تتجه فرنسا الى التورط العسكري المباشر في ساحل العاج الذي يشهد عودة القتال الداخلي بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. اذ امر الرئيس جاك شيراك ب"تدمير وسائل عسكرية جوية استخدمت في خرق وقف اطلاق النار" في ساحل العاج، فيما طلب وزيرت الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه، في رسالة، الى الرئيس العاجي لوران غباغبو "تحمل مسؤولياته وان يقوم بالدور الموكل اليه لاعادة الهدوء الى بلاده، خصوصا في ابيدجان". وحذرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو - ماري غباغبو من "ان المجتمع الدولي سيعتبره مسؤولا شخصيا عن حفظ الامن في ابيدجان" حيث احرق مؤيدون للرئيس العاجي مبنى ثانوية "ميرموز" الفرنسية. راجع ص 8 وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية ان قوات بلاده المنتشرة في ساحل العاج، في اطار قوة "ليكورن"، دمرت أمس السبت طائرتين حربيتين من طراز "سوخوي" تابعتين لجيش ساحل العاج على الارض في مطار ياماسوكرو في وسط البلاد، رداً على مقتل ثمانية جنود فرنسيين وجرح 23 آخرين بغارة شنتها طائرات عاجية على موقعهم في بواكي وسط البلاد. وافادت مصادر الرئاسة الفرنسية ان مدنيا اميركيا قُتل ايضا بالقصف. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم العملية الفرنسية في ساحل العاج الكولونيل هنري اوسافي ان معارك اندلعت بعد الظهر بالتوقيت المحلي بين جنود فرنسيين وعاجيين في مطار ابيدجان الدولي الذي اغلق امام حركة الملاحة الجوية. وبدا ان الحادث الاخير جاء ردا على تدمير الطائرتين، اذ اتهم ناطق فرنسي الجنود العاجيين بالمبادرة الى اطلاق النار. وافادت مصادر عسكرية فرنسية في العاصمة الغابونية ليبرفيل انه "بسبب الوضع في جمهورية ساحل العاج، قررت فرنسا نقل ثلاث طائرات ميراج "اف 1- سي ار" من العاصمة التشادية نجامينا الى ليبرفيل كتدبير احترازي". واكد ناطق باسم رئاسة الاركان الفرنسية ان مواقع القوات الفرنسية في بواكي تعرضت لقصف من طائرتي "سوخوي" في الثانية بعد الظهر، وان القوات الفرنسية ردت بتدميرهما في الثانية والدقيقة ال15. واعلنت السلطات العاجية ان هذا القصف جاء عن طريق الخطأ وان الطائرتين كانتا تستهدفان مواقع للمعارضة قريبة من تمركز الفرنسيين. وعاد شبح الحرب الأهلية ليخيم من جديد على البلاد مع مواصلة الجيش العاجي شن غارات جوية على مناطق المتمردين السابقين في الشمال. وأسفرت غارات امس عن مقتل 11 شخصاً وجرح نحو مئة آخرين. واكد ناطق باسم "القوات الجديدة"، وهو الاسم الجديد للقوات المعارضة، ان معارك نشبت بعد ظهر امس في ساكاسو، وسط البلاد، في مواجهة هي الاولى من نوعها وراء "منطقة الثقة". يذكر ان ساحل العاج مقسمة الى قسمين منذ اندلاع حركة التمرد في ايلول سبتمبر 2002 على الرئيس لوران غباغبو، ونشرت قوات الاممالمتحدة وقوات فرنسية ليكورن في البلاد للفصل بين الطرفين.