كشف مسؤولون اميركيون امس، ان تحقيقات الكونغرس ووكالة الاستخبارات الاميركية سي. آي. اي في شأن تقارير الاستخبارات قبل الحرب على العراق، والتي تحدثت عن امتلاك النظام العراقي المخلوع اسلحة دمار شامل وعن ارتباطه ب"الارهاب العالمي"، لم تعثر على ادلة تفيد ان محللي "سي. آي. اي" عدّلوا استنتاجاتهم بناء على ضغوط سياسية "حقيقية" او "مبطنة" مارسها البيت الابيض. جاء ذلك في وقت تواجه "سي. آي. اي" انتقادات جديدة في تقرير قدمه ريتشارد كير نائب المدير السابق للوكالة، اكد فيه وجود "خطأ جدي" في شأن استنتاجات الوكالة قبل الحرب، في اتجاه الى ادانتها بدلاً من الادارة التي تواجه استحقاق الانتخابات الرئاسية. وقال كير في تقريره "السري" إن مسؤولي "سي. آي. اي" لم يستقوا العبر من فشل تقاريرهم السابقة. واضاف ان تحليل التقارير اظهر انها متناسقة طوال فترة ما قبل الحرب، في اشارة الى عدم وجود ضغوط سياسية. وتعكس استنتاجات كير التي تأتي في اعقاب تصريحات الرئيس السابق للمفتشين الاميركيين ديفيد كاي، نتائج تحقيقات اجرتها لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، بناء على مقابلات مع جميع المحللين الضالعين بتقويم برامج اسلحة الدمار الشامل العراقية وارتباط النظام السابق ب"الارهاب". وكان رئيسا اللجنتين السيناتور بات روبرتس جمهوري والنائب بورتر غوس جمهوري ومسؤولون آخرون في الكونغرس صرحوا اخيراً بأنهم لم يعثروا على اي دليل يثبت ان المحللين صمموا استنتاجاتهم لتناسب "رغبة علنية" للبيت الابيض في تبرير الحرب على العراق. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" ان الاستنتاج بأن المحللين لم يرضخوا للضغوط السياسية، لا يجيب عن تساؤل كثيرين في شأن هفوات تضمنتها تقارير الاستخبارات. وكان كاي اكد امام لجنة في مجلس الشيوخ انه لا يعتقد بأن النظام العراقي المخلوع كان يمتلك اسلحة دمار شامل قبل الحرب، كما طالب بتحقيق مستقل في تقارير الاستخبارات الاميركية التي استنتجت العكس. وكشفت الصحيفة ان محللين في الاستخبارات اشتكوا قبل الحرب على العراقمرات بسبب ضغوط "شعروا" بوجودها، مورست بهدف التوصل الى "نتائج معينة". واضافت ان بعض المحللين شكا ايضاً العام الماضي لمسؤولين رفيعي المستوى اثر زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي مرات مقر "سي. آي. اي"، للتحقق من دراساتهم لبرامج اسلحة الدمار الشامل العراقية، وعلاقات النظام السابق بتنظيم "القاعدة". كما ابلغ محللون في وكالة الاستخبارات الدفاعية المحققين أنهم شعروا بضغوط تمارس عليهم، بعدما استجوبهم مسؤولون مدنيون ب"الحاح" في شأن عثور تحليلاتهم على "محاولات" فقط لاقامة علاقات بين النظام العراقي و"القاعدة". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الكونغرس ان المحللين اكدوا انهم لم يرضخوا لأي من تلك الضغوط. وتحقق "سي. آي. اي" ولجنتا الاستخبارات في الكونغرس وفريق كير ومجلس الاستخبارات الخارجية الاستشاري للرئيس، في سبب انحراف تحليل الاولى عن الواقع. وسبق ان توصلت لجنتا الاستخبارات الى ان محللي "سي. آي. اي" بالغوا في الاعتماد على معلومات استخباراتية "قديمة"، اضافة الى معلومات اخرى قدمها مخبرون غير "موثوق بهم". وكان الرئيس جورج بوش قال اول من امس إنه يرغب في الانتظار من اجل مقارنة تقارير الاستخبارات قبل الحرب بنتائج عمليات التفتيش الجارية في العراق. ولا توجد مهلة محدد يلتزم بها هؤلاء المفتشون، ما يوفر له مزيداً من الوقت بانتظار الانتخابات الرئاسية. ومن جهة ثانية، صرح الرئيس السابق لفرق التفتيش الدولية رولف ايكيوس بأنه "لم يفاجأ ابداً" لعدم عثور فرق التفتيش في العراق بعد على اسلحة دمار شامل. واعتبر انها فرصة "ذهبية" للعودة الى تقارير الاستخبارات قبل الحرب التي تحدثت عن وجود هذه الاسلحة.