المختبرات العراقية "المتنقلة" للأسلحة المحظورة والتي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمام مجلس الأمن، قبل الحرب، كواحدة من الأدلة على برامج أسلحة الدمار الشامل… مجرد عربات إطفاء حرائق! هذا ما كشفه الألماني بيتر فرانك أحد أعضاء فريق التفتيش الذي غادر العراق عشية الحرب. وفي تصريحات تنشرها اليوم مجلة "دير شبيغل" الألمانية، اتهم فرانك واشنطن بتقديم أدلة مزيفة على امتلاك بغداد أسلحة محظورة، وقال إن ما قدمه باول في الجلسة الشهيرة لمجلس الأمن مجرد "خدعة كبيرة". وأشار إلى أن الوزير استخدم صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية في محاولة لإظهار شاحنات إزالة التلوث التي كانت تقف أمام خندق للذخيرة، كدليل على أن العراق كان يجرب أسلحة كيماوية هناك. "لكن زيارة قام بها المفتشون في وقت سابق، أثبتت أن الشاحنات كانت عربات إطفاء حرائق". وزاد ان المسؤولين الأميركيين ضخموا عدد الجنود والمعدات العراقية، وأن عملية تفتيش لقاعدة دفاعية جوية أظهرت أن الولاياتالمتحدة بالغت في عدد الطائرات هناك خمس مرات! وأكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ليل الخميس - الجمعة أن المعلومات الاستخباراتية كانت "جيدة"، واعداً باثباتها، لكن وكالة "اسوشييتد برس" نقلت عن مسؤولين في واشنطن، لم تحدد اسماءهم، أن آخر تقرير لاستخبارات البنتاغون في أيلول سبتمبر الماضي، أشار إلى عدم وجود دليل على امتلاك العراق أسلحة كيماوية راجع ص 2. وفي إطار تفاعلات "فضيحة" الأسلحة، نقلت "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي أمس عن مصدر قريب من أجهزة الاستخبارات البريطانية، أن المحيطين برئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وأحياناً بلير نفسه، طلبوا ست أو ثماني مرات من هذه الأجهزة إعادة كتابة ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية، لجعله "أكثر إثارة"، ما يسهّل كسب دعم واسع لشن الحرب على العراق. ودعا المفتش السابق سكوت ريتر الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني إلى "الاعتراف بالكذب، وإذا كانت الحرب حملة نبيلة لتخليص العالم من ديكتاتور مجنون، يجب أن يعترفا بذلك". وستعقد لجان في الكونغرس، منها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ جلسات استماع لإلقاء الضوء على سر أسلحة الدمار الشامل في العراق، ومعرفة هل مورست ضغوط سياسية على محللي وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه، كما أكد أخيراً مسؤول في الوكالة لصحيفة "واشنطن بوست". ونسبت "هيئة الإذاعة البريطانية" إلى رئيس لجنة التحقق والتفتيش انموفيك هانز بليكس قوله أمس: "مشاعر القلق المتعلقة بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية التي قد تكون في حوزة بغداد كانت حقيقية، ولكن كانت هناك مبررات أخرى، وهذا يدفع إلى التساؤل عن الأهمية الحقيقية لمسألة الأسلحة" في قرار شن الحرب.