أكدت مصادر مطلعة في باريس أن حالة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تدهورت بشكل كبير، وأنه في غيبوبة، وان بعض أعضائه توقف عن العمل. وقالت إنه حتى يوم أمس لم يعرف ما هو الداء الذي يعاني منه، لأن الفحوص التي يمكن أن تكشف عن ذلك لم تجر له بسبب وضعه الصحي المتدهور. وذكرت أن عرفات بدأ منذ أول من أمس يمر في حال غيبوبة. وتوجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى مستشفى بيرسي العسكري ضاحية باريس حيث يعالج عرفات، وهو في طريقه إلى بروكسيل للمشاركة في القمة الأوروبية. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك "رأى عرفات وزوجته سهى وعبّر له عن تمنياته بالصحة". وأكدت اوساط الرئيس الفرنسي ل"الحياة" ان شيراك عاد عرفات في طابق العناية الفائقة في مستشفى بيرسي العسكري وانه التقى ايضاً زوجة الرئيس الفلسطيني سها والممثلة الفلسطينية لدى فرنسا ليلى شهيد. وأضافت ان شيراك "التقى أيضاً مسؤولي السلطة الفلسطينية" الموجودين إلى جانب عرفات، كما التقى الأطباء الذين يتولون علاجه "والذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل صحته". وفيما ابدى الاطباء الذين يعالجون عرفات تشاؤمهم ازاء امكانية اخراجه من الغيبوبة قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان حالة الرئيس "حرجة". وكانت مصادر مطلعة في باريس أشارت الى ان الحالة الصحية لعرفات تدهورت منذ بعد ظهر امس الأول فأدخل الى غرفة العناية الفائقة. وقالت المصادر ان عرفات كان تلقى فور وصوله الى فرنسا يوم الجمعة الماضي، علاجاً أدى الى تحسين وضعه الصحي، لكن وضعه تدهور. وذكرت ان الأطباء اجروا له عدداً من الفحوص التي مكنتهم من استبعاد عدد من الاحتمالات منها اصابته بالسرطان، ولكنهم لم يتمكنوا من ان يجروا له فحوصاً أخرى مثل أخذ عينات من خلاياه بسبب وضعه الصحي، ولذا لم يتمكنوا من معرفة طبيعة الداء الذي يعاني منه. ولم تؤكد المصادر ولم تنف ما إذا كان عرفات في غيبوبة، مكتفية بالقول انها على علم بتدهور صحته. وكان وصل أول من امس الى العاصمة الفرنسية رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، في حين ان رئيس الوزراء السابق محمود عباس لم يصل اليها وفقاً لما كان اعلن سابقاً وذلك بعدما أبلغ ان عرفات أدخل الى غرفة العناية المركزة. ونفى مستشار عرفات نبيل أبو ردينة الموجود في باريس ان يكون عرفات في غيبوبة أو فاقداً الوعي. وقال انه في غرفة العناية الفائقة لأن الأطباء قرروا ذلك، لإخضاعه لفحوص تستوجب ذلك لأن صحته لا تحتمل. واضاف ان عرفات مريض وبحاجة الى عناية وفحوص وان بوسعه ان يؤكد ان وضعه ليس بالخطورة التي تحدث عنها بعض وسائل الاعلام. وتابع ان الأطباء لا يزالون بحاجة لمعرفة اسباب مرضه لأن التحاليل التي أخضع لها لم تظهر ان هناك اي شيء غير سليم. الكردي وفي عمان ا ف ب قال الطبيب الاردني اشرف الكردي الذي يعالج عرفات منذ سنوات ان ثمة احتمال لوجود "خطر حقيقي" على حياة الرئيس الفلسطيني، منتقدا "التكتم" حيال الكشف عن طبيعة حالته المرضية. وقال الكردي في تصريح لوكالة "فرانس برس" امس: "اجريت اتصالا هاتفيا امس مع مقربين من الرئيس عرفات وعلمت ان حالته تدهورت ونقل الى وحدة العناية المركزة" مضيفا "قد يكون هناك خطورة على حياته بحسب المعلومات التي في حوزتي". واضاف الكردي طبيب الاعصاب الذي يعالج عرفات منذ عشرين عاما تقريبا "لقد نقل الرئيس عرفات الى فرنسا بغاية تشخيص حالته المرضية ولكن حتى الان لم يعلن اي نتيجة"، وهذا يعني برأيه ان هناك "اخفاء للمعلومات" حول طبيعة مرضه. واضاف: "لم يصدر حتى الان اي تصريح من مصدر طبي حول طبيعة المرض"، منتقدا اقتصار التصريحات على "المسؤولين السياسيين غير المخولين طبيا".