيرة" وتلقت "الحياة" نسخة خطية منه، عن "الخطاب عن حال الاتحاد" الذي ألقاه بوش في العشرين من الشهر الماضي. وتعمد الظواهري اعطاء إشارة واضحة على وجوده داخل أفغانستان لا في باكستان، وقال مخاطباً بوش: "ان الاوضاع في افغانستان لم تستقر، والا فمن أين نشن، بعون الله وقوته، الهجمات على قواتك وعملائك من قطاع الطرق والخونة، ومن أين نرسل إليكم رسائلنا التي تتحداكم وتكشف أكاذيبكم وافتراءاتكم؟". يهاجم صدام "الطاغية والمجرم" وانتقد حكام البلدان الإسلامية الذين وصفهم ب"الفساد". ولم يسلم من هجومه الرئيس العراقي صدام حسين الذي وصفه ب"الطاغية والمجرم". وقال: "العراق لا يتمتع بالحرية والامن بل كل ما حدث ان العراق قد انتقل من سطوة حاكم طاغية مستبد علماني معاد للاسلام الى احتلال صليبي معاد للاسلام يقتل ويعتقل ويعذب من يشاء ويسرق ما يشاء تحت كذب ان القوات الاميركية تبحث عن شبح اسلحة التدمير الشامل". تهديد بالمزيد وتعهد بمزيد من الضربات لأميركا، نافياً ما ذكرته المصادر الأميركية عن قتلها أو أسرها لثلثي قيادة "القاعدة". وقال: "نذكر بوش بأنه لم يدمر ثلثي القاعدة، بل على العكس ما زالت القاعدة بفضل الله، في ميدان الجهاد ترفع راية الإسلام في مواجهة الحملة الصهيو -صليبية على أمتها الإسلامية. أما أكذوبة النصف والثلثين والثلاثة أرباع إلى غير ذلك من الأوهام والأراجيف، فأنت وأجهزة أمنك المجرمة خير من يعلم أن القاعدة في ازدياد ونمو واتساع". وشدد على أن الخسائر الأميركية في كل من العراقوأفغانستان أكثر مما تعلنه القيادة الأميركية. وقال إن "بوش ملأ هذا الخطاب عن حال الاتحاد بالأكاذيب. فان المرء يعجب كيف لا يستحي زعيم أقوى دولة على الأرض من كل هذا الدجل والافتراء". ووصف الرئيس الاميركي ب"المقامر الخاسر الذي كلما ازداد خسارة، ازداد مقامرة لهثاً وراء سراب ربح مستحيل". واضاف موجهاً كلامه الى الرئيس الأميركي: "بوش... حصّن أهدافك... شدد إجراءات أمنك، فان الأمة المسلمة المجاهدة التي أرسلت إليك سرية نيويوركوواشنطن، عقدت العزم على ان ترسل لك سرايا في اثر بعضها". ورأى ان القوات الاميركية "لا تنشر الحرية والامن، بل تنشر القهر والخوف وتنصب الحكام الفاسدين وتحميهم وتخطط لهم كيف ينهشون في لحوم شعوبهم وتورث الحكم لهم، طاغية من نسل طاغية". واضاف ان "نظرة سريعة الى العالم الاسلامي من المغرب حتى اندونيسيا تظهر اي نوع من الحكام تدعمهم امريكا وتبارك مساعيهم في حربها ضد الاسلام التي تسميها الحرب على الارهاب". الحجاب واستهدف الظواهري في شريطه الذي بثته قناة "العربية" فرنسا. واتهم "الرئيس الفرنسي جاك شيراك بسن قانون يقضي بمنع المسلمات من تغطية رؤوسهن، دلالة جديدة على مدى الحقد الصليبي الذي يكنه الغربيون للمسلمين وان تشدقوا بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان". كما هاجم أيضاً الدول الإسلامية العلمانية. وقال إن "فرنسا بلد الحرية تدافع عن الحرية في التعري والتفسخ والتحلل وتحارب العفاف والحشمة. فأنت في فرنسا حر في أن تتهتك وتتعرى ولكن لست حراً في أن تتعفف وتتحشم". وطاول هجومه دولاً اتخذت خطوات لإضفاء الطابع العلماني على مجتمعاتها على غرار المجتمعات الغربية. واعتبر ان "هذه الحملة خطط لها صليبيون صهاينة وعملاؤهم في مصر وتونس وتركيا ودول إسلامية أخرى". ورأى ان "يتسق في نسق واحد مع حرق القرى بسكانها في افغانستان ومع هدم البيوت فوق رؤوس النائمين في فلسطين، ومع قتل اطفال العراق وسرقة بتروله بالحجج الكاذبة ومع الزج بأسرى المسلمين .. والتنكيل بهم في اقفاص غوانتانامو ومع تعذيب المسلمين في معتقلات حكامنا اصدقاء امريكا". السباعي: اعتقال سميّ للظواهري وابلغ مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن الدكتور هاني السباعي "الحياة" في اتصال هاتفي امس، ان الاشاعات التي ترددت اخيراً عن قرب إعلان واشنطن عن اعتقال الظواهري زعيم "جماعة الجهاد" المصرية والرجل الثاني في "القاعدة"، سببها ان السلطات الباكستانية اعتقلت قبل ايام، اصولياً مصرياً هو المهندس خالد الظواهري وسلمته الى عملاء الاستخبارات الأميركية. وقال ان التشابه في الأسماء دفع الأميركيين الى تسريب النبأ الى وسائل إعلام اميركية ليبحث مراسلوها في مصر في تاريخ زعيم "الجهاد" للتأكد مما اذا كان هو الشخص الموقوف ام لا. واعتبر السباعي ان توقيت الرسالتين الصوتيتين للظواهري وفحواهما يدحضان في شكل قاطع المزاعم عن ازمة يعانيها الظواهري وحليفه اسامة بن لادن، او تعرضهما لمأزق امني قد يسفر عن اعتقالهما، مشيراً الى ان المعلومات التي ذكرها الظواهري في الشريطين توحي بأنه "موجود في غرفة عمليات يتابع من خلالها كل وسائل الإعلام وما يدور حوله من احداث". وكشف السباعي ان الباكستانيين دهموا منزل خالد الظواهري حيث كان يقيم مع زوجته وأربعة من ابنائه. ويبدو ان الاخير كان يتوقع عملية القبض عليه اذ استبقها بنقل عائلته الى مكان آخر. ويبدو بحسب السباعي، ان المهندس خالد أخضع لتحقيقات مكثفة لاعتقاد الاميركيين انه الرجل الثاني في "القاعدة" وانه اجرى جراحة لتغيير ملامح وجهه. لكنهم تأكدوا من ان المهندس المعتقل ليس الشخص المطلوب. وكانت السلطات الباكستانية تمكنت اخيراً من توقيف اعداد من العرب من بينهم مصريون.