فيما لا يزال الغموض يسود الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (75 عاما) حيث يعالج في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي، نفت مندوبة فلسطين في فرنسا ، ليلى شهيد، صباح أمس (الجمعة)، التقارير التي ترددت عن وفاة عرفات سريريا. وقالت إنه في غيبوبة (كوما) غير دائمة (بين الحياة والموت).. لكنها قابلة للانتهاء.وجاءت تصريحات مندوبة السلطة الفلسطينية في فرنسا على محطة (آر.تي.إل) التليفزيونية بعد تدفق تقارير إعلامية بشأن وفاة عرفات دماغيا وأن الاطباء يستخدمون أجهزة صناعية للابقاء عليه حيا في المستشفى العسكري على مشارف العاصمة الفرنسية باريس.. وأكدت شهيد أن عرفات لم يمت ولكنها قالت إنه يرقد (في غيبوبة ليس بمقدوري تعريف نوعها لكنها قابلة للزوال).. إلا أن حالته لا تزال حرجة وأوضحت قائلة إنه يمكن القول اليوم أن ياسر عرفات يحتضر وأن هناك شعرة بين الحياة والموت.واكدت شهيد ايضا ان (جميع اعضائه الحيوية تعمل)، مشيرة الى ان الرئيس عرفات (فتح عينيه) و(ابتسم) اثناء زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك له بعد ظهر الخميس.من ناحية أخرى قال وزير العدل الاسرائيلي يوسف لبيد في مقابلة مع التليفزيون الاسرائيلي أمس الجمعة (من الواضح الآن أنه (عرفات) ميت دماغيا أو إكلينيكيا وأنهم (الاطباء) يستخدمون أجهزة صناعية للابقاء عليه حيا). ولكن مصدر معلومات لبيد حول هذا الامر غير معلوم. من جهته، أكد كبير مستشاري عرفات، محمد رشيد، الليلة قبل الماضية، ما تناقلته وسائل الاعلام عن موت عرفات سريريًا. بل ان رشيد ادعى بأن عرفات ليس في غيبوبة ولم يفقد الوعي ولو بشكل جزئي. وأعرب رشيد الذي يرافق عرفات في باريس عن أمله بأن تتحسن حالة عرفات خلال الساعات القريبة. وقد استحوذت حالة عرفات الصحية، على التقارير التي نقلتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية عبر تردد أنباء عن صحته الآخذة بالتدهور. وتراوحت الأنباء بين نفي فلسطيني لوجود عرفات في حالة احتضار وبين تقارير تحدثت عن موته. وساهمت التحركات على الساحة الفلسطينية إن كان بعقد الاجتماعات الطارئة أو القلق الذي خيم على المسؤولين الفلسطينيين، في تعزيز التقديرات التي ترجح وجود عرفات على سرير الموت.. وما زال صحفيون من جميع أنحاء العالم ينتشرون، صباح الجمعة، في محيط مستشفى (بيرسي). وكانت المصادر الطبية الفرنسية أوضحت أن حالة الموت الدماغي التي تحدث عنها البعض في حالة عرفات تسبق الإعلان عن وفاة أي شخص يمكن إبقاؤه حيا بمساعدة الأجهزة الطبية في غرفة الإنعاش. وقال أحد أفراد الفريق الطبي المعالج إن عرفات غارق في غيبوبة عميقة من المستوى الرابع (وذلك يعني غياب المريض تماما عن الوعي وتوقف أي رد فعل لا إرادي وغياب نشاط الدماغ، حيث لا تتفاعل الحدقة مع الضوء ولا يغلق الجفنان لدى لمس قرنية العين إضافة الى توقف التنفس اللاإرادي). ويحدد الأطباء الموت التام للدماغ بواسطة تخطيط الدماغ بفارق ساعتين أو تصوير الشرايين التي تظهر عدم تدفق الدم في الدماغ. ولا تستخدم عبارة الموت الدماغي إلا بعد التحقق من ذلك في قسم الإنعاش. ويمكن أثناء هذه الغيبوبة أن يحتفظ الجسم بمظاهر الحياة بفضل الأجهزة والتنفس الاصطناعي, مما يحفز الرئتين على التنفس والقلب على النبض. وإزاء التطورات الأخيرة في الوضع الصحي لعرفات، تبدو السلطة الفلسطينية في حال ترتيب لأوراقها، إذ تولى رئيس الوزراء أحمد قريع بعضا من سلطاته. وأوضح مسؤول فلسطيني كبير أن قريع تولى بعض سلطات الرئيس في الأمن والتمويل. ولم يعين عرفات خلفا له كما رفض من قبل التخلي عن أي من سلطاته. وقد أعلنت القيادة الفلسطينية التي عقدت الخميس اجتماعين متتاليين برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع الصحي لعرفات.. ودعت الشعب الفلسطيني إلى الالتزام بأقصى مظاهر الوحدة الوطنية وإظهار رباطة الجأش في مثل هذه الظروف. في حين وضعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في حالة استنفار تحسبا لإعلان وفاة الرئيس عرفات.