اتهم وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمس تنظيم "القاعدة" بتصعيد العنف في العراق، وشدد في طريقه الى الكويت في زيارة مفاجئة الى المنطقة، على تعذر التكهن بتحديد موعد للانتخابات العراقية، فيما اغتيل شقىق الأمين العام لهيئة علماء المسلمين السنة في بغداد، واحبطت محاولة لتفجير موكب التشييع. وتعرض انبوب نفط في منطقة كربلاء لعملية تخريبية هي الأولى من نوعها في جنوبالعراق. وفي حين تحدث مساعد لرئيس مجلس الحكم عن "نقمة" في المناطق السنية على المجلس والصيغة "الطائفية" التي شكل بها، حذر محمد تقي المدرسي من احتمال اندلاع "حرب اهلية طاحنة"، وقال ل"الحياة" ان العراقيين "لن يتعاملوا مع حكومة يعينها الاحتلال". في الوقت ذاته اكدت "منظمة بدر" مشاركتها في "مكافحة الجماعات الارهابية"، مشيرة الى "تسلل ارهابيين عبر الحدود" مع ايران راجع ص4. وقال رامسفيلد للصحافيين أثناء توقف طائرته للتزود بالوقود في ارلندا وهو في طريقه الى الكويت ان "أعضاء التنظيم ضالعون بالعنف وناشطون بوضوح" في العراق، مشيراً الى ان مسلحين في هذا البلد يحاولون اثارة صراع بين الجماعات الدينية والعرقية في محاولة لوقف خطوات ارساء الديموقراطية. وأبدى الوزير ثقته بأن العراقيين سيجرون في النهاية انتخابات وسينجحون في ارساء الديموقراطية، رافضاً التكهن بتوقيت اجرائها. وحول هوية المسلحين الذين يشنون هجمات على القوات الاميركية، قال رامسفيلد ان من الصعب جلاء الامر، مضيفاً ان "بعضهم يحمل 13 جواز سفر و20 اسماً مستعاراً". واجرى رامسفيلد ليلا، بعد وصوله الى الكويت، محادثات مع رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد. وشارك في مأدبة عشاء مع الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة الوسطى الاميركية، والجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق. وفي كربلاء حذر المرجع الشيعي محمد تقي المدرسي الادارة الاميركية من تأجيل الانتخابات مجدداً او التسويف في اجرائها، منبهاً الى ان ذلك سيؤدي الى اغراق العراق في بحر من الدماء واشعال حرب اهلية طاحنة. وشدد في تصريح الى "الحياة" على ضرورة "أخذ قرار الشعب العراقي في الاعتبار، إذا أريد قيام حكم ديموقراطي"، منبهاً الى أن "العراقيين لا يمكن ان يتعاملوا مع حكومة يعينها المحتل، ومع حكام ينصبهم". في الوقت ذاته، قال الامين العام ل"منظمة بدر" هادي العامري ل"الحياة" ان منظمته تشارك في عمل وزارة الداخلية لمكافحة الجماعات الارهابية، مؤكداً ان "بعض العناصر الارهابية جاء عبر الحدود الايرانية - العراقية"، ومشدداً على ان "ليس من حق ايران التدخل في الوضع الامني". ميدانياً، اغتيل ضامر سليمان الضاري شقيق الأمين العام لهيئة علماء المسلمين امام منزله في أحد احياء بغداد، واعتقل شخصان كانا يحاولان تفجير موكب تشييع جثمانه الذي ضم مئات من رجال الدين وقادة العشائر. وأعلنت القوات الاميركية انها اعتقلت ضابطين في الشرطة العراقية اتهمتهما بالعمل مع "فدائيي صدام"، فيما شهد جنوبالعراق امس، أول عملية اعتداء على انابيب النفط. وسمع دوي انفجارات في منطقة مطار بغداد، كما قتل عراقيان وجرح ثلاثة في هجمات شهدتها الموصل. الى ذلك، اكد مساعد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي وجود "نقمة" في المناطق السنية، على مجلس الحكم والصيغة "الطائفية" التي شكل بها. وقال ل"الحياة إل بي سي" اياد السامرائي الأمين العام المساعد للحزب الاسلامي العراقي الذي يرأسه محسن عبدالحميد، الرئيس الحالي لمجلس الحكم، ان "الغضب موجود في الشارع السني، بسبب بحث السنة عن اقامة دولة وطنية متوازنة القوى في داخلها"، وهو أمر اكد انه "مفقود"، مشيراً الى ان السنة يجدون ان "مشروع تسلم دولة عراقية متوازنة السلطة من الاميركيين، تقف في وجهه ممارسات لا تصب في مصلحة المشروع". واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان هناك جدلاً حول تركيبة مجلس الحكم لدى توسيعه من 25 عضواً الى 150 قبل تسلم السلطة، وان السنة معترضون على مضاعفة نسبة المحاصة في المجلس والتي تتضمن 13 عضواً شيعياً مقابل 11 سنياً 5 أكراد، 5 عرب وتركمانية، بالإضافة الى مسيحي واحد، ذلك ان تكرار النسبة سيؤدي الى جعل الشيعة 78 عضواً، والأعضاء السنة 66، أي ان الفارق سيكون 12 لمصلحة الشيعة. وقالت المصادر ان هناك رغبة لدى أطراف سنية لتوسيع المجلس عبر ضم شخصيات عشائرية وفعاليات سياسية محلية، لمنع احتكار القيادات الحزبية المقاعد الجديدة التي ستعطى للشيعة. ورفض السامرائي القبول بالمنطق الحالي للحديث عن الانتخابات، وقال: "ما يؤسف له ان نتحدث عن توقيتها، بينما ينبغي ان يتطرق الحديث الى مستلزماتها، ويجب ان يكون لدينا مشروع متكامل لكيفية اجراء هذه الانتخابات، والامم المتحدة هي التي ستحدد التوقيت بناء على البرنامج". وزاد ان "الشارع السني يشعر بخيبة أمل من فكرة التمديد لمجلس الحكم، لأنه كان يشعر بالغبن ازاء الصيغة التي تشكل بها". وتبدأ ستة احزاب وحركات سياسية عراقية اليوم حواراً في شأن مستقبل العملية السياسية في العراق. وهذه الأحزاب هي الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني والشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية والحزب الوطني الديموقراطي وتجمع الديموقراطيين المستقلين.