أصبح الكومبيوتر جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال اليوم. ويعتقد خبراء التعليم أن الأمر ربما لا يكون سيئاً للغاية. فالاستخدام المبكر للكومبيوتر يمكن أن يساعد الأطفال على الشعور بالثقة والتمكن في عالم الوسائط المتعددة. لكن إساءة استخدامه قد تمثل ضرراً على الأطفال والكبار على حد سواء. ويقول الخبراء ان تصفح شبكة الإنترنت لمدة طويلة قد يسبب مشكلات لمستخدميه، إذ يعرض الأطفال لمواجهة بعض المحتويات غير المناسبة لهم. وتقول إيزابيل أونسيلد من شركة "نتورك أسوسييتس" إحدى شركات الكومبيوتر التي تضع برامج لحماية الأطفال من متصفحي الإنترنت ان "عدد الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت من دون رقابة يتزايد ما دفع بالكثير من الآباء إلى التساؤل عن كيفية حماية أبنائهم مما قد يرونه من محتويات غير ملائمة على الشبكة ومن ضمنها المواقع الجنسية والإباحية التي تروج للعنف". وتبدأ المشكلات في محاولة العثور على برنامج مناسب ليتعامل مع هذه المشكلة. وتقول أونسيلد ان "الأطفال في معظم الأحيان يجيدون استخدام الكومبيوتر أفضل من آبائهم". لذلك يتعين على برامج الحماية التي يستخدمها الآباء أن تكون سهلة الاستخدام وأن تكون قوية في الوقت نفسه لتعمل بأداء قوي لأداء مهماتها. وأصدرت الشركة برنامج "مكافي لخدمات الحماية الشخصية" الذي يمكن مستخدماً واحدا ً- وهو أحد الأبوين في هذه الحال من التعامل مع البرنامج والتحكم به. وتوجد في هذا البرنامج قائمة تشمل جميع المواقع التي يتعين على الأطفال ألاّ يزوروها. كما توجد قائمة أخرى تشمل جميع الكلمات غير اللائقة. ويبدأ البرنامج في فحص أي موقع يحاول الطفل المستخدم زيارته ويقارنه بما لديه في القائمة الممنوعة التي وضعها أحد الآباء، فإن كان الموقع موجوداً في القائمة يمنع البرنامج تحميل الموقع وظهوره على الشاشة. ويمكن البرنامج فحص المواقع وغرف الدردشة الإلكترونية. وإذا ما حاول الطفل المستخدم اختراق البرنامج أو تجاوزه أو التحايل عليه بأي طريقة فانه سيواجه مفاجأة غير سارة على الإطلاق. وتقول أونسليد ان "عند أي محاولة للتحايل على البرنامج أو تجاوزه يوقف البرنامج الجهاز عن العمل تماماً". وعلى رغم كل هذه المحاولات يقول توماس فايبل الخبير في شؤون استخدام الإعلام المناسب للأطفال إن مثل هذه البرامج عاجزة عن مواكبة التطور السريع للإنترنت.