إختتم في مسقط مساء أول من أمس المؤتمر الدولي حول التوجهات والرؤى المستقبلية للموسيقى العربية الذي نظمته وزارة الإعلام العمانية بالتعاون مع المجلس الدولي للموسيقى التابع لمنظمة اليونسكو، واستمر أربعة أيام بمشاركة متخصصين في الموسيقى العربية. أوصى المشاركون في ختام جلساتهم ب"المحافظة على الهوية الموسيقية كأساس لإثبات الذات العربية، مع عدم إغفال التطور والعمل على اعداد معلم الموسيقى اعداداً جيداً منطلقاً من خصوصية الموسيقى العربية ومكوناتها، وتفعيل النشاط الموسيقى فى المدارس، وتزويد المكتبات العامة بركن خاص بالكتب والتسجيلات الموسيقية، كخطوة نحو إنشاء مكتبة موسيقية مختصة". هذا إضافة إلى حث وسائل الإعلام على بث برامج تهدف إلى نشر الثقافة الموسيقية العربية. ودعت توصيات المؤتمر إلى "إنفتاح معاهد الموسيقى فى العالم العربي على التراث الموسيقى العربي بمفهومه الشمولي". وحثت المعاهد الموسيقية على الاعتماد أساساً على الكفاءات المتخصصة في التربية والتعليم الموسيقى، والعمل على تعاون المؤسسات الفنية والمؤسسات التجارية في مجال الموسيقى العربية، والاستفادة من إيجابيات هذا المؤتمر والعمل على مواصلة الحوار في مؤتمرات لاحقة بغية توضيح الرؤى وتنميتها". ودعا المؤتمرون الحكومات الى "تيسير الحصول على المادة الموسيقية بمختلف أنواعها بسعر مناسب، بحسب المستوى الاقتصادي لكل بلد، وفتح مجالات الاتصال بين وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في الدول العربية، بهدف تبادل المواد الموسيقية الخاصة بكل بلد". وحث المؤتمر الدولي للموسيقى على "إيجاد سبل تبادل متوازن للأعمال الموسيقية مع المحطات الاذاعية والقنوات التلفزيونية الأجنبية، ونبذ التعامل مع الموسيقى كسلعة تجارية فقط". كما طالب بالتعامل مع العولمة بما يخدم الموسيقى العربية". ودعا معارض الكتب في البلاد العربية الى تخصيص ركن خاص بالمراجع الموسيقية بمختلف أنواعها. وحثّ المؤتمر على العمل على التعريف بالموسيقى العربية وتسويقها من خلال شبكة الانترنت، داعياً المؤسسات الرسمية الى "دعم الأعمال الموسيقية الجادة، وانشاء وتفعيل دور الجمعيات التي تعنى بحماية حقوق المؤلفين والملحنين وتخصيص صندوق خاص بها". ودعا أيضاً إلى "تشجيع الملحنين للاقبال على تلحين أغان عربية أصيلة، خصوصاً للأطفال، وذلك عن طريق المسابقات والجوائز". يُذكر أن نحو 35 من الأساتذة الباحثين والفنانين والمهتمين بالموسيقى العربية شاركوا في المؤتمر الذي تضمن بحوثاً وتجارب ابداعية وحلقات عمل في اطار محاور ركزت على مستقبل الموسيقى العربية مثل الموسيقى والتغيير الاجتماعي، والتربية الموسيقية العربية، والجماهير، وتطوّر السوق والاعلام، والتقنيات الحديثة في الموسيقى العربية، وتحديات التمويل وفرصه، والتوجه التجاري في صناعة الموسيقى، وحقوق الملكية الفكرية، وتطور المهن الموسيقية في العالم العربي، والموسيقى في الخليج العرب، ودور الموسيقى التقليدية في المجتمع العُماني. وكانت الدكتورة رتيبة الحفني، رئيسة المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، اعتبرت ان ما طرأ على الموسيقى العربية وأغانيها من "تهجين وخلط" جعل طابعها بلا هوية وجعل الطابع الراقص وإثارة الغرائز يغلبان عليها فباتت خالية تماماً من صدق التعبير الذي لا مناص منه في تميز الفنان والاديب المخلص. وأضافت أن التلفزيونات العربية تتحمل المسؤولية عن تخريب الذوق الفني لدى المشاهدين بما تعرضه من اغاني "هابطة" وإصرارها على ترسيخ صورة الموسيقى والغناء الممسوخين من خلال برامج الاغاني التي تسيطر عليها اغاني الفيديو كليب "الخليعة". وطالبت الحفني بضرورة مراجعة التلفزيونات لخرائط برامجها وإعطاء كل نوع حقه في البرامج أملاً في أن يطرد الفن الجيد الفن الرديء وإن كانت لا ترى فناً جيداً في الوقت الراهن نظراً الى عزوف بعض المطربين والملحنين إلى التلحين دون أي دراية بقراءة النوطة الموسيقية.