استطاعت السفارة المصرية في لندن أمس إيقاف بيع ثلاث قطع أثرية مسروقة من متحف كلية الآدب في جامعة القاهرة، ومعروضة في صالة مزادات "بونهامز" في لندن، بناء على طلب رسمي من "المجلس المصري الاعلى للآثار". وهذه القطع التي تعود لعصور ما قبل التاريخ، كان كشف عنها العالم الأثري ابراهيم رزقانة في منطقة آثار حلوان. وكان عدد القطع المعروضة للبيع في صالة "بونهامز" 12 قطعة، بيع منها 9 في 28 تشرين الاول اكتوبر الماضي. أما القطع الثلاث المتبقية، فاستطاعت الشرطة البريطانية وقف بيعها. وكانت مصر طالبت ايضاً باستعادة القطع التسع التي بيعت اضافة الى القطع الثلاث المتحفظ عليها، لأنها قطع مسروقة وتخضع لقانون الآثار رقم 117 لسنة 1892. وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري الدكتور زاهي حواس، كشف أول من أمس عن سرقة حوالى 15 قطعة أثرية من مخزن كلية الآداب في جامعة القاهرة ومتحف المعادي في القاهرة، مشيراً الى أن هذه القطع تُعرض حالياً في احدى دور المزادات في العاصمة البريطانية لندن. وقال الدكتور حواس انه قدّم تقريراً بالواقعة الى وزير الثقافة فاروق حسني للإتصال بالسفير المصري في بريطانيا جهاد ماضي لإبلاغ سلطات الانتربول الدولي لوقف بيع هذه القطع التي سرقت على دفعتين من مخزن الكلية، ومتحف المعادي، من دون ان يبلغ عن سرقتها. واضاف انه اكتشف اثناء تجوّله على شبكة الانترنت الدولية عرض القطع في دور للمزادات في لندن، وتأكد بعد ذلك من أنها قطع اثرية مصرية سرقت قبل عامين. كما تبين له ان القطع المسروقة هي اكتشافات الأثري ابراهيم رزقانة. واشار الأمين العام الى أنه شكل لجنة اثرية فور عودته الى القاهرة لاتخاذ الخطوات التنفيذية لاستعادة القطع، واطلاع عميد كلية الاداب في جامعة القاهرة على الواقعة. وجمع كل الوثائق والمستندات التي تثبت ملكية مصر لهذه القطع، ومواقع اكتشافها، لتوفير أدلة قاطعة على حق مصر في استعادتها. وقال حواس إن القطع المسروقة من مصر فريدة من نوعها، وهي عبارة عن قطع فخارية تعود الى عصر ما قبل الأسر الفرعونية، ونأمّل أن تثمر الجهود الرسمية في استردادها. وكانت مصر نجحت، في وقت سابق، في استعادة لوحة اثرية سرقت من "معبد بهيت الحجارة" في محافظة الغربية، وكانت تعتزم "دار كريستي" للمزادات بيعها في نيويورك. ورفض حواس توجيه الاتهام الى احد بعينه بسرقة القطع، معتبراً أن ذلك سابق لأوانه. وأكد أن الاولوية حالياً تكمن في استعادتها. من جهة ثانية، أعلن حواس عن استعداد المانيا لإهداء مصر خريطة الآثار الالكترونية التي صممها باحثون المان، وذلك بعد انتهاء معرض توت عنخ امون الذي يقام حالياً في مدينة بون، ويسدل عليه الستار في أيار مايو المقبل. واوضح ان هذه الخريطة الالكترونية للآثار يتعامل معها الزائر باللمس وتتيح له معلومات كاملة عن مصر القديمة، ووادي الملوك والملكات، وقصة اكتشاف مقبرة توت عنخ امون. وقال إن الجانب الألماني سيهدي مصر ايضاً نموذجاً لمقبرة الفرعون الصغير "توت عنخ امون" بالحجم الطبيعي صورت باستخدام تقنية الليزر التكنولوجية، مشيراً الى ان مجسم المقبرة سيتيح للزائر المعايشة الكاملة للواقع الذي وجدت عليه المقبرة اثناء اكتشافها، اضافة الى فيلمين تسجيليين احدهما عن النيل، والآخر عن الحضارة المصرية. وأوضح ان تحليل مومياء الفرعون الصغير لن تؤثر على وضعها الحالي، وخصوصاً أن ما تبقى منها هو عظمتان، والقفص الصدري، وعظمة الجمجمة، مشيراً الى أن لا خطورة على نقل المومياء الى المتحف المصري لتحليل الحامض النووي للمومياء ال "دي أن إيه".