يظل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة واحداً من أبرز القيادات الخليجية ويعد أرشيفا حافظاً لدورات كأس الخليج، يرأس حالياً اللجنة الأولمبية البحرينية، ونائباً لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين... كما يرأس اللجنة الإعلامية في الاتحاد العربي لكرة القدم. تجاوز ال70 وما يزال يملك ذاكرة متقدة خصوصاً عن تاريخ دورات الخليج، يجد متعة عند تقديم أي معلومة عن تاريخ الدورات، مجلسه الصباحي في ردهة فندق الريتز يحضره الجميع، في كل صباح يبدأ الإعلاميون الموجودون في الدوحة بزيارة الشيخ في مجلسه لسؤاله وأخذ تعليقاته حول آخر الأحداث... تواضع الشيخ يجعل الكثير يلقون السؤال بعيداً عن أخذ حسابات أخرى، لا يجد الشيخ غضاضة في الإجابة عن كل الأسئلة تارة بالصراحة وأخرى بالفكاهة، وفي حديثه لقناة الجزيرة حول ما قاله رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال من أن الإمارات ستنظم البطولة المقبلة في كرة القدم فقط ولن تدخل اللعبات المصاحبة قال الشيخ عيسى بلهجته البحرينية المحببة: "الأمر ليس بيد السركال، الأمر بيد كبار المسؤولين في الإمارات". وفي صباح اليوم التالي شاهدنا الشيخ عيسى يجلس إلى جوار السركال في مجلسه يتجاذبان أطراف الحوار. افتقد الشيخ في هذه الدورة جليسه الثاني الشيخ أحمد الفهد الذي ابتعد عن الرياضة وهمومها إلى البترول وارتفاعه وهبوطه، وقصر حضوره على مباريات منتخب بلده. عرف رياضيو المنطقة الشيخ عيسى مع رفيقيه الراحلين الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد وهو لا يزال يحن إلى تلك الذكريات "بعد رحيلهما أحسست بالوحدة على رغم تقدير الجميع لي وإحاطتهم بي، لكن ذكراهما تبقى في الذاكرة دائماً". وعن مشواره مع دورات الخليج يقول الشيخ عيسى : "بدأت رحلتي مع دورة كأس الخليج بصفة رسمية في الدورة الرابعة التي أقيمت في الدوحة 1976 بحكم رئاستي للاتحاد البحريني لكرة القدم، وكنت متفرجاً في الدورة الأولى ولم أحضر الثانية وحضرت الثالثة بدعوة خاصة، ثم استمرت علاقتي بدورات الخليج من الرابعة حتى الآن ولم أغب عن أي واحدة منها". وعن الفروق بين الدورات السابقة والحالية أوضح الشيخ عيسى "في السابق كان المنافسة محصورة بفريقين فقط أما الآن اتسعت دائرة المنافسة والمنتخبات تطورت كثيراً، إضافة إلى أن دورات الخليج أصبحت تجني الأرباح من خلال دخول الشركات الخاصة في الرعاية، وباتت الدورة من أشهر الدورات الإقليمية التي تنظم في القارة الآسيوية". رفض ويرفض الشيخ عيسى دخول منتخبات بلاد الشام إلى دورات الخليج "لا نريد أن تكون دورة عربية، ودخول اليمن كان قراراً سيادياً من زعماء الدول الخليجية والعراق كانت موجودة من قبل وتم إعادتها، من يطالب بضم بلاد الشام هم الأخوة الصحفيون غير الخليجيين، وهم للأسف يعارضون كل رأي يرفض مقترحاتهم". ويقف الشيخ عيسى موقف المعارض تماماً لدخول إيران إلى دورة الخليج لأنها خاصة بأبناء الخليج العربي "دخول إيران سيصعب إجراءات الدخول إضافة إلى اختلاف اللغة بيننا وبين إيران". وعن إدخال اللعبات المصاحبة "الأخوة في عمان طلبوا أن يفعل مشروع الاولمبياد الخليجي، ثم قدمنا نحن والقطريون مقترحاً لإدخال ثلاث لعبات، ووفق عليه وسيحكم على نجاح التجربة من عدمه بعد انتهاء الدورة الحالية أو الدورة المقبلة". ويذهب الشيخ عيسى إلى أن المنتخب البحريني الحالي "ليس بأفضل المنتخبات التي مرت في تاريخ البحرين في دورات الخليج ففي دورة الخليج السادسة كنا قريبين من الفوز باللقب لولا الحكم العراقي الذي احتسب غير صحيح للمنتخب الكويتي، والمنتخب الحالي يضم مجموعة من اللاعبين الممتازين وهم صغار في السن والمستقبل لا يزال أمامهم". عروض ممتازة وامتدح رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية المستوى الفني في خليجي 17 "العروض التي تقدمه الفرق امتازت بالتنافس ونسبة التهديف مرتفعة وبروز منتخبات غير مرشحة يجعل خليجي 17 دورة مميزة". ورفض الشيخ عيسى تحديد هوية بطل الخليج "من الصعوبة معرفة البطل، الصورة غامضة للفرق التي سترافق المنتخب العماني إلى الدور قبل النهائي". وعن أداء منتخب البحرين أوضح الشيخ عيسى "في المباراة الأولى أصاب لاعبينا الغرور ودخلوا وهم ضامنون النتيجة والفوز بخمسة أهداف على الأقل، وحدث ما حدث أمام الكويت لم يؤد اللاعبون جيداً وافتقدوا التركيز، وأمل التأهل لا يزال قائماً، وأتمنى أن يقدم المنتخب البحريني مستواه الحقيقي أمام السعودية، إذ لا مجال لنا إلا الفوز، ونتيجة مباراتنا أمام الأخضر ستفقد الدورة واحداً من أبرز الفرق الخليجية".