استعادت قوات الشرطة في هايتي السيطرة على مدينة سان مارك الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية من خصوم الرئيس جان برتران أريسيتيد. كما استعادت مدينة غران جوف جنوب غربي العاصمة بور أو برانس. وفي المقابل، انكفأ المتمردون في اتجاه مدن أخرى في الجزيرة الواقعة في منطقة البحر الكاريبي حيث واصلوا مهاجمة مراكز للشرطة. وأفاد مراسلون أن مباني حكومية في مناطق التماس، تحولت أطلالاً فيما بدأ الناس في الهروب إلى أماكن أكثر أمانا. وانتقل رئيس الوزراء الهايتي إيفون نيبتون بواسطة مروحية إلى سان مارك، في زيارة تفقدية لهذه المدينة الساحلية الرئيسية حيث سمع قبل وصوله دوي إطلاق نار بصورة مكثفة في ضواحي مخفر حاولت الشرطة استعادته. ويأتي ذلك في وقت عنفت أول من أمس، الاشتباكات بين المعارضة والحكومة في مدن عدة من بينها غران جوف وغونايف، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلاً. وفي غضون ذلك، دانت واشنطن موجة العنف الأخيرة في هايتي، وألقت باللوم فيها على "قطاع طرق يعملون باسم الحكومة والمعارضة في هايتي". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر: "يتعين على الجميع التحلي بضبط النفس وتهدئة الموقف ومحاولة المضي في طريق حل سياسي، لأن مشكلات هايتي لن تحل أبداً بالعنف والتخريب". وفي نيويورك، قال ناطق باسم الأممالمتحدة إنها تتابع الموقف عن كثب وستعزز دورها في الجزيرة قريباً. وقال فريد إيكهارد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنها على اتصال بمنظمة الدول الأميركية ومجموعة الكاريبي بشأن الوضع في هايتي. وتطالب المعارضة في هايتي منذ أشهر، باستقالة أريستيد الذي تتهمه بالفساد وسوء استخدام السلطة. ويذكر أن هايتي لا تملك جيشاً منذ حله عندما استعاد أريستيد السلطة عام 1994 نتيجة غزو أميركي، في أعقاب انقلاب أطاحه بعد وقت قصير من توليه السلطة كأول زعيم منتخب للبلاد عام 1990.