هناك ثلاثون جنيناً بشرياً مستنسخاً في كوريا الجنوبية. تجربة تفتح باب الأمل لتعويض الانسان اي نسيج وأي عضو تالف أو مريض، كما يمكنها أن تبشر بشفاء المصابين بامراض مثل الباركنسون والسكر والفشل الكلوي وغيرها. هذا ثلث الخبر الآتي من سيول. وهو يكفي لاثارة المجتمع العلمي عالمياً، لانها المرة الأولى التي يتأكد فيها استنساخ أجنة بشرية. وكانت شركة "ادفانسد سيل تكنولوجيز" أعلنت في نهاية 2001 انها استنسخت اول جنين بشري في التاريخ، لكن كثيرين شككوا في الأمر. وفي نهاية 2002، أعلنت بريجيت بواسيليه، مديرة شركة "كلونيد" ان شركتها استنسخت كائناً بشرياً بالكامل، هو الطفلة "ايف"... ولم يتأكد إطلاقاً ما زعمته بواسيليه. الخبر الآتي من كوريا الجنوبية يقول إن فريقاً علمياً من جامعة سيول الوطنية يقوده البروفسور وو سوك هوانغ تمكن من استنساخ أجنة بشرية، باستخدام الأسلوب الذي استنسخت فيه النعجة الشهيرة دوللي 1997 والذي يُعرف علمياً بأسلوب "نقل النواة". أخذ الفريق نوى من خلايا عادية من النسوة ونقلها الى بويضاتهن بعد تفريغ كل بويضة من محتوياتها. اي ان كل امرأة اعطت جنيناً مستولداً من خلاياها هي بالذات! ويمكن ان يثير هذا الامر نقاشات لا حصر لها. خلايا للشفاء وصنع الاعضاء يقول الثلث الثاني من الخبر نفسه إن الاجنة المستنسخة عاشت لمدة أسبوع تقريباً فظهرت فيها خلايا المنشأ Stem Cells التي تعتبر من أهم ما يسعى اليه علماء الوراثة والطب في العالم. انها المرة الاولى ايضاً التي يتأكد فيها ان جنيناً بشرياً مستنسخاً يمكن ان يعيش لأكثر من أسبوع. في تجربة 2001، لم يعش الجنين اكثر من بضع دقائق. ولا يمكن الجزم في مزاعم "كلونيد" عن استنساخ كامل، لان الشركة لم تقدم ابداً اي دليل على ذلك. لذا، فانها المرة الاولى التي يثبت علمياً عيش الجنين المستنسخ هذه المدة. واستخدم فريق وو هوانغ 242 بويضة اخذت من 16 امرأة ونجح الاستنساخ في ثلاثين حالة، اي بمعدل 12 في المئة تقريباً. وفي الثلث الأخير من الخبر، إن خلايا المنشأ أُخِذَتْ من الاجنة البشرية وزرعت في فئران المختبر، لبعض الوقت، لكي يتأكد العلماء من صلاحيتها للعمل. والمعلوم ان خلايا المنشأ هي نوع اساسي من الخلايا، تظهر عندما يصل الجنين الى عمر الأسبوع تقريباً. بعد ذلك، تنشط تلك الخلايا لتؤدي مهمتها الأساسية: صُنع الأعضاء التي تُكَوِّن الانسان. وهكذا، يتجمع بعضها ليصنع القلب او الأعصاب او الدماغ او العظام او غيرها. انها المصدر الأساس الذي تأتي منه كل اعضاء جسم الانسان. ولهذا السبب بالذات يلهث خلفها العلماء. فمن الناحية المبدئية، يمكن خلايا المنشأ ان تعطي اي نسيج وأي عضو. اذا تلفت الكلية او البنكرياس او القلب، يمكن خلايا المنشأ تعويضها. لذا، تشكل خلايا المنشأ ينبوعاً ثرياً للشفاء من امراض مثل الباركنسون والسكر والفشل الكلوي وغيرها، اضافة الى كونها خزاناً هائلاً للاعضاء البديلة. وفي التجربة الكورية، اخذت نواة الخلية من كل امرأة وزرعت في بويضات من المرأة نفسها. وبمعنى آخر، فان الجنين الناتج من الاستنساخ يحمل مواصفات الجسم الذي استنسخ منه نفسها. واذا زرعت خلايا المنشأ، او ما تعطيه من اعضاء وأنسجة في ذلك الجسم، فالأرجح ألا يرفضها لأنها مأخوذة منه أصلاً ومتطابقة معه و"منسوخة" عنه! ماذا عن الرجال؟ هل يمكن استعمال خلايا المنشأ لجسد "صُنِعَت" منه؟ هذه الامور ما زالت موضع جدل علمي. وفي المقابل، اكد الفريق الكوري الجنوبي ان من الخبل استخدام هذه التقنية في استنساخ جنين بشري كامل. ودعا الى فرض حظر عالمي شديد على استنساخ البشر.