سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سربت معلومات عن ضلوع إيران في خطف ضابط الاحتياط واستبعدت إطلاق جميع اللبنانيين . اسرائيل تريد خفض "الثمن" المطلوب في صفقة الأسرى بعد نشر القصة "الحقيقية" لأسر تننباوم
فيما واصلت محافل أمنية اسرائيلية التسريب الى وسائل الاعلام عن "ضلوع" ايران في استدراج الكولونيل في الاحتياط الحنان تننباوم الى الأسر لدى "حزب الله"، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير في الشرطة الاسرائيلية زعمه ان تننباوم زار بيروت أكثر من مرة في اطار عمله في تسوق أدوية وأنشأ علاقات هناك قبل أن يعلن "حزب الله"، قبل ثلاث سنوات، رسمياً أمر احتجازه. ووسّع نشر بعض التفاصيل عن ملابسات أسر تننباوم دائرة سجال ساخن داخل اسرائيل دار أساساً حول السؤال: هل يستحق "رجل أعمال فاشل" أن تدفع اسرائيل "ثمناً" لقاء اطلاق سراحه؟ ووفقاً للتسريبات فإن الاستخبارات الايرانية وفرت لعناصر "حزب الله" التي استدرجت تننباوم الى أبوظبي الشقة السرية التي احتجز فيها ثم طائرة خاصة لنقله، بعد اخفائه مخدراً في صندوق كبير فيها، الى لبنان. وترى محافل استخباراتية اسرائيلية ان "حزب الله" ما كان قادراً على تنفيذ عملية اختطاف تننباوم من دون مساعدة ايرانية. وادعت مصادر أخرى ان تننباوم نقل الى طهران للتحقيق معه قبل تسليمه الى "حزب الله". من جهته قال المسؤول في الشرطة لصحيفة "هآرتس" ان ثمة أدلة أولية تثبت ان تننباوم كان متورطاً في الاتجار بالمخدرات وأنه لهذه الغاية قصد "دولاً معادية"، مضيفاً ان المواطن العربي من اسرائيل قيس عبيد المتهم بمعاونة "حزب الله" في استدراج تننباوم خطط معه صفقة مخدرات كبيرة. وكتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان الدور الذي لعبته الاستخبارات الايرانية في قضية تننباوم يبقى "مفتاح" حل لغز أسره، ويرتبط بالادعاءات ان ايران "ابتاعت" من الحاج مصطفى الديراني الملاح الجوي المفقود رون أراد ونقلته الى طهران. ويدعي شيف ان اعلان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل ثلاث سنوات عن ان تننباوم وصل الى لبنان بمحض ارادته، وهناك اعتقله الحزب "ليس سوى تضليل للتستير عن ضلوع ايران في العملية". وزاد ان ثمة سؤالاً أخلاقياً ينبغي طرحه: "هل التزام الدولة تجاه جندي وقع في الأسر اثناء تأدية مهماته أراد أكبر من التزامها تجاه مواطن تورط، بدوافع شخصية، ووقع في الأسر؟". ويضيف المعلق سؤالاً آخر يرى ان أقطاب الدولة العبرية يواجهونه وهو "ثمن المفاوضات" وهل يمنح نصر الله "الداعي دوماً الى العنف ضد اسرائيل مكانة المنتصر التي سيستغلها حتماً في أوساط الفلسطينيين والعالم العربي؟". في السياق ذاته يكتب كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت احرونوت" ناحوم برنياع ان السؤال الحقيقي ينبغي ان يتمحور حول "حدود مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها الذين وقعوا في خطر". ويخلص الى القول ان اسرائيل ينبغي أن تقول نعم لصفقة تبادل الأسرى مع "حزب الله" "لكن ليس بكل ثمن"، وان على السيد نصر الله، الذي يدرك جيداً "قوى السوق" في اسرائيل ان يخفض الثمن الذي يطلبه اذا ما كان معنياً حقاً باتمام الصفقة. وكتبت "يديعوت احرونوت" نقلاً عن أوساط سياسية اسرائيلية موثوقة ان وراء عدم معارضة النيابة العامة نشر تفاصيل عن ظروف اعتقال تننباوم التأكيد على أن لا شيء لدى المؤسسة الأمنية للتستر عليه، وان تننباوم ليس جاسوساً انما رجل أعمال فاشل أوقعه جشعه في الأسر. وتابعت ان اسرائيل تتوخى أن يؤدي نشر القصة الحقيقية الى خفض الثمن المطلوب دفعه في صفقة تبادل الأسرى، وانها تقول عملياً ل"حزب الله" ان تننباوم ليس ب"الثروة الحقيقية" ولا يستحق ثمناً باهظاً لقاء الافراج عنه. وأضافت انها تتوقع ان "يخفض حزب الله السعر" ازاء الضغوط التي يمارسها عليه ذوو الأسرى اللبنانيين. ويندرج هذا الكلام ضمن التراجع الاسرائيلي عن الموافقة الأولية على اطلاق جميع الأسرى اللبنانيين، اذ غدت اسرائيل تتحدث عن رفضها الافراج عن "اسرى لبنانيين ملطخة أياديهم بالدماء"، كما تراجعت عن نيتها إطلاق سراح أسرى أردنيين ومصريين في إطار الصفقة.