سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن ليذهب الى الأمم المتحدة لو كانت الصحراء "مغربية مئة في المئة". إدريس البصري ل"الحياة": الحكم الذاتي في الصحراء ليس فكرة مغربية ولا يؤدي إلى تسوية نهائية 1 من 3
عرض وزير الداخلية المغربي السابق إدريس البصري، الرجل القوي في حكم الملك الراحل الحسن الثاني 1974-1999، في مقابلة مع "الحياة" في باريس، رؤيته لمشكلة الصحراء الغربية، وقال ان العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني كان يرى انه لو كانت الصحراء الغربية على المستوى الدولي وبصفة نهائية مغربية مئة في المئة "لما كنا طرقنا أبواب الأممالمتحدة". وأكد البصري في المقابلة التي تنشرها "الحياة" في ثلاث حلقات، بدءاً من اليوم، انه يتمسك بخيار حل مشكلة الصحراء عبر الاستفتاء، مؤكداً رفضه فكرة "الخيار الثالث" أو "الحكم الذاتي" التي وصفها بأنها فكرة "مخضرمة ومغشوشة" و"لا تؤدي إلى تسوية نهائية للمشكلة". وأقر بأن هذا الخيار "لم يكن يوماً فكرة مغربية بل هي فكرة أجنبية". واعتبر ان الولاياتالمتحدة تبنّت هذا الطرح ل"تدخل من خلاله إلى منطقة شمال إفريقيا". ودعا إلى إبعاد منطق المحاسبة عن العلاقة مع الجزائر ف"نحن لسنا في مسجد حتى نحاسب الجزائر على ما قامت به من خير إزاء المغرب أو العكس، لنعرف إن كنا سندخل الجنة أم لا؟". وفي ما يأتي نص الحلقة الأولى: كيف تقوّمون الوضع في الصحراء الغربية الآن، خصوصاً مع إقرار الأممالمتحدة بحال الانسداد التي تعترض تسوية النزاع في المنطقة والتي تسببت في استقالة المبعوث الشخصي للمنظمة الدولية جيمس بيكر؟ - الآن هناك مشكلة في الصحراء الغربية، وهناك قرارات دولية اتُخذت منذ 1967، أي منذ أن طالب المغرب بضرورة استرجاع أراضيه المستعمرة جنوباً من الأسبان، وهي آيت بوعمران إيفني والساقية الحمراء ووادي الذهب. والمغرب، بحكم عضويته في الأممالمتحدة، طالب باستفتاء تقرير المصير. وعندما أتحدث اليوم عن تقرير المصير فهذا ليس بجديد، بل هو مسعى قائم بذاته منذ سنة 1967 كطلب وكطريقة للتعامل مع هذه القضية. والمغرب عندما استرجع الصحراء على إثر "المسيرة الخضراء" واتفاقية مدريد الثلاثية التي جمعت موريتانيا والمغرب وإسبانيا، رأى أهمية تثمين تحرير الصحراء بإجراء استفتاء مصيري، وقد أيدت هيئة الأممالمتحدة هذا الخيار. وقام جلالة الملك الراحل الحسن الثاني - رحمه الله - بإيداع طلب رسمي أمام الملأ وفي مؤتمر دولي خلال قمة منظمة الوحدة الإفريقية في نيروبي وقال إن المغرب يقبل بإجراء استفتاء في الصحراء، بعدما كان الموقف الرسمي للمغرب يعتبر أن الصحراء انضمت للمغرب وبالتالي لا رجوع عن هذا الخيار ولا يحق لأي أحد من السكان ولا لأي دولة ان تطالب بإجراء استفتاء لتأكيد الأمر. وعلى رغم ذلك، قبل جلالة الملك الحسن الثاني، إرادة منه لتتميم وتكميل الوحدة بالكيفية الشرعية، إجراء الاستفتاء وطلب من الأممالمتحدة سنة 1986 أن تجري استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية علماً اننا نعتبر سكانها مواطنين مغاربة في الاقاليم المغربية. كنا نسمي هذه المنطقة بالصحراء المغربية ولو كانت فعلاً صحراء مغربية مئة في المئة لما كنا طرقنا أبواب الأممالمتحدة ولم نذهب إلى قمة منظمة الوحدة الإفريقية في نيروبي. أقصد أن هناك مصادر ومراجع دولية موجودة وهي معترف بها ويجب التعامل معها الآن بواقعية. وبالنسبة الى الذين يقولون الآن أن الطريق مسدود في الصحراء، فأنا أعتقد أن الطريق غير مسدود لأن آخر منجزات الأممالمتحدة وآخر قراراتها وهو القرار الذي صدر في 30 نيسان أبريل الماضي بالإجماع من مجلس الأمن، ويقول في حذافيره ومجمله وكذلك في مقتضياته: أن هناك مخطط تسوية لسنة 1991 أُعيد النظر فيه في هيوستن مع جيمس بيكر، وأن هذه الأرضية لا خروج عنها. وهناك مسألة ثانية، فالقرار الأممي يطلب من المغرب وجبهة "بوليساريو"، أي من طرفي النزاع، أن يقوموا باتصالات واتخاذ تدابير سياسية، إذا ما اقتضى الحال، لإيجاد الإطار وتسهيل مهمة إجراء استفتاء تقرير المصير. وبالنسبة اليّ شخصياً فهذه القرارات هي قرارات دولية لا يملك لا المغرب ولا الجزائر ولا "بوليساريو" ولا حتى إسبانيا، والذين هم جميعا أعضاء في الأممالمتحدة، حق الخروج عنها لأنها قرارات صادرة عن الأممالمتحدة وتجسّد الشرعية الدولية. تفتح خطة جيمس بيكر ضمن خيارات خطة التسوية المجال أمام ما أصبح يسمى ب"الحل الثالث" أو الحكم الذاتي في الصحراء. - صحيح، وأنا شخصياً كنت دائما من الناس الذين يناهضون الطريق الثالث لأنه في الواقع يرتكز على فكرة مخضرمة ومغشوشة من كل النواحي ولا تؤدي إلى التسوية النهائية للمشكلة. بل بالعكس سيعقد هذا المسعى الأوضاع أكثر، خصوصاً عندما يتحدثون عن حكم ذاتي واسع تحت رقابة دولية وتحت إشراف ورعاية الولاياتالمتحدةوفرنسا. فهذا الطريق الثالث أو الحكم الذاتي الواسع ستعطى فيه ضمانات أممية ودولية وتحت طائلة قرارات ملزمة للمغرب في هذه المنطقة، وسيعتبر المغرب ذلك انتقاصاً من أرضه وترابه وتقليصاً لسيادته، ولا يصبح له بعد ذلك حتى حق تسيير أموره الداخلية في الصحراء. وسترسل بعدها الأممالمتحدة من يراقب الحكم أو الاستقلال الذاتي، وهو ما يدفع الصحراويين إلى الانتفاضة ضد قرارات الرباط والحكومة المركزية. ونحن، بحكم التجربة، نعرف أن كل من مرّ على طريق الحكم الذاتي وصل إلى الاستقلال وليس إلى الاندماج، ولم يحدث في التاريخ عكس ذلك. وأنا أقول، وأنا وطني ومغربي، لماذا نعطي للأخوة الصحراويين هذا الحكم بضغط من الخارج؟ وبصراحة، أنا لا يمكن أن أقبل بهذا الضغط حتى ولو توافرت كل الضمانات الخارجية. وعندما أتكلم معك فأنا من الشاوية وهي ناحية الدار البيضاء وهي القلب النابض للمغرب والريف هو رأس المغرب وسوس هو ثدي المغرب، فكيف نقبل بمنح الحكم الذاتي إلا إذا كان هناك من يرغب في أن يجعل من المغرب إمبراطورية مشتتة الأطراف. وحتى الأطراف الدولية التي تدعم هذا الخيار، لماذا لا تدعمه وتعمل به في تسيير شؤونها الداخلية؟ ولماذا لا تفكر الولاياتالمتحدة، مثلاً، في أن تمنح حكماً ذاتياً لمنطقة دالاس أو في منطقة ايلينوي أو آلاسكا وهي مناطق بعيدة عن المركز. فهم ينظمون شؤونهم الداخلية عبر فكرة الولاياتالمتحدة مع منح كل منطقة حقها، ويريدون لنا نحن إفساد الرأي والقرار. فعليهم أن يتكفلوا بشؤونهم الداخلية. وحتى فرنسا التي تدعم هذا الخيار لماذا يا ترى لا تعطي حكماً ذاتياً لمنطقة كورسيكا أو منطقة لا بروتان. وحتى القُطر الجزائري الشقيق له مكونات بشرية جهوية وبشرية، ولدى الاخوة الجزائريين منطقة القبائل فمثلاً لها تكوينها وهويتها لكن لا يقبل أن يعطي الحكم الذاتي للقبائل لأن ذلك سيدفع الميزابيين والشاوية للمطالبة، من جانبهم، بحكم ذاتي. وكنت مع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني دائماً مدافعاً عن الوحدة. فالجزائر بلاد موحدة، ومصر بلاد موحدة، وليبيا بلاد موحدة، وموريتانيا بلاد موحدة. فلماذا "الحقرة" - وهي كلمة عزيزة عليكم أنتم الجزائريين - تجاه المغرب والرغبة في تمزيقه؟ وأقول شخصياً نحن في المغرب 31 مليون نسمة ونطالب بالأرض في الصحراء وبإخواننا البشر في هذه الاقاليم، وإذا قبلوا بنا وقبلنا بهم فلننظم الاستفتاء. وإذا كان المغرب ككل يضم 31 مليوناً من السكان والإخوان الصحراويون عددهم في الإحصاء الذي قامت به الأممالمتحدة يقدر بنحو 84 ألف نسمة، فأنا أتوجه إلى الحكومة المغربية وإلى حاكمنا في المغرب وإلى من يسيّر شؤون الحكومة مثل الوزير الأول السيد إدريس جطو والحكومة، وكل هؤلاء أحترمهم، لأدعوهم الى ان لهم أنه يقنعوا إخواننا في الصحراء بأن ينضموا إلى المغرب لانهاء المشكلة، وهذا الكلام ليست فيه خيانة. قلتم في تصريح أن الذين يحركون فكرة "الحل الثالث" إنما يتبنون سياسية إجرامية وخطيرة، هل من توضيح؟ هل تعتقد أن فكرة "الحل الثالث" فكرة أصلية في المغرب أم أنها فكرة وفدت إليكم من الخارج؟ - فكرة "الحل الثالث" لم تكن يوماً فكرة مغربية بل هي فكرة أجنبية وقد ظهرت في أوربا وأُوحي بها قبل أن تتبنى الولاياتالمتحدة هذا الطرح وتدخل من خلاله إلى منطقة شمال إفريقيا، وهي فكرة مستوردة. والمغرب عانى الكثير لتوحيد وجمع أطرافه. فالشمال كان تحت سيطرة إسبانيا، والجنوب كان تحت سيطرة إسبانيا وفرنسا، والوسط كان تحت سيطرة فرنسا. وعندما جمع أراضيه بكيفية صعبة في تلك الفترة كانت الفكرة أن نسترجع الأراضي لكن بالنقصان. وقد أخذت الولاياتالمتحدة زمام المبادرة لتضع أرجلها في منطقة شمال إفريقيا، وهي منطقة نعرف أنها كانت تحت مراقبة وتحت إشراف فرنسا حتى لا أقول تحت سيطرتها. الولاياتالمتحدة ترى ان المنطقة الجغرافية لها أهمية خاصة، فالتجارة في النفط والغاز قوية مع الجزائر والإطارات الجزائرية السامية التي تتولى إدارة شؤون البلاد تلقّى بعضها تكويناً في الولاياتالمتحدة. ونحن في المغرب لم نقدم للولايات المتحدة إلا الصداقة والكلام لأننا كنا أول دولة اعترفت بالولاياتالمتحدة في حكم السلطان محمد بن عبدالله، لكن ما عدا ذلك ليس لدينا معها بيع ولا شراء. والولاياتالمتحدة تبحث بالدرجة الأولى عن مصالحها، ونحن ليس لدينا ما نشتري من عندها، وهي ترغب في الإشراف على الجزائر وعلى المغرب وقد وفرت لها الأقدار قضية الصحراء الغربية فاستغلتها في شكل كامل خصوصاً أنها هي التي تعيّن المسؤولين المكلفين بالملف عن الصحراء من الأمين العام للأمم المتحدة إلى أدنى شرطي أو عسكري مكلف بوقف إطلاق النار. ومن خلال تطورات هذه القضية، تمكنت الولاياتالمتحدة من وضع أرجلها في المنطقة. وقد فهمت فرنسا هذا الأمر واختارت الجزائر حليفاً، والرئيس جاك شيراك والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة هما حالياً بصدد التحضير لتوقيع اتفاق صداقة ودفاع مشترك ودفاع إستراتيجي، وهذا شيء معروف. وعليه كان التفكير لدينا في المغرب أن يتم استقدام الولاياتالمتحدة إلى المنطقة عبر خيار "الحل الثالث" والحكم الذاتي لاستعمال الفتوى التي تقترحها. ونحن في الواقع لم نبحث ولا نبحث عن فتوى، لدينا أرضنا وعزيمتنا لندافع عن أنفسنا، وما نحتاجه أن نجد مع من نتحد ونقوّي أنفسنا، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا مع جيراننا في الجزائروموريتانيا وتونس وليبيا ومصر. هؤلاء هم الذين يشكلون بناء المغرب العربي. والحل ليس في أن نجلب إلى المنطقة أناساً إرادتهم الأساسية هي السيطرة على ثروات القوم أو تقديم الفتاوى. وأنتم تعرفون اتفاق التجارة الحرة "إيزنستات". السؤال الذي أطرحه ما الذي يمكن أن نقدمه أو نبيعه للأميركي خصوصاً أنه يمسكنا بمشروبات "كوكا كولا" ومأكولات "ماك دونالد"، وبعدها جاء إلينا بفكرة الديموقراطية في الشرق الأوسط الكبير؟ ولهذا أقول أن "الطريق الثالث" هو كيفية ازدواجية تفتح الباب لمجيء دول أخرى إلى المنطقة في شكل يصعب علينا - سواء في المغرب أو حتى على كل دول المنطقة بما في ذلك الجزائر - إخراجها منه مستقبلاً، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. يُنسب إلى الملك الراحل الحسن الثاني أنه كان يحرص أشد الحرص على استفتاء الصحراويين وأنه قال يوماً أنه مستعد للخروج من أراضي الصحراء وتمكين الصحراويين من استقلالهم إذا عّبروا في الاستفتاء عن رفضهم الاندماج بالمغرب؟ - هذا تصريح رسمي لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو مسجل لدى الأممالمتحدة ويعرفه الرأي العام في المغرب، وكلامه هذا قناعة راسخة لديه بمثل ما كان يعتقد أنه إذا جرى الاستفتاء في الصحراء يجب أن نفوز به. وأنا كنت بعد رحيل الملك من الوحيدين - وربما الوحيد - الذين كانوا يدافعون عن فكرة الاستفتاء لأنه من فكر جلالة الملك الحسن الثاني وأؤمن به الاستفتاء على أنه الحل الوحيد والنهائي لقضية الصحراء. ولا يجب هنا أن نعاتب الاخوة لأن الجزائر لو رفعت رجلها عن دواسة السرعة وتليّن موقفها من قضية الصحراء فستتحرك بعدها بوركينا فاسو أو مالي أو جمهورية الرأس الأخضر أو أي دولة أخرى للمطالبة بتطبيق الاستفتاء في الصحراء. وأنا أعتقد أنه يجب السير هونا وأن نكون من الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. فنحن لسنا الولايات لنضرب عرض الحائط قرارات الأممالمتحدة. وأنا أرى بأسف أن وسائل الإعلام المغربية تنقل الأخبار بكيفية محرّفة. فكلما كانت هناك قرارات في هيئة الأممالمتحدة ويأخذ المغرب درساً في الأممالمتحدة، نطالع بعدها في الصحف قرارات أخرى ونقرأ العكس. وهذه الصحف لا تفهم ذلك لأنها مسيّرة بهدف تضليل الرأي العام الداخلي وإحداث البلبلة لدى المجموعة المغربية لمحاولة تبييض النتائج على مستوى الأممالمتحدة. وأقولها بصراحة أن المسؤولين المكلفين ملف الصحراء لا يُطلعون جلالة الملك محمد السادس على حقيقة الوضع. فعندما تقرأ مثلاً قرار مجلس الأمن في 30 نيسان ابريل الماضي فهو يشير إلى مرجعية قراري سنة 1991 على أنها قائمة بذاتها وأن التعديلات التي أدخلها السيد جيمس بيكر قائمة بذاتها وان لا بد من إجراء استفتاء في آخر المطاف، سواء حصل الاتفاق على خطة الحكم الذاتي أم لم يتم الاتفاق حولها. وأعتقد أن موقف الجزائر الذي تعتبر أن مشكلة الصحراء الغربية مشكلة تصفية استعمار، هو موقف مبدئي، وسواء كان هذا الموقف على صواب أو خطأ فهذا أمر يخصها وحدها. نحن لسنا في مسجد لنحاسب الجزائر على ما قامت به من خير إزاء المغرب أو العكس، لنعرف إن كنا سندخل الجنة أم لا؟ فبالنسبة لي لا مجال للبيع والشراء في الأخلاقيات لأن هذه مصالح والجزائر تدافع عن مصالحها، وأنا عندما أقول أن الصحراء يجب أن تُدمج بالمغرب لتتميم وحدته الترابية فعلينا نحن الجزائريون والمغاربة مع إخواننا في الصحراء إيجاد مخرج إذا أردنا أن نتصالح في ما بيننا. أما إذا أردنا البقاء على هذه الحال فستضحك علينا الدول الأخرى. وبحكم خبرتي وتمرسي في الميدان لفترة طويلة وأيضا كمراقب متتبع للأحداث تاريخياً وحالياً وربما مستقبلياً،، أقول ان الجزائر - التي ما زالت متمسكة بضرورة تنظيم الاستفتاء - لو قالت غداً انها تخلّت عن موقفها هذا فإن جمهورية الرأس الأخضر سترفع إصبعها - وربما تقوم بذلك جمهورية كوسوفو أيضاً - لتطالب بإجراء الاستفتاء. وعليه، عليّ أن أقبل أن يأتي هذا المطلب من الجزائر لأنها جارتي وأهلها اخوتي بدل أن يأتي هذا المطلب من دول أخرى. وقناعتي أنه إذا عمل المغاربة وتجندوا فعلاً لتسيير الملف كمغاربة وتعاونوا مع الصحراويين، فإن لدينا كل المعطيات لنفوز بالاستفتاء. وهذه القضية ليس فيها لا خيانة ولا أي شيء آخر. لمّح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى أن غياب الجيل السابق عن مقاليد القرار في المغرب يعرقل المساعي للتوصل إلى توافق بين البلدين حول الصحراء الغربية؟ - فعلاً هذا كلام الأستاذ عبدالعزيز بوتفليقة لأنه أولاً صديق المغرب ورجالات المغرب وهو صديق جلالة الملك الحسن الثاني وهو من جيل الكفاح الوطني التحريري الذي قاده الإخوان في شمال إفريقيا بكل جدية. والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لا بد أن يكون له رأي في الأجيال أدام الله عمره إن شاء الله لسعادة الجزائر وخيرها وخير المنطقة المغربية ككل. فعلاً أن الإخوان الجزائريين - وأنا أسجل هذا في هذه اللحظة - عندهم دوام واستمرارية في المسؤولية في كل المرافق سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية أو إستراتيجية أو ديبلوماسية. وهذا ما يفسر نجاح الاخوة الجزائريين وفوزهم علينا في كل مرة في الديبلوماسية. لماذا؟ لأنهم يتابعون الأمور، وهذا نعرفه من خلال احتكاكنا معهم دائماً في كل وفد أو بعثة جزائرية إلى الدول أو المنظمات. الإخوان الجزائريون بتكوينهم في جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني وحرب التحرير، تعلّموا أولاً شيئاً أساسياً وهو الاستماتة في العمل، وتعلموا أيضاً احترام الشكليات اللاتينية - وهذا شيء مهم، أي أن كلمة تعادل كلمة. فهم عندما يحضّرون لائحة أو قرار يحتكون مع مقرر اللجنة والشخص الذي يتولى الصياغة ثم مع رئيس اللجنة حتى يضمنوا تمرير أفكارهم ومقترحاتهم في شكل كلي. أما عندنا فأسجل بأسف غياب المهنية كثيراً الآن.