قال محلل اميركي سابق للمعلومات الاستخباراتية انه لم تتوفر للمحللين سوى معلومات قليلة موثوقة جداً لدى اصدارهم الحكم على امتلاك العراق اسلحة دمار شامل. واضاف ريتشارد كير النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات الاميركية "سي آي اي" انه على رغم الضغط الذي واجهه المحللون من المسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش التي كانت تعد لشن الحرب على العراق، لم يسع المحللون سوى الاشارة الى عدد من الامور غير المؤكدة في المعلومات الواردة في التقارير الداخلية للاستخبارات، لكنهم لم يضخّموا نتائج بحثهم. ويقول عدد من اعضاء الكونغرس الديموقراطيين ان الرأي العام لم يطلع على الشكوك التي عبّر عنها المحللون. ويقود كير فريقاً من ثلاثة ضباط كبار في الاستخبارات الاميركية يعكف حالياً على مراجعة طريقة عمل "سي آي اي" ووكالات الاستخبارات الاميركية الاخرى قبل الحرب. وقدم الفريق تقريراً الى مدير "سي آي اي" جورج تينيت، رفض الناطق باسم الوكالة التعليق على مضمونه، واكتفى بالقول انه استخلاص للعبر واعادة تقويم لطريقة العمل قبيل الحرب. ويقول كير ان التحقيق الذي اشرف عليه توصل الى ان اساليب عمل اجهزة الاستخبارات الاميركية متماسكة. واضاف ان الاجهزة توقفت عن الاطلاع مباشرة على برامج اسلحة الدمار العراقية منذ 1998 وان المعلومات المتوافرة لديها بعد هذه الفترة مستقاة من صور التقطتها الاقمار الاصطناعية ومعلومات اخرى من جواسيس ومعارضين عراقيين فارين لم تتح فرصة للتحقق من صحتها. وقال ان الاميركيين افتقروا الى معلومات ثابتة عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق. واضاف انه مع ذلك فإن المعلومات المتوافرة لم تجعل المحللين يصدرون حكماً بعدم وجود اسلحة دمار شامل. ولم يستبعد ان يتم العثور مستقبلاً على ادلة جديدة عن برامج الاسلحة العراقية، لكن لن تخرج فرق التفتيش العاملة داخل العراق حالياً بأي نتيجة.