أكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه "يريد معرفة الوقائع" عن وجود او عدم وجود اسلحة دمار شامل عراقية بعدما حمل الكونغرس على وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه لإخفاقها في الحصول على معلومات استخبارية دقيقة عن العراق في المرحلة التي سبقت شن الحرب التي اطاحت نظام صدام حسين. وقال بوش: "اريد ان اعرف الوقائع"، واضاف: "هناك شيء وحيد مؤكد نعرفه وهو ان صدام حسين كان يشكل خطراً، وخطراً متصاعداً". وجاء تقريرا لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ منسجمين مع ما خلص اليه مفتش الاسلحة السابق ديفيد كاي الذي أكد ان الوكالة تتحمل مسؤولية التحليل الخاطئ للمعلومات التي كان يجب ان تأخذ في الاعتبار احتمال ان يكون العراق تخلص من أسلحة الدمار الشامل التي كان يملكها قبل بدء الحرب. وقالت اللجنتان اللتان عملتا في شكل منفصل خلال الاشهر السبعة الماضية ان سي آي ايه "اعتمدت في شكل مكثف على معلومات استخبارية قديمة وغير موثقة، وعلى وسائل استخبارية عفا عليها الزمن، فضلاً عن استنادها الى صور اقمار اصطناعية وطائرات تجسس وتنصتها على اتصالات" بمعزل عن اي عملاء لها على الارض. وخلصت اللجنتان الى ان محللي الوكالة "فشلوا في اكتشاف حقيقة ان سلسلة القيادة العراقية المعنية بأسلحة الدمار الشامل تم تفكيكها وان العلماء العراقيين نفذوا خطة استهدفت اقناع صدام حسين بوجود اسلحة لم تكن موجودة بالفعل". وقال بات روبرتس، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للصحافيين، ان سي آي ايه "امسكت بأول الخيط ومضت من دون توقف، على رغم ان بعض المحللين حاولوا ان يراجعوا المسار الخاطئ من دون جدوى". وسعى البيت الابيض في هذه الاثناء الى تعديل موقفه السابق من مسألة الاسلحة العراقية، رغم انه استمر في القول إنه ليس بالامكان بعد التوصل الى استنتاجات نهائية حولها. وقالت مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ان "لدينا أدلة بأن هناك فارقا ما بين ما كنا نعرفه قبل دخول العراق وما وجدناه على الارض لاحقاً". واستدركت ان "ذلك ليس مستغرباً في بلد مغلق وشديد السرية مثل العراق، الذي كان دائما يسعى الى عمل كل شيء ممكن لخداع الاممالمتحدة والعالم". وكان كاي ابلغ الكونغرس ان الاشهر التي امضاها في البحث عن الاسلحة في العراق اقنعته بأن النظام العراقي لم يكن يملك اسلحة دمار شامل عشية الحرب. ودعا الى فتح تحقيق مستقل لمعرفة اسباب فشل وكالات الاستخبارات الاميركية على هذا الصعيد. وفتحت استنتاجات كاي والكونغرس الباب امام خصوم الرئيس الاميركي، خصوصاً الديموقراطيين للمطالبة باجراء تحقيق مستقل في فشل اجهزة الاستخبارات. لكن البيت الابيض أ ف ب، رويترز رفض مجدداً هذه الدعوات، وأكد ان اجراء تحقيق من هذا النوع غير وارد قبل انتهاء عمليات البحث التي يقوم بها الخبراء الاميركيون في الاسلحة الكيماوية والبيولوجية. وقال محللون انه بفضل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس سيكون امام بوش فرصة قوية لتجنب التحقيق الذي قد يجعل القضية تنشط في الانتخابات الاولية التي تمهد لانتخابات الرئاسة. وقال ستيفن وولت عميد كلية كينيدي للدراسات السياسية بجامعة هارفارد "تريد الادارة اقل قدر ممكن من الاهتمام بالعملية التي قالت على ضوئها ان الحرب ضد العراق فكرة صائبة. لجنة التحقيق قد تجعل القضية حية لعام آخر. وهذا اخر شيء يريدونه".