دخلت الانتخابات لاختيار مرشح الحزب الديموقراطي الى الرئاسة الاميركية مرحلة حاسمة جنوب البلاد امس، لجهة تكريس فوز جون كيري او قلب المعادلة، في حال فشل السناتور القادم من الشمال الشرقي الليبرالي في الجنوب. وشن كل من المرشحين جون ادواردز وويسلي كلارك حملته الانتخابية المكثفة في ولايتي فيرجينيا وتينيسي الجنوبيتين امس، وحاولا في الساعات الاخيرة قبل الاقتراع وقف تقدم كيري الذي اظهرت الاستطلاعات انه سيحصل على ثلث الاصوات في الولايتين. وبدا ان المرشحين سيتقاسمان اصوات الناخبين الباحثين عن بديل لكيري، ما قد يضمن فوزه في اول ولايتين جنوبيتين محافظتين. وكان ادواردز حصل على فوزه الوحيد في ولاية كارولينا الجنوبيةمسقط رأسه فيما فاز كلارك في اوكلاهوما، ما اعطى انطباعاً بأن كيري، الذي فاز في 13 ولاية من اصل 15 حتى الآن، قد لا يكون قادراً على الفوز في ولاية جنوبية حيث تصوت غالبية الناخبين للحزب الجمهوري. وتراجع المرشح هوارد دين عن قراره السابق بالتخلي عن السباق في حال عدم فوزه في ولاية ويسكونسن الاسبوع المقبل، ليعلن بقاءه في السباق، بغض النظر عن نتائج الاقتراع في تلك الولاية. وتظهر الاستطلاعات بقاء دين في المرتبة الثالثة والرابعة في كل من تينيسي وفيرجينيا وويسكونسن. وساعد بقاء دين في المنافسة في تفتيت الاصوات لمصلحة كيري، ما اثار استياء في معسكري ادواردز وكلارك. ويتوقع ان يتضاعف الضغط على كل من كلارك وادواردز للإنسحاب من السباق في حال فشلهما في تحقيق فوز في تينيسي المجاورة لولاية اركنساو مسقط رأس كلارك وفيرجينيا المجاورة لكارولاينا الشمالية، ذلك ان عدم تمكنهما من الفوز في ولايات يفترض ان تكون محسومة لأحدهما على الاقل، سيدفع الناخبين في ولايات جنوبية اخرى الى التصويت لكيري الذي سيبدو في شكل متزايد المرشح الاقدر على منافسة الرئيس جورج بوش في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال مقربون من كلارك ان مرشحهم قد ينسحب في حال خسارته في كل من فيرجينيا وتينيسي حيث استثمر كثيراً من الاموال والجهد خلال الاسابيع الاخيرة، علماً بأن الرئيس السابق بيل كلينتون كان وضع ثقله خلفه. وفي المقابل، استبعد ادواردز الانسحاب بغض النظر عن نتائج الاقتراع في الولايتين، مؤكداً انه سيواصل حملته حتى موعد الاقتراع الكبير في الثاني من الشهر المقبل 12 ولاية. واعربت قيادات في الحزب الديموقراطي عن قلقها إزاء تراجع نسبة التصويت في ولايتي ميشيغان وواشنطن يوم السبت الماضي، والتي لم تتجاوز 130 ألفاً في ميشيغان و20 ألفاً في واشنطن، ما اظهر تراجعاً في حماسة الناخبين مقارنة مع نسبة الاقتراع في ايوا ونيوهامشير عند انطلاق الانتخابات الاولية. ويرجع مراقبون غياب الحماسة الى تسليم كثير من الناخبين بترشيح كيري واستعدادهم لدعم اي من المرشحين في مواجهة بوش بغض النظر عن هويته.