هاجم الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس حكومة ساحل العاج برئاسة لوران غباغبو، وانتقد اعمال العنف المناهضة للغرب والتي اندلعت السبت الماضي، "ما يطرح تساؤلات عدة حول جدارة الحكم القائم في البلاد وقدرته على تفادي حرب اهلية في المستقبل". وأكد شيراك عدم امتلاك فرنسا نية سحب قواتها لحفظ السلام "ليكورن" والبالغ عددها نحو 4 آلاف جندي من ساحل العاج والتي تسبب مقتل تسعة من عناصرها في غارة جوية نفذها سلاح الجو المحلي على معسكر لها في مدينة بواكيه بإندلاع اعمال العنف، "اذ اننا لن نسمح لنظام ذات طبيعة فاشية بفرض نفوذه على البلاد". ويذكر ان قائد القوات الفرنسية في ساحل العاج الجنرال هنري بونسيه اعلن ان تعزيزات اضافية سترسل قريباً الى البلاد، واكد تحسن الوضع الامني في شكل كبير في اليومين الاخيرين. في المقابل، رفض شيراك التعليق على تعيين الرئيس غباغبو الكولونيل فيليب مانغو قائداً جديداً للجيش خلفاً للجنرال ماسياس دويه الذي تسلم "مهمات اخرى"، في حين اكد مراقبون انه يهدف الى زيادة استياء الفرنسيين. وكان الكولونيل فيليب مانغو الذي رقي الى رتبة ميجور ويتمتع بتأييد كبير داخل المؤسسة العسكرية قائداً للعمليات، واشرف على الهجوم الجوي والبري الاخير على المتمردين الذين يسيطرون على شمال البلاد منذ ايلول سبتمبر 2002. وتوقف هذا الهجوم في السادس من الجاري بعد قصف معسكر الجيش الفرنسي في بواكيه. واوضح الناطق باسم الرئاسة العاجية ديزيريه تاغرو ان هذا التغيير "لا يعني فرض عقوبات سلوكية او جزائية، "بل يتعلق فقط بترقية نخب جديدة" وشملت التشكيلات الجديدة ايضاً تعيين الكولونيل مارك اكا كاديو قائداً لسلاح الجو غير الموجود عملياً حالياً بعدما دمره الفرنسيون بالكامل رداً على قصف معسكرهم، خلفاً للميجور ادوار سيكا يابو. في غضون ذلك، لازم الرئيس غباغبو قصره الرئاسي المحاط بأنصاره لحمايته من انقلاب مرجح عليه من قبل الفرنسيين نفسهم بحسب ادعاء الموالين له، ولم يحضر القمة الطارئة للاتحاد الافريقي في العاصمة النيجيرية ابوجا امس، واوفد رئيس المجلس الوطني مامادو بدلاً منه. وخيم الهدوء امس في ابيدجان، الا ان مئات الاوروبيين معظمهم من الفرنسيين، كانوا يستعدون للرحيل عن البلد. ونقلت طائرتان استأجرتهما وزارة الخارجية الفرنسية 800 شخص امس. وبلغ عدد الاشخاص الذين تم اجلاؤهم منذ الاربعاء الماضي نحو خمسة آلاف، ونقلت الشركات العاملة في ابيدجان نحو 470 موظفاً اجنبياً، بينما غادر 200 من موظفي الاممالمتحدة و100 مغربي الى جانب افارقة آخرين الدولة التي اعتبرت نموذجاً للرخاء في المرحلة السابقة.