أكد مصدر مطلع على المشاورات الاميركية - الاوروبية حول مستقبل الديموقراطية في العالم العربي ل"الحياة" امس، وجود "تفاهم" بين الجانبين حول ضرورة تشجيع مسار الديموقراطية في الشرق الاوسط، وذلك "بالتعاون مع دول المنطقة وفقاً لخصوصيات كل منها". وأوضح المصدر نفسه أن سلسلة الاجتماعات التي عقدها خبراء الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي في غضون الاسابيع الماضية في كل من بروكسيل وواشنطن، مكنت من تقريب وجهات النظر بين الجانبين. ونسب المصدر الاوروبي الى خبراء في الادارة الاميركية قولهم إن الرئيس جورج بوش مصمم على "تعزيز الديموقراطية في الشرق الاوسط وسيعتبر التحولات السياسية في المنطقة احد المحاور الرئيسية في السياسة الخارجية لبلاده في حال فاز بولاية ثانية". ويصر الجانب الاوروبي في المشاورات الجارية على أن مشكلة النزاع العربي - الاسرائيلي تمثل الحجر الاساس، بالنسبة الى عملية الاصلاح السياسي في منطقة الشرق الاوسط، فيما يرى مسؤولون في ادارة بوش أن "عملية الاصلاح السياسي في المنطقة قد تساعد في احلال السلام". وأوضح المصدر الاوروبي أن خبراء اميركيين اقترحوا في المشاورات مع الولاياتالمتحدة وضع اعلان يتضمن المبادئ نفسها التي تضمنتها معاهدة هلسنكي عام 1974. وكانت المعاهدة اسهمت في تحسين اوضاع حقوق الانسان في بلدان المعسكر الاشتراكي، وتعد احدى الآليات التي قادت الى انهيار منظومة وارسو. ويحذر الاوروبيون من تعميم وصفة الديموقراطية لحل مشاكل منطقة الشرق الاوسط الذي يمتد حسب المبادرة الاميركية من نواكشوط الى اسلام آباد. وقال المصدر الاوروبي ل"الحياة" إن المشاورات تمكنت الى الآن من اقناع ممثلي وزارة الخارجية والادارة الاميركية ومجلس الامن القومي ب"ضرورة اعتبار خصوصيات كل بلد وكذلك الاقتناع بأن التغيرات السياسية لا تفرض من الخارج". وتطورت محادثات الخبراء الاوروبيين والاميركيين حول مستقبل المنطقة الى حد اختيار العبارات والمفاهيم. وقال المصدر ذاته إن هذه المنطقة على سبيل المثال "تفضل مفهوم التحول على مفهوم الديموقراطية". ويتوقع ان يوسع البحث في مشكلة نقص الديموقراطية في المنطقة العربية في اطار المنتديات الدولية في مواعيدها المقبلة. ويتطلع الجانب الاميركي الى ان تصدر القمة المقبلة للبلدان الغنية الثمانية بياناً يدعو الى دفع الاصلاحات السياسية في منطقة الشرق الاوسط وقد تفعل القمة التي سيعقدها حلف شمال الاطلسي ناتو في نهاية شهر حزيران يونيو المقبل في اسطنبول الشيء نفسه. ويتوقع ان يعرض حلف شمال الاطلسي على البلدان العربية "توسيع التعاون المشترك لمكافحة الارهاب وحماية الحدود الخارجية وعمليات حفظ السلام وعمليات الطوارئ والكوارث الطبيعية وكوارث التلوث".