تعتقد الفنانة الشابة مي عز الدين بأن تجارب البطولات النسائية حالياً في السينما، على رغم محدوديتها، تعد مؤشراً جيداً الى ثقة القائمين على هذه الصناعة في "موهبة الفنانات الشابات" و"قدرتهن على تحمل مسؤولية البطولة المطلقة" في الفترة المقبلة. وكانت عز الدين بدأت حياتها الفنية قبل ثلاث سنوات، وهي بعد طالبة في كلية الآداب في جامعة الاسكندرية من خلال فيلم "رحلة حب" من بطولة المطرب محمد فؤاد وإخراج محمد النجار. وبعده أسند إليها المخرج مجدي أبو عميرة دور فرح ابنة الفنانة يسرا في مسلسل "أين قلبي"، ونجحت من خلال تلك الشخصية في إبراز موهبتها كفنانة متمكنة من أدواتها. ثم شاركت عبلة كامل ومنة شلبي أول بطولة نسائية على شاشة السينما في فيلم "كلم ماما" من إخراج أحمد عواض. وهي تنتظر حالياً عرض "فرح" من إخراج أكرم فريد و"كيمو وأنتيمو" من إخراج حامد سعيد، كما تنتظر الفرصة المناسبة للوقوف فوق خشبة المسرح. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: ماذا عن دورك في فيلم "كيمو وأنتيمو"؟ - يشاركني بطولة الفيلم المطرب الشاب عامر منيب وطارق عبدالعزيز ووحيد سيف ورانيا الناظر وأجسد فيه شخصية سامية ابنة صاحب "بنسيون" متواضع تمضي حياتها في استقرار بين دراستها الجامعية ومساعدة والدها في تلبية احتياجات النزلاء، إلى أن يحضر للإقامة في البنسيون الشاب السكندري "كيمو" يلعب دوره المطرب عامر منيب، الذي جاء إلى القاهرة للبحث عن فرصة لإبراز موهبته في الغناء، وتنشأ بينهم القصة حب جميلة وتقف هي إلى جانبه في مواجهة الكثير من الصعاب حتى ينجح ويصبح مطرباً شهيراً. إلى أي مدى تتشابه تلك الشخصية مع شخصيتك في فيلم "رحلة حب"؟ - لعل التشابه الوحيد بينهما يكمن في كون البطلة تعيش قصة حب مع شاب يبحث عن فرصة لإبراز موهبته في الغناء، ولكن هناك فروقاً جوهرية كثيرة في سمات كل شخصية وهو ما شجعني على تجسيد هذا الدور. ملامحك تجعلك أقرب الى أدوار الفتاة الرومانسية الحالمة؟ - قد يرى البعض أن ملامح وجهي تجعلني أقرب الى تجسيد أدوار بعينها ولكنني أرفض أن يحصرني المخرجون في قالب فني واحد، فأنا أعشق التنوع. تجسدين دور البطولة في فيلمك الجديد "فرح"، ماذا تقولين عنه؟ - العمل يعد أول بطولة مطلقة لي على شاشة السينما وهو من تأليف محمد نصر وإخراج أكرم فريد. وألعب من خلاله شخصية مدرسة شابة تؤمن بالكثير من الأفكار العصرية خصوصاً في طرق تربية الأطفال وتعليمهم. لكنها تصطدم في سبيل تطبيق أفكارها بكثير من المسؤولين عن التعليم ويتم نقلها إلى مدرسة في منطقة عشوائية كنوع من العقاب، فترفض الاستسلام وتعمل جاهدة على تطبيق أفكارها في مدرستها الجديدة وتنجح في جمع الأطفال من حولها ودفعهم إلى النجاح والتفوق. ما الذي جذبك إلى هذه الشخصية؟ - الشخصية أقدمها للمرة الأولى، ما كان له الدافع الكبير في قبولها، كما أن العمل يعد بطولة مطلقة لي على شاشة السينما وهو ما تحلم به أي فنانة شابة. ألم تخشي من العمل مع مخرج شاب في أولى تجاربه السينمائية؟ - على الاطلاق، فأكرم فريد مخرج يمتلك أدواته جيداً، كما أن كثراً من النجوم الكبار عملوا من قبل مع مخرجين في أولى تجاربهم وحققت أعمالهم نجاحات باهرة. "كيمو وأنتيمو" و"فرح" فيلمان من المنتظر عرضهما قريباً، ماذا تتوقعين لهما من نجاح؟ - من الصعب جداً توقع نجاح أي عمل فني، فهو أمر يخضع لعوامل كثيرة لا دخل للفنان بها مثل الدعاية وتوقيت العرض المناسب وعدد دور السينما التي تعرض الفيلم وهي أمور خاصة بجهتي الانتاج والتوزيع. وأتمنى أن ينال الفيلمان استحسان الجمهور. نسائيات هل تعتقدين بعودة البطولة النسائية الى السينما؟ - لا أخفي سعادتي بعودة الأفلام ذات البطولات النسائية مثل "كلم ماما" من بطولتي ومنة شلبي ودنيا ومها أحمد والعملاقة عبلة كامل، و"حب البنات" من بطولة ليلى علوي وحنان ترك وهنا شيحة. كما أن منى زكي وعبلة كامل تقدمان "خالتي فرنسا" وحنان ترك وهند صبري تقدمان "أحلى الأوقات" وداليا البحيري مع المخرجة إيناس الدغيدي "الباحثات عن الحرية". وأعتقد أن كل هذه التجارب تعد مؤشراً جيداً الى اتجاه القائمين على صناعة السينما الى منح ثقتهم كاملة الى نجمات جيل الشباب لإثبات مقدرتهن على تحمل البطولة المطلقة لأي فيلم من دون خوف من الفشل. ما العمل الأقرب إلى قلبك؟ - أنا أحب كل الأدوار التي قمت بها، ولو لم أحبها لما كنت قدمتها أساساً، فأنا لست مضطرة للقبول بأدوار لا ترضيني ولا أرضى عنها. هل يعني هذا أن من الممكن أن ترفضي أدواراً لا ترين نفسك فيها؟ - بالتأكيد، فأي دور يعرض عليّ، ولا أشعر بأنه سيحقق لي المتعة الفنية ولن أحقق من خلاله ما أطمح الى تحقيقه من أعمال فنية ذات قيمة، سأرفضه على الفور. ولكن الكثيرات من نجمات جيل الشباب يقبلن أي دور يعرض عليهن لمجرد الوجود على الساحة الفنية وعدم الابتعاد عنها؟ - أعتقد أن كل فنان يتحمل تبعات اختياراته ويبقى الحكم في نهاية الأمر للجمهور. أين موقعك بين بنات جيلك؟ - لا استطيع أن أضع نفسي في مقارنة مع أحد، فهناك الكثيرات من الفنانات الشابات أبدعن في تجسيد أدوارهن والتعبير عنها بصدق استشعره الجمهور فأصبحن نجمات، وهناك أخريات تعاملن مع الفن على أنه مجرد كلام يحفظ ويعاد ترديده أمام الكاميرا فكانت النتيجة أن فشلن فشلاً ذريعاً. فالجمهور المصري ذكي جداً يستطيع من أول مشهد للفنان أن يميز بين من اجتهد في تجسيد دوره والتعبير عنه وبين من بخل في بذل الجهد اللازم لذلك، وأنا شخصياً أجتهد في عملي من دون الالتفات إلى مقارنته بما تقدمه الأخريات. طموحات هل تشعرين بأنك تحققين طموحاتك الفنية؟ - أنا سعيدة بما وصلت إليه، فعلى حداثة عمري الفني مقارنة بغيري وفقت في تقديم أعمال لاقت نجاحاً وقبولاً عند الجمهور والنقاد. أين أنت من الدراما التلفزيونية؟ - أنا في انتظار عرض المسلسل الجديد "الحقيقة والسراب" الذي انتهيت من تصويره قبل شهر رمضان الماضي وحالت شروط الجهة المنتجة دبي للإنتاج الإعلامي دون عرضه حتى الآن على شاشة التلفزيون المصري. وأجسد فيه شخصية منال الطالبة الجامعية المدللة التي تعيش الحياة بسطحية شديدة نظراً الى تشبعها بأفكار أمها تاجرة الموبيليا التي تعتقد أن المال هو أهم ما في الحياة وهو مصدر السعادة والأمان. ونتيجة لإغداق أمها عليها بالمال تتعالى على كل من حولها وتهمل دراستها وتدفع الثمن رسوبها أكثر من مرة إضافة الى أنها تمر بقصة حب فاشلة تتسبب لها في أزمة نفسية حادة. والعمل يجمعني بنخبة من كبار النجوم مثل يوسف شعبان وفيفي عبده وطارق لطفي وأحمد زاهر وسمية الخشاب، وهو عن سيناريو وحوار سماح الحريري وإخراج مجدي أبو عميرة. سبق لك العمل مع المخرج مجدي أبو عميرة في مسلسل "أين قلبي" ماذا تقولين عنه؟ - من دون مبالغة أعتبر أبو عميرة بمثابة الأب الروحي وأدين له بالكثير من نجاحاتي الفنية فهو مخرج كبير يعرف جيداً كيف يفجر طاقات الممثل الذي يقف أمامه ويضيف إليه بخبرته المزيد، وأنا أعتبر تجربتي السابقة معه في مسلسل "أين قلبي" من المحطات المهمة في حياتي الفنية وأتمنى أن أحظى بالعمل معه مرات كثيرة. ألا تعتبرين وجودك في الدراما التلفزيونية خطراً على وجودك كنجمة سينمائية؟ - بالتأكيد لا، وكل الدلائل الحالية تؤكد كذب مقولة أن التلفزيون يحرق نجومية الفنان في السينما، فها نحن نرى منذ أعوام اتجاه كبار نجوم السينما إلى الدراما التلفزيونية من دون أن ينقص هذا من جماهيريتهم السينمائية والأمثلة على ذلك كثيرة وفي مقدمهم النجم الكبير عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وليلى علوي وغيرهم، كما أن نجوم جيل الشباب أشرف عبدالباقي وحنان ترك ومنى زكي اتجهوا أيضاً الى الدراما التلفزيونية إلى جانب تألقهم في السينما والمسرح، وأنا أؤمن بأن العمل الجيد في أي مجال هو الذي يفرض نفسه على الفنان ويفسح له الطريق للدخول والتربع في قلوب الجماهير من دون أن يخشى أن يطغى وجوده في الدراما التلفزيونية على نجوميته في السينما أو العكس.