يبدو أن طرائف استمارة المتقدمين على برنامج «حافز» على الإنترنت لن تتوقف، فبعدما نشرت «الحياة» السبت الماضي تقريراً حول تضمن الاستمارة سؤالاً إلزامياً غريباً للمتقدمات عن «امتلاك رخصة قيادة من عدمه؟!» في حين أن النساء في السعودية لا يقدن السيارة، خرج مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» والمتحدث باسمه سلطان السريع بتعقيب على ما نشرته «الحياة» أكثر طرافة اعترف فيه بأنه «لا يرى رابطاً بين «حافز» وموضوع حصول المسجلة الأنثى على رخصة قيادة». وفي حين أراد السريع أن يدافع عن سلامة أسئلة «حافز» من الخطأ، زاد في بيان أرسله ل«الحياة»، من الحيرة حول هدف الصندوق من اختيار أول سؤال إجباري يواجه المسجلات في «حافز» «هل تملك المسجلة رخصة قيادة للسيارة أم لا»، إذ أوضح أن الهدف من توحيد أسئلة نموذج استمارة المتقدمين والمتقدمات هو من باب المساواة بينهم في إعطائهم حقوقهم بالحصول على الإعانة!. وقال في تعقيبه: «إن السيرة الذاتية الموحدة الخاصة بمسجلي حافز من الجنسين تأتي لتساوي بين كافة المسجلين في أحقيتهما في الحصول على إعانة البرنامج وحلول التوظيف والتأهيل الداعمة له». ويظهر لقارئ تعقيب السريع كما لو أن صندوق الموارد البشرية يخشى أن يتسبب اختلاف أسئلة استمارة «حافز» بين الجنسين في حرمان النساء من الإعانة أو تغير مقدار الإعانة المادية كأن تكون الإعانة أقل للنساء لا لسبب سوى أن بياناتهن تختلف عن الرجال ولا توضح إن كن يحملن رخصة قيادة السيارة أم لا! وقال في تعقيب طويل، لم يقدم فيه إجابة مقنعة عن السبب في سؤال النساء المسجلات في «حافز» عن امتلاكهن لرخصة قيادة، ما نصه: إشارة إلى خبركم المنشور في الصفحة الأولى من صحيفة «الحياة» – الطبعة السعودية – يوم السبت 26 شوال 1432ه الموافق 24 سبتمبر 2011، في العدد رقم: (17704) تحت عنوان: «(حافز) يسأل المتقدمات: هل لديك رخصة قيادة؟» وكذلك المقال الرديف في الصفحة الرابعة من نفس العدد تحت عنوان «(حافز) يبقي ملف قيادة المرأة «ساخناً» وكلاهما بقلم الأخ وليد الأحمد نفيدكم بأن الأوامر الملكية الكريمة الخاصة بالبرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل (حافز) لم تفرق بين ابناء وبنات هذا الوطن في التقدم بالتسجيل في هذا البرنامج الوطني المهم الذي يستشعر أهمية إعانة أبناء وبنات هذا الوطن في البحث عن العمل وإيجاد فرص العمل المناسبة لهم دون تفرقة أو تمييز.. وإن المرحلة الحالية – الثانية – من البرنامج والتي بدأت يوم 8 شوال الماضي الموافق 6 سبتمبر تعنى بالحصر النوعي للمتقدمين من خلال استكمال المعلومات الخاصة بكل متقدم – ذكراً كان أو أنثى – من خلال تعبئة نموذج السيرة الذاتية المصمم خصيصاً لهذه المرحلة والتي تضم معلومات مفصلة عن المتقدمين خاصة تلك المتعلقة بالمؤهلات التعليمية والخبرات العملية. وذكر أن أهمية هذه المرحلة تكمن في تمكين فريق عمل البرنامج من المواءمة بين المسجلين بالبرنامج والوظائف المتاحة بسوق العمل، إضافة إلى مساعدة فريق البرنامج من تقويم المتقدم وتصميم الدورات التدريبية والتأهيلية اللازمة لهم بحسب مؤهلاتهم وبالتوافق مع حاجات سوق العمل في المملكة. وأوضح أن السيرة الذاتية الموحدة الخاصة بمسجلي حافز من الجنسين تأتي لتساوي بين كافة المسجلين في أحقيتهم في الحصول على إعانة البرنامج وحلول التوظيف والتأهيل الداعمة له «ونحن في صندوق تنمية الموارد البشرية لا نرى رابطاً بين حافظ وموضوع حصول المسجلة الأنثى على رخصة قيادة كما ألمح خبركم». واستطرد في تعقيبه «حقيقة لا نعلم لماذا الزج بالبرنامج في هذا الموضوع الذي نعتبره موضوعاً اجتماعياً يرتكز على التقاليد والأعراف الخاصة بالمملكة ولا يملك برنامج حافظ ولا أي برنامج آخر أي انعكاس عليه أو ارتباط به على الإطلاق»، مضيفاً: «لعله من الذكاء أن يأتي الصحافي بزاوية جديدة يتناول منها برنامج حافز، ولكن في ذات الوقت لا نستحسن ان يتم ذلك من خلال الإساءة إلى البرنامج أو استخدام اسم البرنامج لتحقيق إثارة إعلامية لا تخدم البرنامج ولا أهدافه الوطنية من قريب أو بعيد بل على العكس نرى في طبيعة هذه الأخبار انحرافاً عن مسار البرنامج وأهدافه، كما أننا نعتبر جدلاً غير منطقي وغير محبب في موضوع لا يملك البرنامج أو الصحافي المهتم أي سلطة عليه». واعتبر أن مثل هذه الأخبار الجدلية تأتي بنقاط الخلاف إلى واجهة المشهد الاجتماعي في وقت نحن في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود والتشارك في وضع الحلول التي يستفيد منها أبناء هذا الوطن بدلاً من الإثارة الإعلامية التي لا طائل منها. وقال: «نحن في (هدف) نثمن ونقدر دور الإعلام في توعية المجتمع لما فيه المصلحة العامة ونقدر دور الصحافة كصاحب رسالة يهدف إلى تبيان الحق من الباطل والمجتهد من المتخاذل ولا نريد أن نرى يوماً يلعب فيه الإعلام دوراً عكس ذلك».