استقرت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام امس ومالت الى الارتفاع قليلاً في بورصة لندن بعد ارتفاعها بنسب ملموسة خلال الاسبوع وسط مخاوف من نقص امدادات زيت التدفئة للشتاء فيما تستعد منطقة شمال شرقي الولاياتالمتحدة لموجة برد اخرى. وارتفع سعر عقود النفط الخام الاميركي الخفيف لشهر كانون الثاني يناير 5 سنتات الى 44.23 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية لبورصة نايمكس مقترباً من اعلى مستوى له في اسبوعين. وارتفع خام القياس الاوروبي"برنت"في عقود شباط فبراير الى 41.60 دولار للبرميل من 41.43 دولار اول من امس. وانهت الاسعار جلسة التعاملات في نيويورك الخميس مرتفعة سنتاً واحداً الى 44.18 دولار للبرميل محتفظة بالمكاسب التي سجلتها في اليوم السابق التي بلغت نحو ستة في المئة. وبذلك يكون الخام الاميركي، مع مكاسب امس، سجل حتى الساعة الثانية بتوقيت غرينيتش مكاسب تتجاوز تسعة في المئة مع انتعاش الاسعار من ادنى مستوى لها في خمسة شهور 40.25 دولار للبرميل الاثنين. وكانت الاسعار فقدت اكثر من 15 في المئة خلال سبعة اسابيع. واقبلت صناديق المضاربة الكبرى، التي كانت باعت على المكشوف للمرة الاولى منذ اكثر من عام، على الشراء لتغطية عقود البيع هذا الاسبوع، وحفزها على ذلك اتفاق"اوبك"على خفض مليون برميل يومياً من فائض المعروض في السوق. وقالت ادارة معلومات الطاقة الاميركية ان مخزونات زيت التدفئة في الولاياتالمتحدة هبطت 100 ألف برميل الى 49.9 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في العاشر من كانون الاول ديسمبر الجاري لتبقى منخفضة بنسبة 12.8 في المئة عن مستوياتها قبل عام. من جهة ثانية اعلنت وكالة أنباء"أوبكنا"ان سعر"سلة أوبك"ارتفع الخميس الى 36.84 دولار للبرميل من 36.47 دولار الاربعاء. وظل سعر السلة طيلة السنة فوق الحد الاقصى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولارا للبرميل. واعلنت منظمة"اوبك"ان الارتفاع في الاستهلاك الدولي للنفط يتباطأ لكن نقص امدادات المعروض من منتجين منافسين، مثل كنداوروسيا، سيدعم الطلب على خام"أوبك"هذا الشتاء. وتوقعت"أوبك"في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان النمو في الطلب سيبلغ 1.5 مليون برميل يوميا في السوق العالمية التي يبلغ حجمها 82 مليون ب / ي سنة 2005 مقارنة مع 2.5 مليون ب / ي السنة الجارية التي شهدت اسرع زيادة في الطلب منذ عام 1977. وقالت المنظمة"85 في المئة من الزيادة في الطلب على النفط جاءت من أميركا الشمالية والصين والدول النامية". وتابعت"نظرا لان اقتصادات هذه المناطق من المتوقع أن تشهد معدلات نمو أبطأ فان الطلب سنة 2005 يتوقع أن يتباطأ ليظهر زيادة معقولة". وعلى ذلك فان امدادات المعروض الاقل من المتوقع من خارج المنظمة تعني أن"أوبك"زادت تقديراتها للطلب على نفطها بمقدار 470 الف برميل يومياً الى 28.78 مليون برميل يوميا في الربع الاخير من السنة. وزيدت تقديرات الطلب على نفط"أوبك"في الربع الاول من سنة 2005 بمقدار 200 الف برميل يومياً الى 28.34 مليون برميل يومياً. وتابع التقرير"ان مشاكل فنية تتعلق بانتاج النفط الخام الصناعي في كندا وامدادات المعروض الاقل من المتوقع من روسيا دفعت"أوبك"الى خفض تقديراتها لامدادات المعروض من خارج المنظمة بمقدار 500 الف برميل يومياً الى 50.29 مليون برميل يومياً في الربع الراهن". ومن المقرر ان يجتمع وزراء"أوبك"في 30 كانون الثاني المقبل. وقال بعض الوزراء"قد يكون من المطلوب الاتفاق على خفوضات أخرى في الانتاج". ولا تزال تقديرات نمو الطلب السنة المقبلة اعلى من متوسطه في العقد الماضي لكن انخفاض قيمة الدولار يشكل خطراً على الاستهلاك سنة 2005 وبعد ذلك. وتتوقع"أوبك"نمواً بنسبة 6.4 في المئة في الطلب الصيني السنة المقبلة انخفاضاً من 14.2 في المئة السنة الجارية. وافاد تقرير"اوبك"أن الصين تشكل خطراً كبيراً على توقعات الطلب السنة المقبلة والسؤال الاساسي هو هل سيعود الطلب الصيني على النفط ومنتجاته لطبيعته سنة 2005". في سنغافورة قال متعاملون امس ان مشاكل انتاج في حقل نفط الشاهين القطري، الذي تبلغ طاقته الانتاجية أكثر من 200 الف برميل يومياً، أدت الى خفض الانتاج منذ بداية كانون الاول ديسمبر ما أدى الى تأخير وربما الغاء بعض الصادرات. مشاكل في الانتاج القطري وقال زبائن خام الشاهين"ان شحنته تأثرت بمشاكل انتاج لم تحدد وانه يحاول استبدال الشاهين بنوع آخر من الخام من قطر". وقال مشتر آخر انه تلقى اشعاراً من شركة"قطر للبترول"المورد الرئيسي تفيد أن حقل الشاهين يشهد بعض مشاكل الانتاج وتجرى مراجعة برنامج التحميل في كانون الاول. ولم يتضح بعد حجم الانتاج الذي تأثر بهذه المشاكل من انتاج الحقل الذي يراوح بين 200 الف و240 الف برميل يومياً. وترددت تكهنات في السوق بأنه لم يتم تحميل اي كميات من خام الشاهين حتى الآن هذا الشهر لكن لم يتسن تأكيد ذلك بعد. وتدير شركة مايرسك اويل الدنمركية حقل الشاهين. النفط العراقي وقالت مصادر ملاحية في لندن ان صادرات النفط العراقي من الشمال والجنوب تدفقت امس الجمعة بعد اعادة فتح ميناء جيهان التركي الذي أغلق بسبب العواصف. ويستقبل الميناء الصادرات العراقية من خط الانابيب الشمالي اعتباراً من مساء الخميس بعدما أغلق بسبب عاصفة في وقت مبكر الاربعاء.