رجحت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن يفضي التحقيق مع الأسير الإسرائيلي السابق لدى "حزب الله" العقيد في الاحتياط الحنان تننباوم إلى تقديم لائحة اتهام جنائية بحقه من دون أن تستبعد توجيه تهمة الخيانة والتخابر مع العدو حزب الله قبل خطفه وقيامه بتلفيق خطف مزعوم. وشغل البيان الذي أصدرته لجنة شؤون الاستخبارات التابعة للكنيست واعتبرت فيه قضية تننباوم "إحدى أخطر القضايا في إسرائيل"، وسائل الإعلام العبرية وتصدر عناوينها لتحمل "معاريف" تسربات من التحقيق تفيد أن "تننباوم خان الدولة" وكان "مصدر معلومات" ل"حزب الله" قبل "خطفه ووقوعه في الأسر"، وأنه تسبب بضرر أمني "يفوق كل خيال"، ما يستوجب استنفاد التحقيق معه وتطبيق القانون بحرفيته. ونقلت عن مصدر في طاقم التحقيق الخاص أن أعضاءه كثفوا في الأيام الأخيرة التحقيقات مع الأسير السابق الذي عاد إلى إسرائيل في إطار صفقة تبادل الأسرى مع "حزب الله"، وأنهم لا يصدقونه في أي كلمة "فالحديث عن شخص ذكي ولامع يفكر ملياً قبل أن ينطق بأي كلمة". وتابع ان ثمة حاجة لوقت طويل "لتقدير الضرر الأمني والاستراتيجي الذي سببه وهو ضرر يفوق كل تصور". وزاد ان المحققين يشتبهون بأن تننباوم دبّر ولفق قضية وقوعه في الأسر، ما يعزز الشبهات بأنه كان على علاقة ب"حزب الله" منذ سنوات. وأكدت الصحف العبرية أن السؤال الأهم الذي يبحث المحققون عن اجابة له هو كيف وصل تننباوم إلى لبنان، وأي صفقة تجارية كان ينوي إبرامها. وأضاف ان تننباوم يخدع محققيه منذ عودته قبل ثلاثة أسابيع ويرفض تقديم الرواية الصحيحة عن ملابسات وصوله إلى العاصمة اللبنانية، و"ثمة ثغرات كبيرة في الافادات التي أدلى بها حتى الآن تُفقده صدقيته وتبعث على تساؤلات جمة يصر المحققون على التوصل إلى أجوبة شافية عليها". ويشكك المحققون أيضاً في رواية الأسير السابق بأنه تعرض إلى التنكيل والتعذيب خلال فترة أسره، وتنقل صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني اعتباره قضية تننباوم أخطر من قضية جاسوس الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو وأكثر من ذلك، فإنه لا يتعاون مع المحققين ويتنكر للجهد الكبير الذي بذلته إسرائيل لإعادته إلى أهله. وواصل رئيس لجنة شؤون الاستخبارات النائب يوفال شطاينتس حملته على تننباوم، معتبراً الثمن الذي دفعته إسرائيل لقاء استعادته مبالغاً فيه، مضيفاً ان اللجنة تصر على طلبها من الهيئات الأمنية والقضائية توفير "كل الوسائل" لطاقم المحققين لانتزاع حقيقة ما حصل. واتهم أحد محامي تننباوم اللجنة بالتسرع في اصدار حكمها، واصفاً البيان الذي أصدرته عملاً غير مسؤول، بل "وسيلة تحقيق"، وقال إنه متأكد من أن القضية ضُخمت وان الجبل سيلد فأراً.