سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استبعاد اصابته بسرطان الدم في هذه المرحلة والنتائج النهائية للفحوص تظهر صباح الاربعاء . حالة عرفات "خطرة ولكن من دون خطر وشيك على حياته" والأطباء يخضعونه لعملية تغيير دم وفحص أشعة مقطعية
قالت المفوضة العامة الفلسطينية لدى فرنسا ليلى شهيد للصحافيين بعد ظهر امس ان الاطباء الذين يعكفون على فحص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية باريس استبعدوا في هذه المرحلة اصابته بسرطان الدم لوكيميا. وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني نفى قبل ذلك ما ذكرته مراسلة شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية كريستيان آمنبور من ان الرئيس عرفات يعاني من لوكيميا وانه غير مدرك لما يدور حوله. وقال أبو ردينة ان "الأطباء يجرون كل الفحوص اللازمة ولم تظهر حتى الآن اي نتائج سلبية، والنتائج النهائية متوقع صدورها صباح الأربعاء". واضاف ان النتائج الأولية التي ظهرت افضل مما كان متوقعاً"، وان وضع الرئيس عرفات الآن "كما كان وهو في رام الله". وقال ابو ردينة ل "الحياة": "الفحوصات الضرورية اجريت للرئيس في رام الله وحمل نتائجها معه والاطباء الفرنسيون ارادوا اجراء فحوصات دقيقة وما ظهر من نتائجها لا يظهر شيئاً سلبياً والنتائج النهائية تظهر صباح الاربعاء وبخلاف ذلك لا تصدقوا احداً". وزاد انه بينما كان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس جالساً مع الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس "تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي ميشيل بارنييه الذي اكد له ما اقوله لكم، وهو ان وضع الرئيس مستقر و نتائج الفحوص تظهر صباح الاربعاء". وقال ان الرئيس الفلسطيني لا يتلقى منذ دخوله المستشفيات اي اتصالات وذلك بناء على طلب الاطباء الفرنسيين الذين يريدون ضمان راحته. وحضر الى باريس الرئيس الفلسطيني اضافة الى زوجته سها كل من أبو ردينة ووزير الشؤون المدنية جميل الطريفي ومدير مكتب عرفات الدكتور رمزي خوري ومستشاره الاقتصادي خالد سلام محمد رشيد ووزير الشؤون الأمنية السابق محمد دحلان. وأمضى الرئيس عرفات ليلته الثانية في مستشفى بيرسي حيث ذكر أنه اخضع لعملية تغيير دم وسط مؤشرات تحمل على الاعتقاد بأن الخلل في الخلايا الدموية الذي يعاني منه مرده إلى اصابته ب"لوكيميا" سرطان الدم. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" إن فريقاً طبياً كاملاً يتولى الاشراف على الحالة الصحية لعرفات، وان "زراعة الدم" أجريت له ستظهر نتائجها لاحقاً. وقال أحد المسؤولين في المستشفى إن الفريق الطبي المشرف على حالة عرفات يرأسه البروفيسور تييري دو ريفيل. وذكر أن عرفات واعٍ وقادر على الكلام، لكنه تحت العلاج، ورغم ضعف قواه، فإنه يصلي وهو جالس. وعن طبيعة العلاج الذي يتلقاه عرفات قبل تشخيص مرضه، قال المصدر إن الأطباء أجروا له عملية تغيير دم، وان نتائج عملية الزرع والتحاليل الأخرى ستظهر ما إذا كان بالإمكان اخضاعه لزرع نخاع عظمي أو تحديد أساليب أخرى لمعالجته. وأشارت مصادر أخرى إلى أن عرفات متعب، لكن حياته ليست في خطر وانه قد يلازم العاصمة الفرنسية لمدة تفوق اربعة اسابيع. وقالت ان الرئيس الفلسطيني اخضع لفحص بواسطة "سكانر" لم يكشف عن وجود أي عرض مرضي في جسمه أو دماغه، وان من السابق لأوانه التكهن بطبيعة مرضه، فالأطباء يقولون ان حالته خطرة ولكن لا يوجد خطر وشيك يهدد حياته. وقال احد المسؤولين: "اجريت لعرفات اشعة مقطعية على الرأس واعضاء الجسم ووجد الأطباء انها نظيفة. والفحوص التي ستجرى اليوم وغداً أمس واليوم ستركز على الدم". وفيما لم يصدر عن مستشفى بيرسي، حيث يعالج عرفات في قسم أمراض الدم، أي بيان بشأن حالته الصحية يطغى على الوفد الفلسطيني المحيط به حالة من التوتر الشديد والتكتم، بسبب دقة الظرف، حسب أحد أفراد هذا الوفد، الذي اكد ان الجانب الفلسطيني لن يقول اي شيء حول الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني. واشار الى ان الفريق الطبي الفرنسي لن يصدر أي بيان بهذا الشأن إلا بعد موافقة الجانب الفلسطيني على ذلك. الى ذلك، ورغم حالة عرفات الصحية الدقيقة، لم يتوان بعض الأوساط الاسرائيلية عن استغلال وجوده في فرنسا للعلاج، وتوظيفه لأغراض سياسية، إذ أعلن محامي أسر قتلى سقطوا في اسرائيل في عمليات وقعت بين عامي 1996 و2002، الفرنسي ميشال كالفو، ان موكليه أبدوا رغبتهم باستجواب القاضي جان لوي بروغيير للرئيس الفلسطيني، ما ان تسمح حالته بذلك. ورفض المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية التعليق على هذا الطلب نظراً للطابع الانساني للموضوع. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اكد امس الأول ان من البديهي ان تسقبل فرنساعرفات للعلاج كونها أرض ضيافة، فيما اكدت وزارة الداخلية انها قضية انسانية عملت السلطات الفرنسية على التجاوب حيالها بإيجابية.