بعد انطلاقة مترددة دفعت المراقبين الى استبعاده كمرشح ديموقراطي جاد لمنافسة هوارد دين في السباق الى البيت الابيض، شن القائد السابق لقوات حلف شمال الاطلسي ويسلي كلارك هجوماً مضاداً على حاكم فيرمونت السابق مكنه من استعادة الزخم بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة. وركز كلارك، الذي دخل السباق متأخراً، على افتقار دين الى الخبرة في الشؤون العسكرية والدولية وتقلبه في مواقفه إزاء الحرب في العراق وقضايا الامن القومي. وعلى رغم ان دين ظل متقدماً على بقية المرشحين الديموقراطيين عشية الانتخابات الاولية للحزب بحسب استطلاعات الرأي، الا ان كلارك احرز تقدماً كبيراً في ولايتي ايوا ونيوهامبشير ليصبح في المرتبة الثانية، متقدماً بذلك على كل من ديك غيبهارت وجون كيري. وفي الاستطلاعات على المستوى الوطني، حصل دين على تأييد 24 في المئة من الناخبين الديموقراطيين مقارنة مع كلارك الذي ايده 20 في المئة من الناخبين. وقال خبير الاستطلاعات اندي سميث من ولاية نيوهامبشير ان كلارك، الذي ارتفعت نسبة التأييد له من 12 في المئة الى 20 في المئة خلال شهر، هو "صاحب الزخم" في المنافسة على ترشيح الحزب. واعتبر ان تحرك الحزب الجمهوري لإصدار اتهامات بحق كلارك على انه "مؤشر الى انه بدأ يشكل تهديداً حقيقياً" قد يكون اكبر من تهديد دين الذي لا يتوقع الجمهوريون ان تكون له قدرة على منافسة بوش في حال فوزه في الانتخابات الاولية مقارنة مع كلارك، صاحب السجل العسكري القوي. وفيما لا يتوقع احد ان يتفوق كلارك على دين في ولاية نيوهامبشير، وهي اول ولاية ستجري انتخابات اولية، فإن فريق كلارك الانتخابي يتطلع الى انطلاقة كبيرة بعد الثالث من شباط فبراير المقبل عندما تنتقل الانتخابات الاولية الى الجنوب والغرب في كل من ولاية ساوث كارولينا واوكلاهوما واريزونا ونيومكسيكو، وكذلك في ولايتي فيرجينيا وتينيسي، وهي ولايات ستساعده فيها خلفيته العسكرية واصوله الجنوبية، علماً بأنه من مواليد ولاية اركنساه الجنوبية. ويعتبر المحللون ان غالبية الديموقراطيين في ولاية نيوهامبشير ستصوت للمرشح الاوفر حظاً في اطاحة بوش في حال اظهرت الاستطلاعات ان لا فارق كبيراً بين دين وكلارك، وهو ما قد يخدم فرص كلارك في حال استمر الزخم الذي بدأ يظهر اخيراً. وفي هجومه على دين، قال كلارك انه يخوض الانتخابات "لأحل محل بوش، وليس لتوجيه الانتقادات اليه"، في اشارة الى النقد اللاذع الذي يوجهه دين للرئيس. واضاف: "دخلت السلك العسكري لأنني اؤمن بالخدمة العامة وليس لأنني احب قتل الناس". في المقابل، ينتقد خصوم كلارك سجله العسكري. ويشيرون الى انه كان خلافياً كثير الانفعال مع زملائه في وزارة الدفاع، وبأنه احيل الى التقاعد في شكل مبكر بسبب خلافات حول السياسة الاميركية في البلقان. لكن كلارك يرد على ذلك بالقول إن ذلك يعكس تمسكه بالمبادئ التي يؤمن بها. ويرى المراقبون ان خبرة كلارك العسكرية ستكون ضرورية لمواجهة بوش في عالم ما بعد 11 أيلول. وتمكن كلارك من ان يجمع 13 مليون دولار من التبرعات لحملته الانتخابية في العام الماضي، وهو ثاني اكبر مبلغ يحصل عليه مرشح ديموقراطي بعد دين الذي خاض حملته في شكل مبكر. ومما ساعد كلارك خلال الشهر الماضي هو اجماع بقية المرشحين الديموقراطيين على مهاجمة دين بسبب اصداره تصريحات وصفت بأنها متهورة في ما يخص اموراً مثل اعتقال صدام حسين واحتمال اعتقال اسامة بن لادن. إذ قال غداة اعتقال الرئيس العراقي السابق ان ذلك لن يساعد على تحقيق الامن للقوات الاميركية. وقال إن بن لادن يجب ان يقدم الى المحاكمة لمعرفة ما إذا كان مذنباً قبل اصدار الاحكام التعسفية بحقه. وفيما قرر كلارك تجاوز ولاية ايوا والتركيز على ولاية نيوهامبشير، يتوقع ان تتركز المنافسة على الاقتراع في ايوا بين دين وغيبهارت.