أعلن الباحثون في كوريا الجنوبية أمس الخميس عن نجاحهم في استنساخ جنين بشري قالوا إنهم يستطيعون أن يستخلصوا منه خلايا الجذع الجنينية لاستخدامها في أغراض علاجية، حسبما أوردت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، لكن خبراء حذروا من أن الامل في استخدام مثل هذه التقنيات في علاج طبي موجه حسب الحاجة لا يزال بعيد المنال. وقال د. هوانج وو سوك، الباحث بالجامعة الوطنية في سول، وفريقه إنهم نجحوا في تشكيل الجنين البشري باستخدام بويضات وخلايا ركامية تبرعت بها إحدى السيدات الكوريات. وقال هوانج قائد فريق الدراسة في بيان: طريقتنا تفتح الباب لاستخدام هذه الخلايا المطورة بطريقة خاصة في مجال طب زراعة الانسجة. وكتب د. هوانج في مجلة ساينس التي تصدر اليوم الجمعة قائلا إن فريقه استخدم عملية تسمى النقل النووي التي تشمل إزالة نواة خلية البويضة ووضع نواة خلية ركامية بدلا منها. وقال الباحثون إنهم استنسخوا كلا من السيدات اللاتي خضعن للتجربة باستخدام بويضتها هي وخلاياها الركامية، ومن ثم فإن الاجنة المستنسخة يشبه كل منها المرأة التي استنسخ منها بنسبة مائة في المائة. ويعتقد العلماء أن خلايا الجذع هي لبنات بناء الجسم البشري إذ في مقدورها أن تتطور لتصبح أي نوع آخر من الخلايا أو الانسجة شريطة ظروف معينة. ويأمل العلماء أن يستغلوا هذا البحث في إجراء استنساخ لاغراض علاج أصحاب الامراض المستعصية. وقال د. هوانج إن هذه هي المرة الاولى التي يجرى فيها تحويل خلايا الجذع الجنينية إلى وحدات عصبية. وقد وصل هوانج إلى سياتل بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يعلن نتائج بحثه على الصحافة اليوم الجمعة. غير ان منتقدي هذه الطريقة قالوا انها تنطوي على تدمير الجنين البشري مهما كان صغيرا وعلى هذا فانها غير اخلاقية. وتسعى ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ومؤيدوها في الكونجرس الى حظر هذه التكنولوجيا في الولاياتالمتحدة والخارج على حد سواء. ولم يحاول اعضاء الفريق العلمي الكوري استنساخ انسان لكنهم كانوا يسعون وراء تقنية تسمى الاستنساخ العلاجي. ويتمثل جوهر هذه التقنية في أخذ عينة من جلد او دم مريض واستخدامها لتنمية أنسجة أو أعضاء أو مجموعات من الخلايا الملائمة على أفضل وجه. ويمكن نظريا استخدام هذه التقنية في علاج مرضى السكري بابدال خلايا البنكرياس التالفة وفي علاج أمراض المخ مثل الشلل الرعاش والزايمر او حتى لاصلاح الحبل الشوكي. ووصف العلماء في مجلة ساينس كيف توصلوا لاستنساخ عدة أجنة باستخدام بويضات وخلايا ركامية تبرعت بها نساء من كوريا الجنوبية. وتوجد الخلايا الركامية في المبايض وتقوم بدور ممتاز على نحو خاص في تجارب الاستنساخ في بعض الحيوانات. وينزع الباحثون النواة من خلايا البويضة ويزرعون بدلا منها نواة الخلية الركامية. وتضم النواة 99 في المائة من الحامض النووي (دي.ان.ايه) للانسان. بعد ذلك استخدم الباحثون محفزا كيميائيا لتبدأ البويضة في النمو كما لو كانت قد خصبت بحيوان منوي. ونجح العلماء الكوريون في الحصول على خلايا منشأ من جنين واحد فقط من 30 خلية بلاستوسيست وهي خلايا منشأ تؤخذ من اجنة عمرها ايام كانوا قد جعلوها تنمو خلال التجربة. وهم لا يعرفون السبب في ذلك. لكن خلايا المنشأ التي استخرجوها نمت مكونة عدة أنواع مختلفة من الانسجة بينها انسجة عضلية وغضروفية. وتوجد خلايا المنشأ في أنحاء جسم الانسان وهي نوع من الخلايا الرئيسية التي يمكن ان تنمو لتكون أنواعا مختلفة من الانسجة. الا ان خلايا المنشأ في البالغين يصعب العثور عليها والتعامل معها. ويرى علماء كثيرون ان التوقعات تكون أعلى بالنسبة لخلايا المنشأ المأخوذة من اجنة. فمن الممكن توجيه كل واحدة لتصبح أي نوع من الخلايا والانسجة على الاطلاق عندما تجري تنميتها بالشكل اللازم. وقد استنسخ العلماء نعاجا ومواشي وفئرانا وانواعا اخرى ولكنهم لم يتمكنوا من استنساخ انسان. وفي العام الماضي قالت شركة في ماساتشوستس بالولاياتالمتحدة وهي شركة ادفانسيد سيل تكنولوجي انها استنسخت جنينا بشريا ولكنه لم يستطع النمو بما يكفي لكي يكون مصدرا لخلايا المنشأ. وخلايا المنشأ موجودة في كل انحاء الجسم وهي نوع من الخلايا الرئيسية. ولكن خلايا المنشأ لدى البالغين يصعب الحصول عليها والعمل عليها. من جهة أخرى، في أستراليا، أعلنت شركة كلونيد التي تزعم انها قامت بعمليات استنساخ بشرية ان سادس طفل مستنسخ ولد في استراليا في الخامس من الشهر الحالي. وقالت الشركة التي لها صلات بحركة الرائيليين التي مقرها سويسرا في موقعها على الانترنت ان المولود وهو ذكر هو الاول في سلسلة جديدة من الاطفال المستنسخة. الا أن السلطات الطبية والعلمية الاسترالية وسياسيين رفضوا ذلك الزعم. وقال وزير الصحة الاسترالي توني ابوت أمس الخميس: أعتقد ان هذا هو المقابل الطبي لقصة الاجسام الطائرة مجهولة الهوية. وأضاف ابوت قائلا: أنا لا اؤيد الاستنساخ فهو عمل غير مشروع وغير اخلاقي وخطير. وأعلنت كلونيد عن ولادة أول طفل مستنسخ وهو انثى سمتها حواء لامرأة أمريكية في عام 2002. وعلى الرغم من تقديمها بعض الصور الا انها لم تقدم دليلا من الحمض النووي لدعم مزاعمها. وادعت كلونيد انها نجحت في اتمام ثماني حالات حمل بأجنة مستنسخة من أصل 20 عملية زراعة في رحم النساء في سلسلتها الجديدة من عمليات الاستنساخ. وقالت كلونيد في بيانها على الانترنت: ولد أول طفل من هذه السلسلة بكامل صحته ووثقها طبيب أطفال اليوم (أمس) في سيدني. وأضاف البيان قائلا: من المتوقع أن يولد الاطفال السبعة الباقون في الاسبوعين القادمين.. وقالت بريجيت بواسلييه رئيسة مشروع كلونيد لوسائل اعلام محلية ان الطفل المستنسخ ولد لابوين عقيمين يعيشان في منطقة سيدني. الا ان بيان الشركة على الانترنت قال ان الحمل لم يتم في استراليا ولهذا فهو لا يخضع للقوانين المحلية التي تحظر الاستنساخ.